عن اجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية
في أثينا 21-23 حزيران 2002
حول (الوضع العالمي الجديد بعد 11 ايلول 2001)
اجتمعت الاحزاب الشيوعية والعمالية في اثينا في الفترة 21-23 حزيران (يونيو) 2002. وشاركت الاحزاب الـ 62 المدرجة ادناه في الاجتماع الذي عقد تحت عنوان: «الوضع العالمي الجديد بعد 11 ايلول 2001». ولم تتمكن بعض الاحزاب من المشاركة لأسباب تتعلق بالوضع في بلدانها. وقد ارسلت تحياتها ومساهمات مكتوبة ستُضمّن ايضاً في الوثائق الصادرة عن الاجتماع..
وخلال جلسات على مدى ثلاثة ايام، جرى تبادل خلاق للافكار حول الوضع الدولي. وعُرضت تجارب مهمة من نضال الشعوب والحركات الجماهيرية في بلدانها.
وادان المشاركون عند تقويم الوضع في بلدانهم الاعمال الارهابية التي وقعت في 11 ايلول. كما ادانوا بشكل قاطع التصعيد الخطير في عدوانية الولايات المتحدة وحلف الاطلسي واجراءات ارهاب الدولة التي اعقبت تلك الاحداث. وتوصلوا الى ان كل الشعوب وحركاتها الجماهيرية تواجه خطر الهيمنة العالمية للرأسمال الاحتكاري، وتشكل الولايات المتحدة القوة الابرز في هذا التهديد.
ولاحظت الاحزاب ان احداث 11 ايلول شكّلت ايضاً ذريعة لشن هجوم لم يسبق له مثيل ضد حريات وحقوق الشعوب بحجة اعلان الحرب على الارهاب. ويصف الامبرياليون بالارهاب كل حركة مقاومة تكافح ضد العولمة الرأسمالية والقرارات التي تتخذها ضد مصالح الشعوب منظمات دولية (مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية والاتحاد الاوروبي ..الخ) ، والحركات المعادية للامبريالية التي تكافح ضد التدخلات والحروب الامبريالية وضد حلف الاطلسي، بالاضافة الى أي حركة تحرر اجتماعي ووطني والنضالات ضد الانظمة الدكتاتورية والفاشية.
ولفت المشاركون واكدوا على ان نضال الشعوب والحركات من اجل التحرر الاجتماعي والاستقلال الوطني والسلام والديمقراطية لا علاقة له بالوسائل الارهابية. ويدرك الشيوعيون جيداً بشكل خاص من تجاربهم المديدة كيف يعمل الامبرياليون والقوى الرجعية على تشويه سمعة هذه الحركات..
وادان المشاركون الارهاب. فلا يستفيد من الارهاب سوى القوى الامبريالية الاكثر رجعية ولاإنسانية وعنصرية، المعادية للشعوب.
وفي الوقت نفسه، اعلنوا تأييدهم الكامل لنضال الشعوب من اجل حقوقها الاجتماعية ومن اجل الاستقلال الوطني.
وادان المشاركون الحرب ضد افغانستان، والتهديدات بتوسيع الحرب، وتصريحات بوش بشأن «محور الشر»، والتهديد باستخدام اسلحة نووية، وتسريع برامج التسلح ونظام «الدفاع الصاروخي الوطني». ان عسكرة العلاقات الدولية تتزايد تحت وطأة التنافس واعمال التدخل..
ويقوم حلف الاطلسي، بعقيدته الجديدة وعملية توسيعه الجديدة، بتحويل نفسه الى شرطي للعالم تحت هيمنة الامبريالية الامريكية.
وشدد المشاركون على ان البشرية كلها تواجه مشروعاً خطيراً من قبل الامبريالية المعاصرة يهدد السلام والامن والاستقرار في مناطق كثيرة من كوكبنا..
ان شدة العدوان الامبريالي باسم مكافحة الارهاب، الذي يتعاظم في سياق الازمة الاقتصادية المتفاقمة داخل مراكز النظام الامبريالي، لا تقصر نفسها على العلاقات الدولية والقطاع العسكري، بل تشمل كل مجالات الحياة الاجتماعية. انها تعجّل إعادة الهيكلة الرأسمالية في الاقتصاد وفي مستوى معيشة العمال على السواء. وهي تتوجه ضد حقوق العمال ومكتسباتهم. كما تمارس التأثير على النظام السياسي، وتكتسب سمات سياسية وفكرية اكثر رجعية في الثقافة وفي وقت فراغ العمال.
ويجري انشاء اطار مؤسساتي جديد اكثر رجعية من قبل الامبريالية العالمية، يدوس على الحريات والحقوق الشعبية الاساسية ويستخدم آليات قمعية جديدة.
واكد متحدثون كثيرون الحقيقة الواعدة بانه على رغم العدوان المتزايد للامبريالية بعد 11 ايلول، فان التظاهرات والمقاومة الشعبية تزايدت في عدد من الحالات.
وقد تضاعفت حملات التعبئة ضد الحرب الامبريالية على شعب افغانستان، كما تزايدت على نحو مماثل المعارضة لعمليات تدخل جديدة ضد شعب العراق وبلدان اخرى تدرجها الامبريالية الامريكية في «محور الشر».
