أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف حافظ - هل قذف المُحصنات أصبح حلالاً















المزيد.....

هل قذف المُحصنات أصبح حلالاً


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 22:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كلمنى طالب سابق لى على الهاتف، وقال لى إنه قرأ لى بعض المقالات ويريد أن يُرينى معلومة مهمة، يجب وحتماً أن أشاهدها بنفسى!! فدعوته إلى مكتبى، فقال، "أريد فقط أولاً أن أتأكد من شىء. لماذا تركز أغلب كتاباتك على الإسلاميين مستغلى الدين؟ ألا يوجد فساد آخر فى مصر؟" أجبته قائلاً، "لك حق أن تسأل لأنه سؤال مشروع. المسألة وما فيها، أن أغلب ما يُحركنا فى مصر، هو المعتقد الدينى، وهو أمر ليس بالسيئ، فى حال أننا نمضى وراء الدين الحق، ونُعمل مع ذلك عقولنا، ولكن لأن الدين هو الموروث الأساسى فى البلاد، يوجد من يستغله، كما أسلفت، لصالح أهدافه وليس مجمل المواطنين من الديانة الواحدة أو كل المواطنين بصفة عامة، ولأنه الموروث الأول، يجب أن نُطهره مما علق فيه منهم من شوائب مستوردة من "تقاليد" دول بدوية حولنا، لنصل إلى الدولة المدنية التى ستحترم كل الأديان، وبالتالى، نقضى على عنصرية الإسلاميين ضد الآخر ونقضى على الوهم والجهل الذى يبيعونه للناس، من أجل مكاسب خاصة، ونصل إلى مرحلة قيام ديمقراطية حقة، فقناعتى أن الديمقراطية لا يمكن بحال من الأحوال الوصول إليها، إلا لو قضينا على الجهل المتفشى فى بلادنا وأزلنا الشوائب التى نسبها الإسلاميون إلى الدين!" تناقشنا فى الأمر كثيراً حتى كدنا أن ننسى لما جاء أحمد، وهو اسمه، فبادرته بالسؤال: "ما الأمر المهم الذى تريد أن ترينى إياه؟" فأدهشنى بما يلى بالفعل:

قال لى: "افتح صفحة جوجل للبحث العربى على الإنترنت يا دكتور"، ففتحت الصفحة المطلوبة. فقال: "لا مؤاخذ يا دكتور، بس أكتب على فى خانة البحث ما يلى:

"لأول مرة فيلم سكس فضيحة لـ"أسم مُغنية لبنانية شهيرة جداً" و"اسم مغنى مصرى مشهور للغاية".

فصرخت فيه: أنت اتجننت يا أحمد ولا إيه؟ قال لى مهدئاً من روعى: "يا دكتور بس افتح وحوريلك.. القصة مش زى ما أنت فاكر!"، نظرت إليه وقلت فى نفسى، فلنكمل الرحلة وربما نرى مُفاجأة بالفعل! كتبت الجُملة وضغطت على اللينك فإذا به يفتح على كليب مكتوب فوقها ما بحثت عنه، ولم يبق إلا أن أضغط لكى أشاهد الفيلم "السكس"!! قال لى أحمد: "أضغط يا دكتور وشوف، واطمن! ما فيش فيلم جنسى ولا حاجة".

ضغط لأشغل الكليب، فاذا بشخص يتكلم قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم"

ثم خلفية بها أنشودة دينية ورجل صوته مبحوح يبكى، ويقول: "يا أمة الإسلام (بكاء ونشيج).. يُدنس قرآنكى فيكى (بكاء أشد).. وتُغتصب نساءكِ (بكاء واضح أنه تمثيل).. ويؤسر رجالُكِ ...(بكاء).. ولا عمر لكى ولا صلاح الدين (بكاء) .. ولا خالد .. إلخ" وفى النهاية الرسالة المرجوة: "يا خيل الله أركبيه.. يا خيل الله أركبيه.. يا خيل الله أركبيه.. فإن الواقعة قد حصلت! فإن المعركة قد حصلت! معركة بين الإيمان والكفر! فاختاروا الخندق الذى تكونون فيه!".

وقد ذُهلت عندما سمعت ما سمعت، دون صور، ولكن فقط بكلمة دينية فى الواجهة. واسم فصيل من فصائل الجهاد المنتشرة فى أرجاء العالم العربى. ثم نظرت إلى أحمد ولم أتكلم، فقال لى:"يا دكتور من ده كثير أوى!.. دول بيحطوا أسماء فنانة الإغراء اللبنانية الشهيرة التى تغنى، وفنانة شهيرة فى مصر من الزمن الجميل، وفنانة خليجية مشهورة و.. و... و.. إلخ!" (قال لى أسماء وأنا لا يمكن أن أذكرها هنا ولا فى أى مكان، لأن القذف حرام!!!).

