|
ملاحظة حول قانون فناء الضدين
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب لي قارئ عزيز رسالة جاءت فيها العبارة التالية: "كثر الضجيج حول قانون فناء الضدين وكثيرون يقولون بانك انت الذي اخترعت هذا القانون الذي لا وجود له. فهل تعتقد بوجود هذا القانون؟ اكون لك شاكرا لو اجبت على هذا السؤال بصراحة وبوضوح." عزيزي القارئ اعرف عن الضجيج الذي تتحدث عنه واعرف ان الكثير من قرائي الاعزاء ينكرون وجود مثل هذا القانون وسؤالك سؤال بالغ الاهمية ولكني لا استطيع الاجابة على سؤالك بنعم او لا لان الامر اكثر تعقيدا ويحتاج الى بعض الشرح. نعيش اليوم ما يسمى الازمة المالية او الازمة المالية الاقتصادية او الانهيار المالي او اي اسم اخر يطلق على ما تعيشه اليوم كل شعوب العالم بلا استثناء. فما هي هذه الظاهرة التي نعيشها؟ اننا نشاهد ونسمع ونقرا عن افلاس مصارف كبرى وتعرض مصارف اخرى للافلاس (قبل ارسال هذا المقال الى النشر قرأت ان عدد البنوك التي افلست منذ بداية الازمة في الولايات المتحدة بلغ ١٠٦). نسمع ونقرأ ونشاهد افلاس شركات راسمالية كبرى وشركات اخرى معرضة للافلاس ونشاهد بيع وشراء بعض هذه الشركات بسبب ازمتها الخانقة. نشاهد ونقرأ ونسمع عن مؤتمر قمة يضم عشرين دولة كبرى يعقد في لندن لبحث كيفية التخلص من هذه الازمة. ويعقد مؤتمر قمة العشرين ثانية في الولايات المتحدة بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة لمناقشة مشكلة هذه الازمة. نقرأ ونسمع عن محاولة الدول الراسمالية ومنظريها ايجاد اقتصاد عالمي متوازن جديد غير راسمالي يضمن عدم تكرار مثل هذه الازمات بدون تغيير علاقات الانتاج الراسمالية القائمة تغييرا يؤدي الى الاضرار باصحاب هذه الشركات والمصارف او يمس بارباح اصحاب المليارات. نرى ونسمع عن ١٠ تريليونات من الدولارات يقوم اوباما بتقديمها خلال سنتين لهذه المصارف والشركات من اجل انقاذها من الافلاس وعن مئات مليارات اخرى تقدمها كل دولة لانقاذ راسمالييها ومصارفها وشركاتها من الافلاس. من الجانب الاخر، جانب الشعوب الكادحة، نسمع ونرى ونقرأ اشياء اخرى تختلف اختلافا تاما عما نسمعه عن الجانب الاول. نسمع عن ملايين العوائل الاميركية فقدت دورها والقيت في الشوارع لعدم امكانها دفع القروض التي منحتها لها هذه المصارف عند شرائها. نسمع عن اختفاء الحقوق والخدمات التي كان يتمتع بها الشعب الاميركي لعدم وجود الاموال الكافية لتقديمها. نسمع عن ٤٠ % من الشعب الاميركي يعيشون تحت مستوى الفقر. نسمع عن ازدياد البطالة في الولايات المتحدة بالملايين نظرا لطردهم من العمل الذي يعيشون عليه. نسمع عن موت الملايين جوعا في شتى بلدان افريقيا ونسمع عن زيادة الفقر خلال السنة الاولى من الازمة بمائتي مليون انسان. نسمع عن حاجة الناس الى البضائع لاستمرار حياتهم وعدم امكانهم الحصول عليها من البضائع المتراكمة في المخازن التجارية لعدم وجود النقود اللازمة لشرائها لديهم. اننا لا نتحدث هنا عن نظريات او فلسفات او افكار او توقعات وانما نتحدث عن ظواهر حقيقية تحدث في المجتمع العالمي كله ويلمسها كل فرد منا حسب علاقته بها. لا نتحدث هنا عن نظرية ماركسية او لينينية او "ستالينية" او اية نظرية اخرى. لا نتحدث هنا عن فلسفة مادية او فلسفة مثالية. لا نتحدث عن الاسباب التي ادت الى هذه الظاهرة، ظاهرة الازمة المالية الاقتصادية التي نعيشها، ولا الى اية قوانين. ما نتحدث عنه هو تاريخ، هو ما يحدث فعلا حاليا كل يوم في هذا العالم الذي نعيشه. نتحدث عن دمار هائل يصيب الطبقة الراسمالية والطبقات الكادحة يوميا وفي كل ساعة وكل دقيقة. هل هذه الازمة حادث طارئ حدث لاول مرة في تاريخ النظام الراسمالي؟ بالطبع كل متتبع للتاريخ يعرف ان هذه الازمة ليست الاولى وانما عانى النظام الراسمالي من ازمات اقتصادية متتالية منذ ١٨٢٥ حتى اليوم. يسجل التاريخ جميع الازمات الاقتصادية في مسيرة النظام الراسمالي التي كانت في البداية تحدث كل عشر سنوات تقريبا. يمكن ملاحظة التفاوت في شدة او ضعف هذه الازمة عن الازمات الاخرى ولكن ليس هناك من يستطيع انكار حدوث الازمات المتتالية في تاريخ النظام الراسمالي. نسمع عن تحول الازمات الاقتصادية الى ازمة عامة احدى اهم مظاهرها وجود الملايين من العاطلين الذين لا تستطيع الشركات الراسمالية استيعابهم حتى في افضل ظروف الرواج. ما الذي كان يحدث في كافة الازمات الاقتصادية المتتالية في تاريخ النظام الراسمالي؟ في كل هذه الازمات كان يحدث ما يحدث اليوم بصور متفاوتة من الاضرار والخسائر والدمار والصعوبات التي يعاني منها الجانب الراسمالي والجانب العمالي وسائر الكادحين. لم تكن ثمة ازمة اقتصادية تصيب جانبا واحدا من هذين الجانبين بل كانت دائما تصيب الجانبين. هل حدثت في المجتمع ازمات قبل نشوء النظام الراسمالي؟ يؤكد لنا كارل ماركس وانجلز عن طريق دراستهما لتاريخ المجتمع البشري ان ازمات كانت تحدث في المجتمع ولو انها تختلف شكلا ومضمونا عن الازمات الاقتصادية للنظام الراسمالي. لذا استهلا البيان الشيوعي بعد الديباجة الشهيرة بالعبارة التالية: "إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر و عبد، نبيل و عامي، بارون و قن، معلم و صانع، و بكلمة ظالمون و مظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة و طورا مستترة، حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين." (من ترجمة البيان المنشورة في الحوار المتمدن). ومن المعروف ان انجلز في الطبعات التالية للبيان استثنى من ذلك مرحلة المشاعية البدائية. ان ماركس وانجلز لم يتحدثا عن نظرية او علم او قوانين. انهما يتحدثان عن احداث تاريخية اطلعا عليها من دراسة تاريخ المجتمع البشري. وقد لاحظا ان الصراع بين الظالمين والمظلومين كان دائما ينتهي اما بتحول ثوري للمجتمع كله واما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين. لم يبتدع ماركس وانجلز هذه الاحداث ولم يخترعاها وانما اطلعا عليها من دراستهما لتاريخ المجتمع. ومن هذا التاريخ وجدا "إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية". هنا تبدأ امكانية الخلاف مع ماركس وانجلز. لان العبارة الاخيرة هي استنتاج من حركة التاريخ كما فهماها ولذلك يمكن ان يختلف اخرون معهما في هذا الاستنتاج وفقا لطريقة فهمهم لهذه الاحداث التاريخية. فقد يتوصل بعضهم الى عدم وجود صراع طبقي اطلاقا. ولكن الخلاف ليس حول الاحداث نفسها وانما حول تفسيرها والاستنتاج الذي توصل اليه ماركس وانجلز عنها. فمن نفس الاحداث يستطيع اخرون ان يستنتجوا تفسيرا اخر لتاريخ المجتمع. النقاش هنا يتناول التفسير وليس الاحداث نفسها لان الاحداث نفسها هي التاريخ، هي الواقع الذي يستند اليه كل شخص في استنتاجه. ما هو دور ماركس في هذا الموضوع؟ ان دور ماركس هو انه لاحظ من التاريخ تكرر الازمات في المجتمع حين تدعو الضرورة الى تغيير جذري وان ما يحدث في كل ازمة من هذه الازمات هو اما التحول الثوري واما هلاك الطرفين. دور كارل ماركس هو انه وجد عن طريق تحليل الاقتصاد الراسمالي تحليلا علميا ان ما حدث في الماضي يحدث بشكل اخر متفق مع تطور المجتمع الراسمالي في النظام الراسمالي ايضا. توصل الى ان الصورة التي يحدث بها ذلك هي صورة الازمات الاقتصادية. توصل الى ان الازمات الاقتصادية هي ظواهر حتمية في النظام الراسمالي ناشئة عن طبيعته ولذلك فهي تتكرر رغم ارادة الطبقة الراسمالية ورغم ارادة الطبقة العاملة. راى ان الازمة في النظام الراسمالي تعني نشوء الضرورة لتغيير جذري في هذا النظام وان عدم حدوث التغيير يؤدي الى هلاك كلا الطبقتين المتناقضتين. كتبت الاف الكتب ونشأت مئات النظريات التي تعتبر نظرية كارل ماركس خاطئة. ووجد الاقتصاديون مئات الحلول لتفادي الازمات وعدم تكرارها. ولكن الازمات تكررت كما توصل اليها كارل ماركس وهي تتكرر اليوم وستتكر غدا ما لم يحصل التغير الجذري للمجتمع. وفي كل هذه الازمات تصاب الطبقة الراسمالية بالاضرار والافلاسات وتراكم البضائع وغيرها. وفي كل هذه الازمات تتعرض الطبقة العاملة ومعها سائر الكادحين الى الاضرار والعناء والجوع والبطالة. ان المهم ليس النظريات او الافكار او الاستنتاجات او التسميات. المهم هو ما يحدث فعلا في المجتمع، الازمات الاقتصادية والمالية ونتائجها. دور ماركس هو انه درس هذه الازمات وبحث عن الاسباب المؤدية لها. وتوصل الى نوعية الصراعات الطبقية المؤدية الى هذه الازمات في النظام الراسمالي. ولكي يجد هذه الاسباب رجع الى الازمات التاريخية التي حدثت قبل نشوء النظام الراسمالي. درس كارل ماركس طبيعة التطور البشري لكي يتوصل الى الاسباب المؤدية الى هذه الازمات. منذ انفصال الانسان عن المجتمع الحيواني وانتصاب جسمه وتكيف رجليه للمشي وتكيف يديه للعمل وتطور دماغه بما يتفق وهذا التطور اصبح انسانا منتجا. لا شك ان بعض الحيوانات تحقق بعض الانتاج من الطبيعة كالطيور التي تبني اعشاشها وكالنحل الذي يبني خلاياه. وكذلك تقوم سائر الحيوانات بالبحث عن طعامها الى درجة الافتراس ولكن الانسان اختلف نوعيا عن هذا النوع من الانتاج. انتاج الانسان يختلف عن الانتاج الحيواني بانه يكتشف اسرار الطبيعة ويقلدها ويستفيد منها لكي يكتشف اسرارا جديدة. انتاج الانسان انتاج متطور. يتطلب الانتاج الانساني ثلاثة عوامل هي اولا عمل الانسان وثانيا الطبيعة التي يعمل عليها وثالثا الادوات التي يستنبطها لتساعده على العمل. هذه العوامل الثلاثة هي باللغة الماركسية قوى الانتاج. منذ بداية حياة الانسان لم يعمل منفردا بل بالاشتراك مع اخرين، عمل بمجموعات، كمجتمع بصرف النظر عن عدد ونوع العلاقات التي تربط هذه المجتمعات ببعضها. فعمل الانسان كان دائما عملا اجتماعيا. وفي هذا المجال تتكون بين افراد هذه المجتمعات علاقات معينة. ليس الحديث هنا عن العلاقات العائلية بشتى اشكالها التي نشأت بين افراد المجتمع وانما الحديث عن العلاقات التي نشأت بين افراد هذه المجتمعات فيما يتعلق بالانتاج. ابسط العلاقات التي يمكن تصورها هي صيد حيوان لغرض اكله. فالعلاقة بين افراد هذه المجتمعات فيما يتعلق بالحيوان الذي اصطادوه، اي انتاجهم، هي ان الحيوان هو ملك مشترك بينهم يأكلونه لسد حاجتهم الى الطعام. فالفريسة هي ملك للمجموعة وطعام لها. حين كان انتاج الانسان شحيحا لا يقيه من الجوع احيانا لم يكن بالامكان ان يتناول احدهم لحم الحيوان ويترك سائر افراد الجماعة على جوعهم. هذه العلاقة بين افراد المجتمع، العلاقة التي تحدد من يمتلك الانتاج وكيفية توزيعه تسمى باللغة الماركسية علاقات الانتاج. في مرحلة المشاعية البدائية لم يكن التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ظاهرا ولو انه كان في مرحلة التطور والنشوء ولكن هذا التناقض نشأ حالما استطاع افراد من المجتمع ان يتخصصوا لمهام معينة وان يعيشوا على انتاج غيرهم. وادى هذا التطور الى نشوء الملكية الخاصة والى انقسام المجتمع