أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الفقراء و المجازر














المزيد.....


الفقراء و المجازر


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يحاول الإعلام الذي يعبر عن القوى السائدة أن يجعل من محاكمة كارادزيتش تبدو و كأنها مركز الممارسة السياسية في العالم , لكن تواقت هذه المحاكمة مع إطلاق سراح نائبته السابقة و شريكته في المجازر التي قتل فيها الآلاف أكثر من مجرد مصادفة . لا يدل هذا إلا على السهولة التي يمكن فيها للقتلة أن ينجو بفعلتهم أكثر مما يعني أنه قد أصبح من الممنوع قتل البشر البسطاء هكذا دون عقاب . في كل مكان وصل جنون الموت إلى حد المجزرة , ترسل السلطة في باكستان و اليمن دباباتها و طائراتها لتقصف أي منزل و أية بقعة تراها "خارجة عليها" بكل ما فيها من بشر , و يرد من يسمي أنفسهم الجهاديون بقصف البشر أيضا و لو كنتيجة ثانوية لقصف مؤسسات السلطة التي تعتبر السجون و آلات الموت تلك من أهمها , المستوى الجنوني الذي وصلته الحرب على الإرهاب أو الحرب المقدسة ضد الصليبيين يذكر بالحربين العالميتين أو تلك الحروب المجازر التي يصبح فيها القتل ممارسة يومية جماعية و معمدة بالمقدس , الوطني تارة و الديني تارة , في الحقيقة يمكن استخدام أي مقدس كوقود لهذه المجازر . الموت المجاني قد يكون حقيقة محلية في صعدة أو بيشاور , لكن هناك حقيقة جرت عولمتها في كل مكان , و هي أنه اليوم لا يوجد مكان آمن للفقراء على هذه الأرض . في الحقيقة ما حققته العولمة هو ملاحقة الفقراء و محاصرتهم و الإمعان في إفقارهم , فالسياسات النيو ليبرالية لم تذهب دون أن تذهب ببيوت ملايين الأمريكان و مدخراتهم , في ضربتها الأخيرة , على ما يبدو , لكن السياسات النيو ليبرالية لم تفعل إلا أنها فاقمت المشكلة إلى حدود غير مسبوقة . و لأن الليبرالية تعبر عن عبادة القوة و المال فإنها لا تعتقد أن ملايين الأمريكان أو الأوروبيين الذين فقدوا بيوتهم و وظائفهم يستحقون المساعدة , بينما تضخ تريليونات الدولارات و ما شابه في خزائن الشركات التي دمرت حياة الملايين "في مقابل" بعض الحد من سطوتها المطلقة على حياة الناس و نهبها المنفلت , هكذا يعاقب النظام الشركات الفاسدة على فسادها و يكافئ الناس على سذاجتهم . أما تلك الحقيقة المعولمة فهي أنه لا يوجد اليوم أي مكان آمن يمكن للفقراء أن يلجئوا إليه هربا من العوز و الحاجة . حتى الهروب إلى أوروبا أو الخليج لا يعني أكثر من أن الحياة على الهامش هناك هي أفضل بما لا يقاس من الحياة على الهامش في بلادهم الأصلية , فعلى الأقل يمكن هناك استبعاد الجوع الفعلي أما تهديدات العنصريين أو المعاملة السيئة , التي تصل في بعض الأحيان إلى درجة العبودية الحقيقية , فهي تصبح جزءا عاديا من الحياة اليومية , جزءا من المعاناة اليومية , التي تقابل الكفاح اليومي في سبيل لقمة الخبز في بلده حيث حولت الخصخصة النيو ليبرالية غالبية حصة الناس من الدخل الوطني , أي من إنتاجهم , إلى جيوب أقارب و أصدقاء الديكتاتور الحاكم . لا يجب التسرع باتهام النيو ليبراليين بأنهم هم من يخرب هذه الأرض , كل ما فعلوه هو أنهم قد فاقموا على طريقتهم الخاصة التدمير المنتظم الذي مارسته الطبقات السائدة على الدوام لحياة الناس البسطاء , أنهم قد بالغوا بنهب إنتاج الناس لصالح الأقلية التي تدعي أحقية ملكيتها لكل شيء في هذا العالم أنتجته الطبيعة أو أنتجه البشر نفسهم الذين يستغلونهم , يشبه هذا "التغيير" ما جرى مؤخرا في مصر , فقبل عدة سنوات شب حريق في إحدى القطارات المتوجهة إلى الصعيد ليحترق الكثير من الفقراء في عربات ذلك القطار , استقال الوزير المسؤول يومها أو "أقيل" , قبل أيام ماتت دفعة جديدة من الفقراء في تصادم قطارين في العياط , مرة أخرى استقال الوزير الجديد أو "أقيل".........

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد السياسة العربية
- عندما تحدث الدكتورعماد فوزي الشعيبي عن الديمقراطية
- إيريكو مالاتيستا : ضد الجمعية التأسيسية كما ضد الديكتاتورية
- كارل كورش : عشرة أفكار عن الماركسية اليوم ( 1950 )
- باول ماتيك : استعراض لكتاب كروبوتكين عن المساعدة المتبادلة
- عن قضية التكفير
- بين المعري و الفلاسفة المسلمين
- أنطون بانيكوك : رسالة إلى مجلة اشتراكية أو بربرية
- إذا عكسنا السلطة السائدة
- عندما تكون السياسة ممارسة غبية للكذب
- إننا ندعوك إلى شعلة المقاومة !
- وجهتا نظر حول الاشتراكية لجوناس هيلمر
- بيان المبادرة الأناركية النقابية عن اعتقال أعضائها
- احتفظوا بلقب الشيوعي !!!
- لماذا يجب عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية الق ...
- عن الحملة ضد قانون الأحوال الشخصية السوري
- حوار مع صديقي المؤمن
- مرة أخرى عن اليسار في الإسلام
- رأفت الغانم , بشر المقت , رياض سيف
- اليسار في الإسلام


المزيد.....




- مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات ...
- من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة ...
- ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق ...
- سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو ...
- تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم ...
- تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في ...
- مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
- أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط ...
- شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الفقراء و المجازر