وقد دخلت على شتى المواقع من هذا النوع، بارشاد من أحمد، فسمعت تسجيلات مختلفة حول عذاب النار وعذاب القبر والحرق والخوف والرعب، هذا رغم أن الموقع مكتوب عليه عنوان يشمل اسم مشاهير الفن فى العالم العربى. وكنت على استعداد أن أصدق أى شىء، غير هذا.. فلا يُمكن أن يبلغ قذف أى إنسانة، هذا الحد من قبل من يُسمى نفسه بالمسلم.. فهذا فى عُرف ديننا، ليس إلا قذف، ويعاقب الدين عليه أشد العقاب!!

وأنا وقد دخلت على المواقع المذكورة لأستمع إلى اللقطات، فهمت "اللعبة" ولكن أنا متأكد أن هناك الكثيرين ممن دخلوا المواقع ثم لم ينزلوا تلك الكليبات نظراً لحيائهم من أن يفعلوا هذا، لظنهم أنها كليبات عارية بالفعل لتلك المغنية وهذا المُغنى أو غيرهم! والسؤال هنا: ألا يوجد لدينا الكثيرين ممن سيظنون بهؤلاء الظنون؟؟؟ ألا يوجد من يمكنه أن يتناقل تلك المعلومة الظاهرية التى لم يتأكد منها، ليلوث سمعة هؤلاء؟؟ هل هذا من أى دين فى شىء؟ هل هذا أدب من الأصل؟ هل تلك تربية وقيم؟؟ لقد غضبت للغاية عندما رأيت مثل هذا الفعل، لأنه لا يمُت لجهاد ولا لأخلاق بأى صلة، ولو أنهم يفعلون هذا، بشكل مباشر دون ادخال أسامى أى إنسان مشوهى صورته للناس، لكان شىء مشروع، ولكنهم ينجسون الدين بأفعالهم ثم يتقولون على من يستهجن ذلك، بأنه يحارب الإسلام! فياللسخرية!

وهناك من يُحارب من يقوم بالدعوة إلى حرية التحجب من عدمه، بمثل هذا الأمر، فيقوم بالإتيان بصور وجه من تدعو لهذا الأمر، ويركب وجهها باستخدام الجرافيك على الكمبيوتر، على جسد امرأة عارية، ويُحاربها باسم الدين ويتقول عليها ويقول إنها داعرة!! فهل يمكن أن يُسمى هذا ديناً؟؟؟ وهل يُسمى ديناً، التعرض لامرأة فى الطريق، لأنها ليست محجبة؟ هل هذا من الدين؟؟ لقد أعجبنى الدكتور حمدى حسن، النائب عن كتلة الإخوان، عندما قال فى برنامج العاشرة مساءً يوم 10 أكتوبر الماضى، متحدثاً عن قضية النقاب المطروحة، "النقاب لا فرض ولا سنة ولكنه حرية شخصية". وأنا متفق معه تماماً! وإن كنا نتكلم عن الحرية الشخصية، فالحجاب أو عدمه أيضاً، حرية شخصية، تعود لمن ترتديه، حتى تصبح فاهمة ومقتنعة مش حافظة!! ولكن التعرض للنساء لأنهم ليسوا متفقين مع أحد من المتشددين مُستغلى الدين، لهو أمر شديد الوطأة ويناهضه الدين (أى دين) وتقف ضده جميع الأخلاقيات والقيم!

إن قذف المُحصنات من النساء محرم شرعاً، إن كان مُستغلو الدين (أينما وجدوا) لا يعرفون، ولقد أنزل الله عز وجل آية صريحة فى ذلك، هى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون"، وقال جل جلاله: "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم". إن المعارك الفكرية، إنما تحتاج إلى عقول واعية قارئة مُطلعة ومُحللة تحميها منظومة قيمية لا تتعارض مع الدين. إن من يرمى المُحصنات ليدعو للدين إنما هو يسخر علنا من هذا الدين، ويظهر للعالم كم أصبح الدين بالنسبة لنا وسيلة وليس غاية، لفعل كل ما يتنافى معه، وإن دعا هؤلاء فى النهاية إلى حجاب ونقاب، فيا للنكتة التى يلقون بها فى الماء العكر الذى أوجدوه هُم من الأصل!




#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلع الإسلامية
- واجعل نساءهم غنيمةً لنا
- صباح الفل يا رقابة!
- القوة ليست قنبلة نووية
- أكره اللون
- تجاربنا تكون شخصياتنا
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية -3
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية (2)
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية
- إنها العنصرية وليس الدين!
- الاحتيال باسم الله
- إعادة تعريف الليبرالية
- أهل الذمة قبل أهل الملة
- أطالب بالعدل والحق فى قضية -القمنى-
- ألا يؤمنون بآية -إقرأ-؟
- صدام الصنم والإله
- عذراً مسلمى الصين!
- هل يريد الفلسطينيون دولة حقاً؟
- أمة ينقصها الإخلاص!
- مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف حافظ - هل قذف المُحصنات أصبح حلالاً