|
كان ماير فلنر أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا
احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 15:47
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في الثاني من شهر حزيران القادم، الذي يصادف يوم بعد غد الاربعاء، يُنظم في ناصرة الكفاح حفل قطري تكريمًا لأحد الاعلام البارزة للحزب الشيوعي الاسرائيلي، للقائد الشيوعي والجبهوي العريق ماير فلنر في الذكرى السنوية الاولى لرحيله.
لا نستطيع في هذه المقالة ان نفي ماير فلنر حقه فيما يتعلق بدوره الفكري والسياسي والقيادي على حلبة الكفاح في بلادنا في مواجهة أحد أخطر الاعداء الطبقيين الديماغوغيين فكرا وممارسة، في مواجهة الصهيونية الفكر والممارسة. وما نأمله ان تسنح الفرصة والظروف لمجموعة من الباحثين الموضوعيين والمؤرخين الموضوعيين لكي يفوا الحزب الشيوعي وقادته التاريخيين حقهم وحقيقة دورهم الفاعل في بلورة الوعي السياسي الكفاحي للجماهير العربية وصقل هويتها النضالية التقدمية، دورهم الريادي المتميز في رسم المخرج من دائرة دم الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني والنضال من اجل السلام العادل، الشامل والثابت على قاعدة الاقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وانجاز حقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة، ودورهم الكفاحي المتميز دفاعًا عن العاملين ومواجهة انياب العنصرية الفاشية والدفاع عن حق المرأة بالمساواة. لقد تميز ماير فلنر بالعديد من السمات التي اجتمعت في منهجه ونهجه الشيوعي الممارس، فقد جمع بين الحكمة في تحديد الموقف والجرأة والشجاعة في طرحه، والصلابة المبدئية التي لا تلين في الدفاع عنه. كان اول ما تعرفت فيه على ماير فلنر عن بعد، "بالسّمعة" عندما كان عمري أحد عشر عاما، في العام 1956، فقد شغل حيزًا في اطار قاموسي السياسي المتداول كعضو منظم في منظمة "الأشبال الحمر" – منظمة ابناء الكادحين، اثر قيامه وتوأمه القائد الشيوعي العريق توفيق طوبي، مد الله في عمره، باختراق الحواجز العسكرية والحصار، والكشف عن المجزرة الدموية الرهيبة التي ارتكبتها قوات السلطة ضد المدنيين من العاملين والعاملات والنساء والرجال والشباب في كفرقاسم، ونشر وفضح هذه الجريمة ضد الانسانية بين اوساط الرأي العام محليًا وعالميًا. ولكن بداية معرفتي الحزبية الفكرية والسياسية بالفقيد كانت في العام 1965 عشية الانقسام في داخل الحزب الشيوعي. فقد وزع على كوادر الحزب موقف كل من الطرفين. موقف "جماعة أ" وموقف جماعة "ب"، وحضر مندوب عن كل طرف للمناقشة في الفروع حول وجهة نظره. مجموعة ميكونس – سنيه و"مجموعة فلطح – فلنر طوبي - حبيبي" كما كانت تطلق عليهما وسائل الاعلام في ذلك الوقت. ففي اجتماع كادر فرعنا في كفرياسيف يومها وفي المؤتمر السادس عشر للحزب عام 65 ابان الانقسام كان الصراع فكريًا سياسيًا وليس شخصيًا في رأس الهرم الحزبي، كان الصراع حول طابع وجوهر هوية الحزب الشيوعي بين فئة مارقة "حنّت" الى بيتها الصهيوني وحاولت حرف الحزب عن منهجه الثوري الطبقي الكفاحي وافراغه من مضمونه الاممي الأصيل. وقد تزعم هذه الكتلة الانقسامية السكرتير العام في حينه شموئيل ميكونس وموشيه سنيه الذي جاء الى الحزب الشيوعي مع مجموعة رافقته من حزب مبام الصهيوني وعاد الى الحظيرة الايديولوجية السياسية الصهيونية. اما غالبية اعضاء اللجنة المركزية بقيادة ماير فلنر وتوفيق طوبي واميل حبيبي ومعهم المرحومون اميل توما توفيق زيّاد وولف ايرليخ وصليبا خميس وساشا حنين وابراهام ليفنبراون ويهوشواع ايرغا وجورج طوبي وسليم القاسم وجمال موسى ورمزي خوري وفؤاد خوري، واطال الله في اعمارهم زاهي كركبي وأسعد يوسف كنانة ونمر مرقس وروت لوبيتش، فقد تمسكوا بهوية الحزب الاصيلة، الفكرية والسياسية. لقد تمحور النقاش في حينه حول قضيتين أساسيتين: "الاولى:، حول الموقف من حركة التحرر الوطني العربية وانظمتها التقدمية فكتلة ميكونس – سنيه الصهيونية المنشقة انطلقت في تحديد الموقف بأنه لا فرق بين نظام خالد الذكر الرئيس جمال عبد الناصر المعادي للامبريالية والنظام الجزائري المعادي للامبريالية وبين الانظمة الرجعية العربية