أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد زكريا السقال - الواقعية التي أوقعتني














المزيد.....

الواقعية التي أوقعتني


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 18:25
المحور: كتابات ساخرة
    


الواقعية التي أوقعتني ؟

عندما التقينا صدفة ، كما يلتقي الغرباء في بلاد الغربة ، وهذا عادة ما يكون ، في الأماكن العامة
مقهى ـ أوفي المكتبات ، أو محلات بيع الصحف ، حسب الأتهمامات المحفزة والدافعة للبشر
غالبا مايشد الغرباء بعضهم لبعض اللغة ، تجذب اللغة كمغناطيس ، تلفت الانتباه ، تلوي العنق وخاصة في بلاد المهجر ، وبهذا تشكل اللغة محفزا وعامل جذب .
سألني وهو يتجول ويتفحص الصحف العربية بحثا عن صحيفته المفضلة .
ـ هل الأخ من بني يعرب ؟
ـ نعم زكريا السقال من سوريا .
ـ ناعس ابن نائم من رمضاء .
كان وقع الاسم علي كبيرا وثقيلا ، بل يثيرك هذا الاسم ، تركيبه ، مضامينه ، تداوله ، أسم يعيد لتاريخ بعيد وطويل ، تاريخ القبائل والأفخاذ العربية ، ولكن ما الذي يفعله ناعس ابن نائم هنا ؟
خيل لي إن الرجل يمزح ويريد مدخلا لتجاذب الحديث والتعرف ، فقلت ممازحا
ـ من تغلب أم ربيعة ، أم وائل ، تغلب ، أم قضاعة ؟
أجاب بجدية تامة
ـ من هَدهَدَ .
لم أسمع بهذه القبيلة ضمن مطالعتي المتواضعة للتاريخ العربي ، ولكنني قلت وماذا يعني ، أنني لست الأصمعي ، ولا خلف الأحمر ولا الكلبي ، الذين جابوا مناطق كثيرة من أجل جمع الشعر والخطاب العربي . وأدرك الرجل ما يدور برأسي ففرد شفتيه مبتسما وقال .
ـ لا تستغرب، ما رأيك أن نحتسي القهوة سويا وافقت بدوري على الفور فقد أثارني الرجل وحرك فضولي.
جلسنا في إحدى المقاهي ، بادرت لطلب القهوة وأنا متشوق لأعرف ما قصة ناعس وقصة الاسم الذي أثارني ، ولغته التي حفزتني وأربكتني .
قلت مبتسما ـ أتدري يا سيدي أن اسمك غريب وملفت للنظر ، أتمزح أنت يا سيدي ؟
ـ أبدا إنا لا أمزح ، فأنا من هواة الواقعية العربية ، درستها ، و روضتني ، وأوقعتني ، وطرحتني أرضا ، وطبقت على أنفاسي ، وها أنا أحاول تطبيقها وممارستها على نفسي وأسرتي ومحيطي
وكما ترى فأنا ناعس ابن نائم، أحد أفخاذ حي ابن يقظان وأطفالي أسماؤهم أيضا
الساهي ابن غفلة ، طَمأنَ ابن راقد ، سالك ابن هارب ، ونس ابن عاهر ، لَصلَص ابن سارق
ـ خيل لي الرجل معتوه وقلت بين الجد والمزح .
ـ ماذا تقول يا رجل ؟
أجابني محتدا .
ـ وهل ترى غير هذا في رمضاء ، انظر ، تفحص ، دقق ، من رمضاء إلى خنث ، هَرة ، مبطوح ، سَفلَ ، طأطأ ، سُحَيلب ، رَفسَ ، .
قلت ـ من هذه القبائل ؟
قال ـ القبائل العربية ، الدول العربية إذا شئت الدقة أتريد في هذا الزمن الذي يقطر ذلا وهوانا ، أن أسمي الواقد ، والقعقاع ، والواثب ، والواهب ، والأمين والمأمون ، وابن حزم ، هذا ليس من الواقعية بشيء .
قلت ـ أهذه الواقعية التي درستها ؟
قال ضاحكا ـ قلت لي أن اسمك... محمد زكريا السقال ؟
ـ أترى أنك محمود أم مجلود ، أترى أنك سقال أم مسقول أو مسط ... وبلع الكلمة .
أطرقت مليا ، اخو ,, الشليتة ,, حقا انه واقعي ورشفت فنجاني مرا .

محمد زكريا السقال

برلين / 14 / 10 / 2009



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما
- تركنا الطيب صالح شجرة السودان
- الأنتخابات الإسرائيلية أحلام وأوهام المراهنين
- غزة جدل الواقع والمستقبل
- العيش في مقبرة
- هلوسات ونحن تحت النار
- الى متى يدفع الشعب الفلسطيني دماء لا تنتج تحريرا
- قبلة على جبين الدكتور عارف دليلة
- نحر على الشوق
- حماس والأفلاس السياسي
- إعلان دمشق والطريق للحرية
- محاكمات
- الوطن والحرية


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد زكريا السقال - الواقعية التي أوقعتني