|
المواساة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 14:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مفهوم المواساة
فقلت له يا ذئبُ هل لَكَ في أخٍ يُواسي بلا أُثْرَى عَليك ولا بُخْلِ - اللِّحيانيّ
ننتشي بغرور حين ترسمنا لحظات السعادة ،متناسين للكثير من الوقفات الحزينة والموجعة لنا ، بل هي واقع ملموس لانفكر بحزن الأخرين حين يخامرنا الأنتشاء بالسعادة ، ممكن ستكون مواساتنا لهم ضعيفة ، وننسى أنه أول من لامس برقة وجع قلوبنا ،وربت على أكتافنا ،أو همس بكلمة ود تريحنا لحظات أو ربما دقائق. لاأخفيكم أني بعض الأحيان أعجز أن أقول كلمة مواساة لأحدهم ، وكأن فايروس البكم قد نالني ،لاتنسبوه لعجزي بإيجاد الكلمة المناسبة، أو برود مني ،أو تجيرون تصرفي تحت بند اللامبالاة ، لكن صدقاً لاأجد بجعبتي سوى دمعات تلسعني حرارتها فارةً من المآقي .. وأخرج متسحبة لأني أفتقد للمناديل بسرعة مذهلة . وما قرأته لأبن القيم في المواساة، علِّ أجد نوعي ،فوجدته قد أبحر في تنويعها وجاءت المواساةٌ بالمال، و بالجاه، و بالنصيحة والإرشاد، ومواساةٌ بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم.
* * وماورد في الصّحّاح ان واساهُ: لغةٌ ضعيفةٌ في آساهُ، تُبنى على يُواسي. وقد اسْتَوْسَيْتُهُ، أي قلتُ له واسِني.
وفي لسان العرب قد جاءت
وأَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قال المؤَرِّجُ: ما يُواسِيهِ ما يصيبه بخير، من قول العرب: أُسْ فلاناً بخير أَي أَصبه، وقيل: ما يُواسِيه من مودّته ولا قرابته شيئاً، مأْخوذ من الأَوْس وهو العِوَضُ. قال: وكان في الأَصل ما يُواوِسُه فقدَّموا السين، وهي لام الفعل، وأَخَّروا الواو، وهي عين الفعل، فصار يُواسِوُه، فصارت الواو ياء لتحريكها ولانكسار ما قبلها، وهذا من المقلوب، ويجوز أَن يكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ، وهو مذكور في موضعه * *
وكان رأي إبراهيم بن محمد الحقيل
في مفهوم المواساة من طبيعة العيش في الدنيا أنها لا تكملُ لأحدٍ من الناسِ من كل وجهٍ؛ فإن وجدَ الإنسانُ في عيشها لذةً من جهةٍ، جاءَ ما ينغصُها من جهةٍ أخرى.ومن أجلِ هذا النقص الذي يعتري الإنسانَ في الدنيا، احتاج الناسُ بعضُهم إلى بعض، في قضاء الحاجات، وتنفيس الكرب.
وقفة لي معكم : وجدت ان الموجات الانترية قد خلت قلوبها من المواساة ، باتت تشبهني في نطقها لكلمة مواسية ، أو في الندرة بحق قائليها من الشعراء أو الأدباء أو المفكرين ، يبدو ان فايروس بكمي قد أشرى النت ، كانفلونزا الخنازير ، أبعدكم الله عنها وأثاب والبس أجسادكم ثوب العافية .
* * *
دعونا نسبر أقوال قائلي المواساة : • المواساة هي ما تظهره امرأة لأخرى لتحصل على اكبر قدر ممكن من الأسرار عنها ! آرثر ميللر
• لابد من شكوى إلى ذي مروءة : يواسيك إو يسليك إو يتوجع بشار بن برد
• "لما قدم النبي { أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قوماً أبذلَ من كثير، ولا أحسنَ مواساة من قليل من قومٍ نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنأ حتى خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، أنس بن مالك رضي الله عنه
• لم ينتقصنى بعدى عنك من حزن هى المواساة فى قرب وفى بعد ابو فراس
• "لقد رأيتُنا في مجلس زيد ابن أسلم رضي الله عنه أربعين فقيهاً أدنى خصلةٍ فينا التواسي بما في أيدينا، ومارأيت في مجلسه ممارين ولامتنازعين في حديث لا ينفعنا" أبو الأعرج رحمه الله
• سددت عيون الشمس حتى تغيبت فقامتك الفرعاء من دونها ستر وأفردت في زنزانة لامؤازرا ومن أين تأتيك المواساة والأزر - شاعر موريتاني
• فما ظلم بأبي هو وأمي {، لآووه ونصروه، قال: وأحسبه قال: وواسوه"- أبو هرير رضي الله عنه
• ناشدتك الحب دع ضلوعى تقر من ثورة النحيب وقل لبعض الكرى يواسى عينى فى سهدى الرهيب كامل الشناوي
• ندعو و يقضي اللهُ دعوانـا سُلِّمْتَ من مَرَضٍ و مِن ألـمٍ و شُفيتَ مِن أعراضِ بلوانا مواساة أنس الحجّار مهداة للشاعر الأستاذ المربي عبد الوهاب الشيخ خليل • ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه. قال ثعلب
• هذا الوضع غريب عن الكيل فيه يعيب، ذاك حزين على مجداً فقدناه، وذال أسير لعصر فيه الحنان فقدناه وهذا أصبح عضال فأين المواساة لكل هذا الحزن الذى ألم بنا فى كل مكان وزمان، ونحن نقتدى بتيار ليس فيه للمشاعر والأحاسيس خصال د هاشم ابراهيم الفيلالي
• يا صديقي ـ عـُذراً إنْ دفنتُ .. بينَ أضلاعِكَ / جمري وفي وريدِكَ .. أيقظْتُ الكآبة ْ أو جعلتُ منْ حريق الحُزن ِــ في عينيكَ قـنبُـلة ً تهمِسُ في الخُبز ِ .. فيْضَ صبري ــ وفي جنبيكَ ــ تعتصِرُ العذابَ في مواساة- موجّهة- للشاعر/ جوّاد جميلْ علي الربيعي
ــــــــــــــــــ فكر يكتنزه الورق
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صخب الصمت
-
الظلم في فكر يكتنزه الورق - قرأت لهم
-
حلم معلق على شفتيّ
-
فرار
-
غنيت
-
- ذات حلم ..-
-
القدرة والقدر في فكر يكتنزه الورق – قرات لهم
-
ضياع
-
باب البحر
-
الخوف في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
كنا ثلاثة..
-
العقل في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
الارض في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
الحرية في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
الانسان في مايكتنزه الورق من فكر- قرأت لهم
-
كبلتني
-
قهوة
-
مقدمة في ديوان حرائق مملكة الصمت
-
النأي
-
التميمة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|