أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟














المزيد.....

هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 15:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المحبة هي لحمة التعايش بامتياز :
كانت هناك جزيرة رائعة تتعايش فيها عدد من المشاعر والقيم في نوع من التناغم: الغنى ،العلم ، الحزن ،الحب ،الكبرياء ، الخ
في يوم ما تم إخبار الجميع بأن الجزيرة مهددة بالغرق والفناء ،وبالتالي عليهم المغادرة فورا تفاديا للتلاشي .
همت جميع المشاعر إلى إعداد مراكبها ومغادرة الجزيرة نحو اليابسة إلا المحبة بقيت إلى آخر لحظة ،ولم تقرر الانسحاب إلا عندما أصبح الغرق شبه مؤكد.
مر من جانبها في مركب فاخر "الغنى "فسألته إن كان بإمكانه حملها معه إلى اليابسة ؟
اعتذر قائلا بأنه يحمل معه في مركبه ثروات باذخة من المال والذهب والمجوهرات والأشياء الثمينة وليس له مكان لها .
ابتسمت المحبة وانتظرت مرور المركب الموالي ،وكان مركب الحزن .
سألته أن يحملها معه فأجاب : ليس لدي مكان لك ،أحتاج أن أبقى لوحدي لأنني حزين جدا .
استغربت المحبة من هكذا جواب و بقيت تنتظر إلى أن مرت الأنانية .
سألتها المحبة أن تنقذها معها فأجابت بعجرفة : لدي أشيائي الثمينة في المركب وسوف تفسدينها لأنك مبللة ... .
لملمت المحبة رعبها من الغرق وانتظرت القادم الجديد .
مرت بمحاذاتها السعادة ،فاستبشرت خيرا. نادتها بصوت عال لكنها من فرط فرحها العارم لم تسمع النداء
استمرت المحبة في التوسل لعدد من المشاعر المختلفة في مراكبهم ولم يعرها اهتمام أحد إلى أن ناداها
.شيخ مسن وحملها في مركبه وتوجها معا نحو اليابسة .
لقد كانت فرحة المحبة جد عارمة لدرجة أنها لم تسأل من أنقذها لما كانت على المركب .
استدركت الأمر وتساءلت من يكون ذلك الشيخ الجليل الذي حملها نحو ضفاف النجاة واختفى ولماذا فعل ذلك؟
وعبرت عن رغبتها في الامتنان له .
التفت العلم نحوها مجيبا بحكمة : إنه الزمن يا عزيزتي المحبة .
فوحده الزمن يدرك أهمية المحبة في الحياة .
.ووحده العلم بإمكانه إرشادنا إلى مكنونات الحياة اللامتناهية .
المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية والعلم هو بوصلة المركب البشري .
كم نحتاج لاستحضار هذا المغزى الرائع عندما نكون في مركب آيل للسقوط أو الغرق كما جاء في الحكاية
من المؤكد بأن مركبنا تتلاطمه الأمواج العاتية ، أشرعتنا متراخية و نفتقد للبوصلة وربما للربان أيضا
فهل نجعل من المحبة بديلا للكراهيات التي تسمم سبل التحامنا حتى نجنب مركبنا الغرق المحقق من فرط الاقتتال اللامتناهي
سواء في شكله المادي أو الرمزي ؟
لنجرب من أجل حياة بشرية أكثر إنسانية .

عائشة التاج . خبيرة تنمية بشرية

.






#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة
- حب الوطن ما بين الحقوق والواجبات
- وهج المشاعر ام وهج السوق ؟
- خطوات نحو السعادة
- كيف ساند أهل الفكر والفن والأدب أوباما ؟
- عندما تعجز الدولة عن حماية حماتها !
- العجوز والسيجارة في سوق الخردة
- حرية الرأي في المغرب و سندان المصادرة
- الاتكالية كسلوك سلبي
- ميديتيل و الأنترنيت الموقوفة التنفيذ
- المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء
- مزايا العفو والتسامح كقيمة سلوكية
- المرأة والإبداع في العلوم الاجتماعية
- من أجل تعايش أرقى بين الشعوب والحضارات
- الأم العربية ،رمز التضحية والعطاء اللامشروط


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