الى طبقات تنفرد طبقة منها بامتلاك الانتاج وتوزيعه وتقوم الطبقة الاخرى بالانتاج. كان من الطبيعي ان تشعر الطبقة المنتجة بظلم امتلاك الطبقة المالكة للانتاج وكان لابد ان تناضل في سبيل الحصول على مقدار متغير ومتزايد منه. وتاريخ مراحل تطور قوى الانتاج وعلاقات الانتاج كثيرة لخصها البيان الشيوعي بعبارة: "إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية." في النظام الراسمالي اصبح عاملان من عوامل قوى الانتاج، الانتاج وادوات الانتاج، ملكا للطبقة الراسمالية. ولم يبق للطبقة العاملة من هذه العوامل الثلاثة سوى القدرة على العمل، قوة العمل. ولكي تستطيع الطبقة العاملة الاتصال بالعاملين الاخرين لقوى الانتاج اذ بدونهما لا يمكنها ممارسة العمل والانتاج عليها ان تجد طريقا الى الوصول الى مواد الانتاج وادوات الانتاج التي يملكها الراسمالي. اصبح عمل الانسان اجتماعيا حيث يعمل الاف العمال في معمل واحد ولكن بقيت ملكية الانتاج وادوات الانتاج ملكا خاصا. هذا هو شكل الصراع الطبقي الذي نعيشه ونمارسه اليوم في مجتمعاتنا الحالية في العالم اجمع. ان دور كارل ماركس هو انه بين ان ما حصل في الماضي لابد ان يحصل في الحاضر والمستقبل ايضا. اذ ان قوى الانتاج قوى دائمة التطور وسريعة التطور بينما تبقى علاقات الانتاج ثابتة لا تطابق تطور قوى الانتاج مما يؤدي حتما الى حالة تنشأ فيها ضرورة تغيير المجتمع، تغيير علاقات الانتاج، تغييرا جذريا. وفي هذه الحالة يتكرر ما كان يحدث دائما الى: "حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين." هذا ما حدث في جميع الازمات الاقتصادية في تاريخ النظام الراسمالي وهو ما يحدث اليوم في هذه الازمة المالية الاقتصادية التي عمت العالم كله. وبما ان القوى اللازمة لتغيير المجتمع كله تغييرا جذريا غير متوفرة حاليا فان ما يحصل حتما هو الظاهرة الاخرى، ظاهرة هلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين. هنا نأتي الى النقاش الدائر حول قانون فناء الضدين. النقاش يدور حول تسمية ما يحصل في واقع النظام الراسمالي. فليس هناك انسان واحد مالك لقواه العقلية لا يرى ان الازمة تؤدي الى الاضرار والخسائر والخراب والدمار لكلا طرفي المجتمع الراسمالي، الطبقة الراسمالية من جهة والطبقة العاملة وسائر الكادحين من الجهة الاخرى. ولكن النقاش كله يدور حول تسمية ما يحصل. سماها كارل ماركس وانجلز "هلاك كلا الطبقتين المتصارعتين". وسماها حسقيل قوجمان "قانون فناء الضدين". والاشخاص الذين يعترضون على تسمية كارل ماركس او على تسمية حسقيل قوجمان من حقهم ان يعترضوا. ولكن اعتراضهم لا يمكن ان يكون على ما يجري في المجتمع. ان اعتراضهم مقصور على تسمية ما يجري في المجتمع. فليطلقوا على ما يحصل في المجتمع ما يريدون من الاسماء. ولكن تعددت الاسماء والازمة واحدة! فما يحصل في المجتمع هو دائما نفس الشيء، هو ما نراه من افلاس ودمار في الجانب الراسمالي من المجتمع وعناء وشقاء في الجانب الكادح من المجتمع. ما يحدث دائما هو هلاك الطبقتين المتناقضتين او فناء الضدين. بقي الان موضوع اخر هو هل الازمة قانون ام ليست قانونا؟ علمنا معلمو الماركسية ان للحركة قوانين هي القوانين الديالكتيكية. وهي قوانين لانها تحدث بصورة حتمية وبالاستقلال عن ارادة الانسان ولا يستطيع الانسان ان يغيرها او يتحاشاها او يستبدلها بقوانين اخرى. والازمة الاقتصادية هي احدى نتائج حركة المجتمع الراسمالي الحتمية بكل ما يرافقها من نتائج مدمرة للطبقتين الرئيسيتين المكونتين للمجتمع الراسمالي. وبما ان الازمة نتيجة لحركة تجري في المجتمع الراسمالي وفقا للقوانين الديالكتيكية فهي في العرف الماركسي قانون. وبما ان هلاك الطبقتين او فناء الضدين او خسارة الطرفين او مصائب الجانبين او غير ذلك من الاسماء حتمية الوقوع وفقا للقوانين الديالكتيكية فانها قانون ايضا. فهو قانون فناء الضدين. وكما كان من حق كل انسان ان يطلق على الازمة ونتائجها اسما يتفق وطريق رؤيته لها كذلك من حق كل انسان ان يتفق مع معلمي الماركسية في تسمية الحركات الديالكتيكية قوانين او لا يتفق معهم. كذلك من حق كل انسان ان يعتبر فناء الضدين او هلاك الطبقتين او خسائر الطرفين قانونا او لا يعتبره قانونا. فالازمة ونتائجها حدث موضوعي مستقل عن ارادة الانسان، لا يستطيع الانسان تحاشيه او تغييره او استبداله، بل يستطيع فقط ان يسير في اتجاهه او يعارضه. اما راي الانسان حول الازمة ونتائجها فهو حدث ذاتي يجري وفقا لدماغ الانسان وكيفية انعكاس الحدث الموضوعي في دماغه. ولذلك يمكن ان تكون اراء عديدة في تفسير الحدث الموضوعي وفي تسميته. ولكن اختلاف التسميات والاستنتاجات والتفاسير هو امر ذاتي. انا اؤمن واعتقد واصدق ان حركة المادة والمجتمع حركة ديالكتيكية تجري وفق القوانين الديالكتيكية ومن حق كل انسان ان لا يصدق او يؤمن او يعتقد بذلك. ولكن اختلاف التسمية لا يغير من الحركة الموضوعية ذاتها. عزيزي القارئ. انا فعلا اطلقت على ما يحدث في الازمات اسم قانون فناء الضدين واطلقت هذا الاسم للتعبير عن الحدث الموضوعي الذي يحدث في المجتمع بصورة حتمية نتيجة فعل القوانين الديالكتيكية في حركة المجتمع الراسمالي نتيجة لكل ازمة اقتصادية او مالية. ومن حق كل انسان ان يعبر عن ذلك بتسميته له. وكل هذه الاسماء هي تعبير ذاتي عن نفس الحدث الموضوعي المحتم الحدوث وفقا لحركة المجتمع الديالكتيكية. فقانون فناء الضدين، او هلاك الطبقتين او مصائب المجموعتين المكونتين للمجتمع هو قانون وهو قانون قائم في المجتمع مهما اختلف انعكاسه في ادمغة البشر واختلاف هذه الانعكاسات. نعم هناك قانون فناء الضدين لانه يعبر عن الازمة وما يرافقها من هلاك، فناء، خراب، دمار، خسارة، ضياع، انهيار او غير ذلك من الاسماء لكلا الطبقتين المكونتين للمجتمع.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظة حول مقال د. صباح الشاهر -ليس اليسار يسار القاعة-
-
متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (اخيرة)
-
متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (رابعة)
-
متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (ثالثة)
-
ملاحظات حول كتاب تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بقلم طارق اسماع
...
-
متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (ثانية)
-
متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (اولى)
-
ملاحظة حول القانون الديالكتيكي تحول التغيرات الكمية الى نوعي
...
-
الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية
-
حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)
-
حوار مع يعقوب ابراهامي 3
-
حوار مع يعقوب ابراهامي 2
-
حوار مع يعقوب ابراهامي 1
-
من ينسى ماضيه لن يعرف حاضره ولا يؤمن مستقبله
-
تعددت الماركسيات والدرب واحد
-
تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (ثانية)
-
تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (اولى)
-
صفحات منسية من الانتصار
-
مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اخيرة)
-
مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (ثانية)
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|