عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 19:58
المحور:
الادب والفن
المسألة أنْ تكون طيبا بما يكفي لأنْ تبدو مغفـّلا : أنْ لا تلاحظ المرأة َ التي تحب وهي تخونكَ كل ليلة ، أنْ تعتبرَ أنّ ما حصل مجرد مزحة ، وأنْ تعود الى صدرها الحنون ، غير عابيء بلمسة الآخرين قبلكَ ، فالدنيا تكاد أنْ تكون خالية ، وليس ثمة امراة سواها .
قـُلْ :
لعلها تلعبُ ، هذه المرأة ، التي التقيتُها مكسورة ً في مدينة عنكبوتية .
لعلها لم تكن غير وهم ، رغم صوتها في الهاتف .
رغم عواطفها في صندوق البريد .
رغم دموعها في منامي .
اكتبْ :
لم أكن على بيـّنة من أنها امرأة إلا حين لم تعد امرأتي ، وتلك مسألة ليست لها علاقة بالشعر بالرديء ، حيث الجملة تضرب رأس اختها الجملة بمعول الكلمات ، فتطفرُ شرارة ٌ باردة لا تجرّ ورائها إلا خيطا من السأم .
اصرخْ بصوت عال :
لا اعرف كيف أنَّ عينيها مازالتا مغروستين في عيوني ، رغم أني لم اصادفهما إلا في صورة ، اعتقدُ الآن أنها مزيفة ، وإلا كيف يخون مَن يملك عينين جميلتين ، كيف يجرؤ كائنٌ ما على الاساءة لعينيه الحقيقيتين ، وسط هذا العمى ؟!
مسألة معقدة كهذي لن تضطلع بها إلا قصيدة النثر ، ولذلك ارفعْ بها توصية الى مؤتمر لن يحضره أحدٌ من منظمّي المؤتمر لأنهم عميان قطعا ، وإلا كيف تفسـّر الظلامَ الذي يسيل أنهارا بين ضفاف أرواحهم ؟!
ها أنتَ إذن :
المرأة التي اتضح أنها امرأة أصلا كنتَ تعاملها على أنها امرأة قبل أنْ تصل الى هذه النتيجة ، لأنكَ بحاجة الى مَن تعاملها كلؤلؤة ، كفيض من الدرّ ، كإشراقة من ذهب ، إذ العالم من حولك منجم من الفحم : لا ضحكة بلورية ، لا ابتسامة هي مصباح يضيء من دون شعلة ، ولا زيت .
آه ،
لو تفهم النبلةُ أنّ القلبَ المثقوب لا يعبأ إلا بالثقب : لماذا هذا المكان ، وهل يصلح القلب أن يكون مأوى : هذه الاسفنجة كيف تكون بيتا لحبيب ؟!
وكما تلاحظ : الأمرُ ليس معقدا تماما ، لكنك بمواجهة مسائل محيـّرة ، يمكن تلخيصها كما يلي :
أولا : كيف يخون المرءُ عينيه الجميلتين ؟!
ثانيا : كيف يكون القلبُ مكانا للسكن ، وهو مليء بالدم ؟!
ثالثا : كيف يكون الشِعرُ رديئا .. ؟!
إنْ أتقنتَ نثرَ حيرتكَ على الورقة ، وكأنها اكتشافات ، فتأكد أنكَ كتبتَ ، بطريقة ما ، قصيدة نثر ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