العميلة للامبريالية والتي تدور في فلكها، فكلاهما "معاد لاسرائيل" وينشد القضاء عليها!! لقد تبنت هذه الكتلة، عمليًا موقف الاحزاب الصهيونية التي كانت في السلطة وخارج اروقتها لتبرير التنكر الاسرائيلي الصهيوني لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. لقد تصدى ماير فلنر ورفاقه الى هذا الانحراف الصهيوني بالتأكيد على ان المحك والمقياس بين الانظمة الرجعية والانظمة التقدمية يكمن في أمرين أساسيين: الاول تحديد الموقف والموقع من الصراع الدائر عالميًا، من الامبريالية، فالأنظمة المعادية للامبريالية التي تحررت من قيود الاستعمار لبلدانها تعتبر رافدًا من روافد القوى الثورية الثلاث – عالميًا – المنظومة الاشتراكية والاحزاب الشيوعية والعمالية وحركة التحرر القومي العالمية – التي تجمعها المصالح المشتركة في مواجهة مخططات الامبريالية العالمية للهيمنة والاستغلال. والثاني: ان هذه الانظمة، ومنها نظام عبد الناصر اتخذ خطوات اقتصادية – اجتماعية تقدمية عميقة الجذور تخدم مصالح الشعب المصري وتطوره مثل محاربة الاقطاع وتوزيع الاراضي على الفلاحين وتطوير الصناعة وغيرها. والحقيقة التي تجاهلها المنشقون عمدًا ان الانظمة التقدمية في مصر وغيرها لم تكن معادية لحق اسرائيل في الوجود، بل لسياسة حكومات اسرائيل التي تتنكر لحق الشعب الفلسطيني في الوجود والاستقلال وتقرير المصير، والرئيس جمال عبد الناصر طرح في مؤتمر باندونغ في اندونيسيا لدول عدم الانحياز برنامجًا للسلام مع اسرائيل رفضته حكومتها جملة وتفصيلا. والثانية، حاول المنشقون الصهاينة افراغ الطابع الاممي للحزب من مضمونه الأساسي. فلكسب الجماهير من بين "شعب الاكثرية" وزيادة نفوذ الحزب بين اوساط شعب الاكثرية (اليهودية) ادعى المنشقون انه لا مفر من التمييز في مجال "الوزن النوعي" لقيادة وعضوية الحزب من خلال موازنة نسبية جديدة تعطي الاكثرية البارزة في القيادة للرفاق اليهود، واجراء "تغيير" في برنامج الحزب السياسي يتلاءم والمساعي لزيادة جماهيرية الحزب بين الجماهير اليهودية. ان هذه الفئة الصهيونية المنشقة التي خرج معها عدد كبير من الرفاق اليهود، قد انزلت ضربة كبيرة بالحزب لا يزال يعاني منها في الشارع اليهودي حتى يومنا هذا، ولكنها سريعًا ما انكشف وجهها الصهيوني بوقوفها الى جانب الاحزاب الصهيونية والحكومة مؤيدة الحرب العدوانية في حزيران 67 والاحتلال الغاشم للاراضي الفلسطينية والسورية والمصرية، بينما ماير فلنر ورفاقه وقفوا الموقف الشيوعي الشجاع، لوحدهم في الكنيست وخارجها، يدينون العدوان والاحتلال ويطالبون بالانسحاب الفوري. موقف كاد يودي بحياة ماير فلنر الذي تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي يميني فاشي متطرف طعنه بالسكين. كما ان هذه الفئة الصهيونية سريعًا ما اختفت عن المسرح السياسي، فالجمهور اليهودي الذي حاولوا تجنيده حول رايتهم المزورة قال لهم ضمنًا "من هالابر الصهيونية المشرّمة عندنا في اسرائيل قفف معرّمة". اندثروا من الوجود بينما حزب ماير وطوبي وتوما وزيّاد الشيوعي الثوري الاممي لا يزال على ظهر الخيل مواصلاً شق طريقه رغم جميع المصاعب. لقد كان لي شرف العمل الى جانب الرفيق ماير فلنر سنوات طويلة في دائرة التثقيف الفكري والسياسي المركزية وفي هيئة تحرير مجلة "عراخيم" "الدرب" (بالعبرية والعربية) النظرية، ولا أبالغ اذا قلت انه كان احد صمامات الأمان من القيادة الذين حرصوا على وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية وصيانته من جراثيم الانحراف الاصلاحي او الانتهازي الاشتراكي الدمقراطي. أذكر انه في ظل بهرجة "البريسترويكا"، اعادة البناء الغورباتشوفية والتعددية والمصارحة "غلاسنست" وتخلي عدة أحزاب شيوعية عن اسمها وفكرها وأسس بنيتها التنظيمية اللينينية برزت بعض المظاهر الهامشية في الوسط الرفاقي الطلابي وفي غيره التي تتناقض ومنهج ونهج الحزب، فقد فهم البعض ان المصارحة والتعددية تعني الغاء المركزية الدمقراطية وتحويل الحزب الى دكاكين تنظيمية متعددة، وحتى التراجع فكريًا عن جوهر الحزب وطابعه كحزب ثوري طبقي مكافح. اذكر مواقف الرفيق ماير فلنر في تصديه لهذه الانحرافات وتأكيده اننا