أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كولد ستون ؟














المزيد.....

المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كولد ستون ؟


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 01:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


و أخيرا سقطت كل الحسابات الضيقة ؛ و تم التصويت بالأغلبية على تقرير القاضي ريتشارد كولد ستون ؛ و بشكل لم تكن تتوقعه إسرائيل؛ التي اعتادت على سياسة غض الطرف عن جرائمها ؛ التي تتجاوز منطق القانون الدولي .
الرد الإسرائيلي كان طبيعيا؛ حيث استمر في التنديد بهذا القرار؛ معتبرا إياه تشجيعا على الإرهاب الدولي !!
لكن الرد الذي يستحق أن نقف عنده ؛ هو رد السلطة الفلسطينية ؛ التي يبدو أنها أخذت العبرة من هفواتها السابقة ؛ و رحبت أخيرا بالمصادقة على التقرير ؛ و هو رد لا يمكن إلا أن نصفق له بحرارة ؛ لأنه توريط لإسرائيل من جديد ؛ و في نفس الآن فرصة جديدة تفتح أمام الإخوة الأعداء ؛ للعودة إلى مائدة الحوار ؛ لإنهاء الانقسام ؛ و توحيد الصف لمواجهة التحديات المقبلة .
إن المصادقة على التقرير بأغلبية ساحقة ؛ تعتبر اختراقا للصف الداعم للكيان الصهيوني ؛ و هو الحائط الذي وقف سدا منيعا؛ في مناسبات سابقة أمام أي قرار ؛ يمس الدولة الصهيونية .
و أهمية هذا التصويت تتجاوز أحداث غزة لما بعدها ؛ لأن المتابع للصحف العبرية ؛ يدرك تماما المأزق الإسرائيلي ؛ بعد هذا الاختراق العربي الغير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ؛ حيث كان الفيتو الأمريكي دائما بالمرصاد لأي قرار دولي ؛ يسعى إلى محاسبة إسرائيل على عدوانها .
و هذه فرصة أمام العرب عامة والفلسطينيين خاصة ؛ لفضح الهمجية الصهيونية على الملأ ؛ و إنهاء تهمة معاداة السيامية ؛ التي توجه لكل من أراد فضح العدوانية الصهيونية ؛ على شعب أعزل إلا من حجارة و صواريخ بدائية ؛ لا يمكنها أن تهدد صراصير الجدار العازل ؛ بله القوة العسكرية الصهيونية المدعومة دوليا .
و هي فرصة كذلك لإنهاء مستقبل اليمين الصهيوني المتطرف؛ الذي يستغل مآسي شعب محاصر للحصول على أصوات الناخبين؛ قصد نشر العدوانية و التطرف و العنصرية في المنطقة ؛ بهدف تحقيق أهداف سياسوية رخيصة ؛ لا يمكن مقارنتها بالدمار الذي يعم المنطقة ؛ و يهدد شعوبها في كل حين ؛ و من بين هذه الشعوب الشعب الإسرائيلي ؛ الذي يستحق سياسيين أكفاء يدعمون السلام ؛ و يحققون له الأمن المفقود .
لقد حان الوقت ؛ أن يستيقظ الضمير العالمي من غفوته ؛ و ينهي جميع الأساطير المؤسسة لكيان اسمه إسرائيل ؛ و بدل الانتقام من العرب على ذنب اقترفته أوربا –ألمانيا- يجب إنهاء المحرقة الجديدة ؛ التي يؤسس لها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية ؛ تحت حماية دولية ؛ لا تلتزم أدنى معايير الشرعية و العدالة ؛ التي أسس لها ميثاق الأمم المتحدة.
و نحن حينما ندعو إلى الاحتكام للشرعية الدولية؛ فإننا نهيب بالأمة العربية -الإسلامية؛ إلى المسارعة لإنهاء آخر بؤر الاستعمار في العالم؛ لأن الحق ينتزع و لا يمنح.
و يعتبر هذا التقرير مناسبة سانحة لتحرك عربي – إسلامي؛ في اتجاه؛ جرجرة قادة العدوان الصهيوني؛ سياسيين و عسكريين أمام المحاكم الدولية؛ لإحقاق العدالة؛ و هو هدف نبيل؛ يتماشى مع الإرادة الدولية الجديدة؛ التي تم التعبير عنها في الاجتماع الأخير للأمم المتحدة.
و في الأخير لابد أن نؤكد على استغلال هذه الفرصة الجديدة ؛ من طرف الأشقاء الفلسطينيين ؛ لإنهاء الانقسام و توحيد الصف ؛ قصد ربح الوقت في الصراع مع اليمين الصهيوني المتطرف ؛ الذي يصر على موقفه المتصلب المؤطر باللاءات المعرقلة لأي حوار مرتقب .
و هذه فرصة من ذهب ؛ يجب على المفاوض الفلسطيني الموحد أن يتلقفها بأقصى سرعة ممكنة ؛ قصد تحقيق أكبر قدر من التنازلات الممكنة في المفاوضات ؛ التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ؛ و التي يصر الرئيس الأمريكي باراك أوبا ما من خلالها ؛ على ربح الرهان؛ و تحقيق ما يمكن أن يؤهله مستقبلا لاستحقاق الثقة الدولية ؛ التي منحته جائزة نوبل للسلام ؛ دعما لنواياه الحسنة ؛ في إنهاء بؤر التوتر في العالم ؛ و أخطر هذه البؤر الصراع العربي الإسرائيلي ؛ الذي يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن ؛ عبر رد الحقوق لأهلها ؛ و محاسبة القادة الصهاينة على جرائمهم وعدوانيتهم .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كولد ستون ؟