أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - -أنا-... أذكى شخص في العالَم














المزيد.....

-أنا-... أذكى شخص في العالَم


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 11:55
المحور: كتابات ساخرة
    


وظيفة " الأنا" هنا للدلالة على الكل الشعبوي ،إذا جاز التعبير، ومن دون أي استثناء ، والحالة المقصودة هي الشعوب العربية ،بعيداً عن " الأنا" الشخصية ، وأعوذ بالله منها . ثمة حالة هستيرية ، لعلها أخطر من أنواع الإنفلونزا ، قديمها وجديدها، أبتلى العرب أنفسهم بها بإنفسهم ومن دون معرفة مَنْ نقل عدواها إلى الآخر ، وهي " الأنا " الكلية كما سلف ، والتي باتت تتجلى في داخل معظم أفراد المجتمعات العربية.
هذه الحالة (البلية) باتت تجعل من الفرد العربي الحَكَم أو الخبير َفي مَنْ يتفوق على مَنْ مِنَ العرب ، بمعني أي شعب عربي يتفوق على الآخر ، وأحياناً في أمور قد يكون من البلية أيضا التفكير بها على تلكم الشاكلة ، كأمور الجمال ،عِلْماً أن أموره نسبية ، أو أمور الاستمتاع بالحياة ،بعد المرور، طبعاً، على تقييم نِسَب الذكاء والجسارة والمهارة والطهارة ...إلى ما لا نهاية من الصفات والتوصيفات.
إذا اجتمع عدة أفراد ،ممن لم تصبهم العقلانية بعد، من جنسيات عربية مختلفة ، يبدأ الاشتباك الكلامي الذي قد يصل أحيانا إلى شفير العراك الجسدي، فالفرد المنتمي إلى هذا المجتمع يكافح لاقناع أنداده العرب الآخرين أن مجتمعه هو المتفوق على مجتمعاتهم ، وبالتالي هو كفرد متفوق على من حوله من أفراد نظراً لانتسابه للمجتمع الذي يتغنى به ، وفي المقابل يعيد أنداده الكَرّة من جديد ، كما لو كانوا يسددون كُرة كل في ملعب الآخر.
الطريف أن كل فرد من هذه الفصيلة المتبجحة ، يتباهى بأمور ليست حكراً على مجتمع عربي من دون الآخر ، فإذا ، مثلا ً ، انُتخِب شخص متحدر من أصل عربي عضواً في برلمان أوروبي ، أو عُيّن في منصب كبير في الولايات المتحدة ، يصبح وكأن مجتمعه العربي الأصلي هو المجتمع الوحيد الذي أنجب ،في نظر أفراده، هذا الفذ ،ولو تم البحث في مَواطن أخرى ،لتبين أنه لا يكاد يخلو مجتمع عربي من أفذاذ وصلوا وتبوأوا مناصب عليا في الأصقاع غير العربية ، منها ما وصل إلى حد المناصب الرئاسية . وإذا صدر بحث علمي باسم عالِم من أصل عربي ، تحركت عجلة التبجح ،التي لا تتوقف أصلاً على مسالك التباهي العربية ، ويصبح كل أفراد مجتمع هذا العالِم علماء فمجتمعهم لا ينجب إلى العلماء " حيث القرعة بتتباهى بشعر بنت خالتها " ، وفي نظرهم أن المجتعمات العربية الأخرى لا تنجب إلا العمالة الرخيصة ، أو مجرد موظفين غير مبدعين ، وهذا الأمر منطبق على كل المجتمعات العربية بلا استثناء.

حتى الجمال الذي هو رباني ، ولا يختاره المرء على ذوقه كما لو كان تصميماً أو زياً ، فتستعر الحروب العربية عليه ، وكل مجتمع يحتكر الجمال ،خصوصاً الأنثوي ، له ،بينما إناث العرب الآخريات مجرد عدم ذكور ، ويتناكف أفراد العرب بسببه كما لو كان من صنيعتهم ، متناسين أنه من شأن الخالق مهما تدخل مبضع جراح التجميل ، والخالق وضع الجمال على اختلافه في كل خلقه ، حيث لكل خَلْق ذوق.
ليس الفتى من يقول كان أبي ، إن الفتى من يقول ها أنا ذا.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - -أنا-... أذكى شخص في العالَم