نعم نحن حزب دمقراطي يوفر الحرية المطلقة لتعدد الافكار والآراء والمقترحات لكل رفيق في داخل الهيئات التنظيمية وحسم الموقف دمقراطيًا ولكن لن نسمح ابدًا بتعددية تنظيمية في داخل الحزب، باقامة كتل وتكتلات، لان ذلك يقود الى ضياع الحزب وتفككه ومصادرة الهوية المميزة له. أذكر ان احد الرفاق من احدى المناطق الحزبية كتب مقالا وأرسله الى مجلة "عراخيم" النظرية وذلك عشية المؤتمر التاسع عشر للحزب. ومضمون المقال ورسالته الأساسية ان على الحزب الشيوعي ان يعيد النظر في موقفه من الصهيونية، وذلك لايجاد القواسم المشتركة على الساحة النضالية مع احزاب وتيارات اليسار الصهيوني!! بعد ان قرأ فلنر لنا المقال في هيئة التحرير اتصل بالرفيق مرسله تلفونيًا، قال له بعد اسبوعين مؤتمر الحزب، سأتطرق الى موقفك، اذا لم تقتنع، ننشر مقالك والرد عليه. وفعلا من على منصة المؤتمر التاسع عشر رد فلنر على من يحاول تجميل الصهيونية وتغيير الموقف منها، مؤكدًا امرين أساسيين، الاول، ان مقولات الصهيونية الفكرية – أبدية اللاسامية، امة يهودية عالمية وبناء عليه حركة تحرر قومي يهودية عالمية والعودة الى البيت القومي. – تعتبر الخلفية النظرية لجميع تيارات واحزاب الصهيونية من يمينها الى يسارها والتي تمثل مصالح مختلف شرائح البرجوازية اليهودية. فالصهيونية منذ نشوئها وحتى يومنا هذا من حيث جوهرها ومدلولها عنصرية وتتفاوت رجعيتها بين تياراتها المختلفة. ورغم تأكيدنا كشيوعيين لهذا الموقف فاننا لم نضع الهوية الايديولوجية لليسار الصهيوني كعائق للتعاون حول قضايا سياسية ومطلبية عينية في المعركة من اجل السلام العادل والمساواة والدمقراطية. لم نضع الهوية الفكرية لاي شخص او تيار عندما أقمنا الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وفتحنا ابوابها لمن يوافق على برنامجها السياسي بوصفها حركة سياسية جماهيرية في مركزها الحزب الشيوعي. لقد اثّر انهيار الاتحاد السوفييتي والانظمة في اوروبا الشرقية كثيرًا على ماير فلنر الى درجة ان هذا المفكر الكبير فقد الموازنة الصحيحة في تقييم الأسباب الحقيقية للانهيار وفشل هذه التجربة في عملية البناء الاشتراكي، فقد رجح كفة خيانة غورباتشوف والقادة كسبب مركزي (مع ان غورباتشوف والزمرة التي رافقته خائن وزمرة خونة) الا ان هنالك الكثير من الاسباب والعوامل الذاتية والموضوعية، الداخلية والخارجية، الاقتصادية والعسكرية، النظرية والعملية، التي قادت مجتمعة الى الانهيار. ان ما نخلده في الذاكرة وما نعتز به ان ماير فلنر كان قائدًا أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا، ولتبقَ ذكراه خالدة.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير منظمة العفو الدولية: ادانة صارخة لجرائم الحرب في المنا
...
-
مؤتمر القمة العربية في تونس: لا خروج من دائرة الرقص الموضعي
...
-
الاتحاد- المرجع والمرجعية لمسيرة التاريخ الكفاحي لجماهيرنا
-
التصريحات الامريكية المتناقضة في أرجوحة الازمة والتورط في او
...
-
خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع
-
على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال
...
-
المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب
...
-
من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال
...
-
في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي
...
-
على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية
...
-
رسالة بوش - التاريخية
-
أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال
...
-
عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال
...
-
مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب
...
-
بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط
...
-
وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
-
ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
-
أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا
...
-
الخزيُ والعار للمجرمين قتلة المناضل خليل زبن
-
من ((جنين - جنين)) الى ((البعنة - البعنة))
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|