واكد المشاركون مجدداً تأييدهم لكفاح الشعب الفلسطيني، ورفضوا توصيف هذا الكفاح بانه ارهابي، واعتبروا ان الاحتلال الاسرائيلي هو مصدر العنف في المنطقة. وقد ازدادت قوة واتسعت في ارجاء العالم تظاهرات التضامن مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني من اجل نيل استقلاله ودولته ذات السيادة والقابلة على البقاء، وعاصمتها القدس الشرقية. وادان المشاركون الاحتلال المستمر للاراضي السورية واللبنانية وطالبوا بالانسحاب غير المشروط للقوات الاسرائيلية وعودة اللاجئين وفقاً لقرارات الامم المتحدة 242 و 338 و 194
واكد متحدثون كثيرون على الحاجة الى المزيد من تصعيد الجهود في بلدانهم لدعم هذا الكفاح، وكذلك الحاجة الى تنظيم وفود تضامنية الى الاراضي التي تخضع للاحتلال الاسرائيلي ومناطق الحكم الذاتي الفلسطينية. وادان المشاركون بشكل مطلق العنف الفظ الذي ترتكبه الحكومة الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية المحتلة والاعتقالات الجماعية والسجن بحق الفلسطينيين، بما في ذلك كوادر قيادية في حركة التحرر الفلسطينية. وجرى التأكيد على الحاجة الى حملة واسعة تطالب باطلاق سراحهم، وجرى التعبير عن التأييد للمبادرة بتشكيل «درع بشرية» في فلسطين في 28 حزيران .
وعبّر المشاركون عن قلقهم بشأن الانتهاكات المتواصلة لمباديء وقرارات الامم المتحدة وللقانون الدولي.
واشار عدد غير قليل من المتحدثين الى خطوات اُتخذت تُظهر نهوضاً واستعداداً للنضال والمقاومة في الحركة العمالية والنقابية مع تعزيز حضور القوى الطبقية داخلها، وتطوير نضالات جديدة تطرح مطالبها. واكدوا على نحو مماثل الحاجة الى تطوير التحرك في موقع العمل والى المزيد من تعزيز القوى الطبقية في الحركة العمالية والنقابية.
ولُفت، بالاضافة الى ذلك، الى ان الحركة المتعددة الاشكال ضد العولمة الرأسمالية قد ازدادت قوة، كما تعززت على نحو مماثل التوجهات والمطالب المقررة داخل هذه الحركة. وجرى التأكيد على الحاجة الى سياسة نشيطة من التضامن والدعم بين الاحزاب الشيوعية والعمالية، وكذلك وسط الحركات الشعبية بشكل عام. ودعا عدد غير قليل من المتحدثين الى ضرورة دعم عدد من المبادرات التي اتخذتها احزاب شيوعية وعمالية مختلفة. ومن بين هذه المبادرات، اُشير الى ما يلي:
- حملة التعبئة العالمية للمطالبة باطلاق سراح الوطنيين الكوبيين الخمسة الذين سجنوا في الولايات المتحدة لانهم كافحوا ضد الجماعات الارهابية في ميامي، بالاضافة الى الحملات من اجل رفع الحصار الامريكي ضد كوبا
- المبادرة التي ينظمها الحزب الشيوعي في بوهيميا-مورافيا في براغ في تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 ضد توسيع حلف الاطلسي.
-المبادرة ضد مشروع اعادة البناء الليبرالي الجديد للاقتصاد في امريكا اللاتينية الذي يتجسد في (أي.ال.سي.أي)
و«مشروع بويبلو-بنما» وجناحه المسلح «مشروع كولومبيا» الذي يهدف الى التعامل مع المقاومة التي تبديها كل قوة اجتماعية معارضة، ولعزل وازالة حركة المقاومة المسلحة في كولومبيا وتخريب النظام الشرعي والديمقراطي في جمهورية فنزويلا البوليفارية.
-المبادرات ضد خطط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاخضاع اقتصاديات البلدان العربية (المغرب - المشرق)
- تنفيذ مبادرات نشيطة لتنسيق عمل احزابنا ضد العولمة الرأسمالية، اخذاً بالاعتبار الحركات الجديدة والمتنامية ضد سياسات الحكومات الامبريالية والشركات المتعددة الجنسيات.
وعبّر المشاركون عن الحاجة الى مواصلة وزيادة عدد مثل هذه الاجتماعات للاحزاب الشيوعية والعمالية، فيما جرى التأكيد على الحاجة الى اجتماعات اوسع على المستوى العالمي واجتماعات على صعيد المنطقة بشأن قضايا مثيرة للاهتمام.
كما لُفت الى فكرة السعي الى عقد لقاءات لاحزابنا بالارتباط مع احداث عالمية كبيرة بهدف تحقيق تطوير جماعي اكثر للاقتراحات ولتبني وجهات النظر والمواقف المشتركة.
وجرى، بالاضافة الى ذلك، التأكيد على ان الحاجة الى الحضور المتميز للاحزاب الشيوعية والعمالية والتعاون والتشاور بينها يشكل عوامل اساسية لتطوير سياسة تحالفات وتعاون، سياسة ذات تأثير ايجابي لا تتناقض مع التنسيق والتحرك المشترك لقوى ديمقراطية معادية للامبريالية ومعادية للاحتكارات ووطنية، بالاضافة الى الحركة المتنوعة الاشكال ضد العولمة الرأسمالية.
ولوحظ انه من المفيد ان يجري توسيع النقاش وتبادل وجهات النظر، مع تطوير تحليلات نظرية في ما يتعلق بعملية تغيير هذا المجتمع وآفاق الاشتراكية في ظل الظروف الحالية.
كما عبّر المشاركون عن الحاجة الى المزيد من تعزيز التضامن الاممي لأحزابنا مع الشيوعيين وكل التقدميين والاحزاب التقدمية التي تواجه الاضطهاد والسجن والتي يُحظر نشاطها. بالاضافة الى ذلك، جرى التعبير عن الحاجة الى التضامن في التحرك ضد التمييز المعادي للديمقراطية والتدابير الرجعية التي تشتهدف الحقوق والحريات الديمقراطية.
اثينا 23/6/2002
---------------------
ترجم عن النص الانكليزي من قبل «اعلام الخارج» للحزب الشيوعي العراقي