أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء














المزيد.....

فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحمل الكثير منا في العالم العربي درجة دكتوراة الفلسفة في العلوم الانسانية او الطبية او الهندسية ولكن كم منا يعرف لماذا سميت اعلي درجة علمية بهذا الاسم؟ .. انه اعتراف عالمي بقيمة الفلسفة والتفكير الحر الذي لا يعرف قيود و لا ثوابت و لا خطوط حمراء او خضراء .. اعتراف بقيمة افلاطون و ارسطو و ابن رشد .. اعتراف بقبمة جون لوك وجان جاك روسو وبرتراند راسل.
التقدم له فلسفة والتخلف له فلسفة .. ولهذا لا يمكن التقدم دون تبني فلسفة التقدم .. لا يمكن بناء حضارة دون تبني فلسفة الحضارة .. وفلسفة الحضارة التي تؤدي الي التقدم هي حرية العقل في التفكير الي اقصي مدي وفي كل شيء وحرية التعبير عن هذا الفكر دون قيود الا قيد القانون .. حرية التفكير في الدين و الحياة والعلم .. في وجود الله و ما هيته .. دراسة التاريخ بطريقة نقدية لا تعرف تقديس الاشخاص .. فلسفة لا تعرف السلف علي انهم السلف الصالح المنزه عن الخطأ رغم انهم مجرد بشر يخطئون و يصيبون .. لا توجد في فلسفة التقدم حقيقة لا تحتمل البحث والدراسة والتمحيص و لا يوجد شخص فوق النقد و لا توجد حدود لما يمكن ان يصل اليه العقل .. لا توجد حقيقة مطلقة ولكن توجد حقيقة نسبية .. وحرية التعبير عن اي فكر مسموح بها الي اقصي مدي و لا يوجد شيء يحدها الا القانون .. بمعني ان اي شخص يستطيع ان يتهمني اني عميل و حرامي و انا بالتالي من حقي ان الجأ الي القضاء لأخذ تعويض يقصم ظهر من اتهمني فأن استطاع ان يثبت اني فعلا حرامي فسأدفع انا اتعاب القضية و أضع نفسي تحت طائلة القانون .. الغير مسموح به هو التحريض علي العنف بمعني ان اي مواطن بريطاني يستطيع ان يكتب ان بلير رئيس وزراء فاشل ويطالب باستقالته او اسقاطه في الانتخابات ولكنه لا يملك ان يحرض الناس علي قتله فأن فعل يكون من حق الحكومة ان تقبض عليه وتحاكمه .
هذه هي هي فلسفة التقدم .. فماهي فلسفة التخلف .. انها فلسفة العالم العربي .. فلسفة مصادرة الفكر مثلما فعل الازهر مع كتاب الدكتورة نوال السعداوي وغيرها .. فلسفة التكفير و مصادرة العقل .. فلسفة تقديس الاشخاص و التعصب القميء للدين او المذهب او القبيلة .. فلسفة السلف الصالح و كأنهم كائنات خارقة لا تخطيء اعتبارا من سيدنا عمر بن الخطاب ومرورا بالصحابة والتابعين والائمة الاربعة عند السنة والاثني عشر عند الشيعة و شيوخ الاسلام وهم ماشاء الله كثيرون من ابن تيمية الي ابن لادن وكل من تكلم في الدين من الشيخ الشعراوي الي عمرو خالد مرورا بالقرضاوي .. فلسفة من اعتبر عبقريات العقاد هي قمة الفكر عندما كتب عن الصحابة وكأنهم ملائكة لا يجد عندهم نقيصة واحدة رغم انهم اختلفوا فيما بينهم الي حد الاقتتال و سفك الدماء .. لقد اسبك عليهم قدسية لم يعترفوا هم بها ولذا كانوا افضل منا.
فلسفة اعتبار المرأة مخلوق من الدرجة الثانية ناقص العقل والدين .. رغم ان جسدها هو محور تفكير رجال هذه الفلسفة .. يعتبرون شعرها عورة في العلن رغم انهم في السر يدفعون الملايين للحصول علي نظرة من امرأة متمردة لم تظهر شعرها فقط بل اظهرت كل مفاتنها .. يعشقون نانسي عجرم في السر ويتبادلون الرسائل علي الموبايل متمنيين من الله ان يعجرم حريمهم ثم يلعنوها في العلن .. يصادرون فكر نوال السعداوي وكأنما المرأة خلقت لمهمات ليس من بينها استعمال عقلها .
فلسفة التخلف هي فلسفة التلقين وليس النقاش ,, فليس مسموحا لنا بالنقاش في المنزل والمسجد والمدرسة .. الاب والمدرس و أمام المسجد والمدير في العمل وحاكم الدولة هو فقط الذي يتكلم و يعظ وعلينا فقط السمع و الطاعة سواء اقتنعنا ام لم نقتنع .. الاقتناع ليس مطلوبا .. الطاعة فقط هي المطلوبة.. ولذا اصبح الرياء والنفاق هو اهم مؤهلات من يصبو الي المناصب العليا ,, وأصبح اهم مثل شعبي تعمل به شعوبنا هو اتمسكن لحد ما تتمكن.

ومن ينشرون فلسفة التخلف يستخدمون الدين حجة رغم أنه ليس في الكتاب والسنة دليل يفيد أنه يجب تعطيل العقول التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها وفهم الكتاب والسنة بفهم غيرنا ما دام أن المرء وصل إلى درجة معقولة من الفهم .

لقد زرعنا فلم نحصد غير التخلف و الانهيار الحضاري والاقتصادي واصبح قتل طفل بريء في العاشرة من عمره وذبح مدني جاء ليعمر بلادنا جهادا في سبيل الله .. هذا هو حصاد فلسفة التخلف.
وهذا هو رأيي وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء.



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن سينا وثقافة العقل الغائبة
- اقصر الطرق للأستبداد و التخلف
- تخاريف خريف العمر... المرأة هي الحل
- تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية
- رب ضارة نافعة
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي
- مستشاري الرئيس
- مفهوم الدين في القرن الواحد و العشرون
- هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدي ...
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون


المزيد.....




- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في دونيتسك ويقضي على 1590 عسكري ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل 5 نشطاء أغلقوا طريقا شمال تل أبيب
- الخطوط الجوية الأردنية تستأنف رحلاتها إلى طرابلس
- كيف يعالج الدماغ المعلومات البصرية بدقة متناهية؟
- ZTE تكشف عن أفضل هواتفها
- انهيار سد في وسط الصين: عمليات الإنقاذ جارية لمنع حدوث فيضان ...
- بعد مرور 9 أشهر على الحرب بالونات صفراء وسوداء في سماء إسرائ ...
- من 3 كلمات.. نصيحة توني بلير لرئيس وزراء بريطانيا الجديد
- الانتخابات الفرنسية ـ نسبة المشاركة عند الظهر الأعلى منذ 19 ...
- -نيويورك تايمز-: زيلينسكي يخشى إعادة انتخاب ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء