أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - انفلونزا التوريث الجمهورلكي














المزيد.....

انفلونزا التوريث الجمهورلكي


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أن رجلاً من أهل حلب تأصلت فيه اللهجة الحلبية عن حق وحقيقة، فكانت بمثابة دم يجري في عروقه. صعُب عليه تعلم الانجليزية في بلاد الغرب لأسباب مختلفة لعل أهمها اعتزازه بلغته ولهجته. فأوكلوا أمره لمعلم محترف، ثم جاؤوا بعد عدة أشهر فوجدوا المعلم الحرّيف وقد تعلم العربية بلكنة حلبية ونسي لغته، وأن الحلبي بقي على ماهو عليه لغةً ولكنة.
محاولة الرئيس الفرنسي ساركوزي من بعد خلفه السابق شـيراك في زحزحة النظام السوري عن مواقفه الممانعة والمقاومة ومحاولة بث بعض معاني الحريات والديمقراطية فيه باءت بالفشل لاعتبارات متعددة عند النظام، لعلها أهمها أن الأولى ليست قضية للمساومة ولو كذّب المكذبون، وأن الحرية والديمقراطية يجب أن تكون إنتاجاً وطنياً وليس مستورداً كما الغذاء والدواء ولو شكك المشككون. ولئن كنّا لسبب ما نستورد الكثير الكثير من طعامنا وشرابنا ودوائنا وكسائنا، فإنه من المستحيل أن نستورد الحريات والديمقراطية وبعض معاني حقوق الإنسان وقيم المواطنة، والأهم أن الإنتاج الوطني يكفيه وطنيته ولو كان ظلماً واستبداداً وقمعاً واضطهاداً، ومن ثم يامحلى الظلم والاستبداد والفساد من إنتاج ربوع بلادنا العزيزة.
ليس غريباً ولا مستغرباً موقف النظام السوري في مسائل هي من صلب تكوينه ومقومات وجوده واستمراره، وفي جوٍ عام من سرقةٍ ونهب، وفساد وإفساد تسببت فيه معارضة سـورية ماكرة وخبيثة متسلّطة على البلد، ومتحكّمة في مفاصل حياتها العامة اقتصاداً وسياسة، وهي – أي المعارضة- نتيجة فسادها واستبدادها في البلد قرابة نصف قرن ومازالت، جعلت فيه من عرق العامل أصفار ملايينها وملياراتها، وأكلت جهد الفلاّح وهي تنادي كجهنّم هل من مزيد، وأشاعت الفقر والحاجة والاستبداد، ونهبت خيرات بلاد مساحتها ممتدة طولاً وعرضاً، فيها محافظة لوحدها مثل حمص أكبر من مملكة عظيمة مثل هولندا.
وإنما الغريب حقيقة، هو الموقف الفرنسي الذي تأثر ولم يؤثر، فكان فيه ماكان من الضجة المثارة حالياً على محاولة الرئيس سـاركوزي تولية إبنه جان طالب الحقوق في سنتها الثانية في السوربون رئاسة أكبر حي أعمال أوروبي ومهم أيضاً في باريس العاصمة، والذي كان قد ترأسه من قبل الأب نفسه سابقاً، وجعل منه معقلاً سياسياً مهماً في طريقة إلى الرئاسة. ومن ثم انهالت الانتقادات والاتهامات بالمحسوبية وعدم احترام مبادئ الجمهورية قيماً ومبادئ ولياقات، التي تنص على الترقيات المستندة إلى الكفاءة وليس الميراث. أثار تعيين ساركوزي الابن في المنصب الجديد ضجة كبيرة طغت عليها السخرية وإحساس بعض الفرنسيين أن قيمهم الجمهورية بدأت تترنح وتتلاشى. وهو على مايبدو من تأثرات وتأثيرات التواصل مع النظام السوري وبركاته.
قال: ذكرتني حكايتك ومثلك بدخول المغول والتتار ( التيمورلنكية) إلى سورية ومحاولة تدميرهم لكل معالم حضارتها وقيمها ولكنهم مع كل نجاحات حملتهم، فهم الذين تغيّروا نتيجةً ولم يغيِّروا وتَبدّلوا ولم يُبدِّلوا، وعافوا دينهم انتهاءً وأصبحوا مسلمين.
قلت: أو تظنّ أن يتبدل الفرنسييون ويغييروا دينهم أيضاً بفعل هذا التواصل...؟
قال: مالهذا أردتُ، ولا لمثل هذه المعاني قصدت. وإنما محاولة النظام الفرنسي التأثير على النظام السوري في قضية الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، ردها عليه الأخير صاعين وعلمه مالم يكن يعلم، فمشيت أموره، وانصلح حاله، وبدأ سـاركوزي الأب السير على مايبدو في توريث ساركوزي الابن مقاليد الأمور من بعده وعلى طريقته. ومن ثم أعاد لذاكرتنا قصة ذلك الحلبي العتيد الذي أرادوا تعليمه الانجليزية، فعلمهم ولم يتعلم بل ولن يتعلم. وإن في ذلك لعبرة وعظة لقوم يفهمون.





#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات بغداد والأزمة السورية العراقية
- إمارة رفح الإسلامية ودولة غزة
- هذي الكويت، صلِّ على النبي
- الأمل والإحباط في كلام السيد جنبلاط
- ياحبيبي... كل شيءٍ بقضاء
- المحكمة الجنائية السورية والدولية
- حكاية من زمن الحرب السورية
- هلوسات نرفعها إلى مقام من يهمه الأمر
- مساعدات إعمار غزة والاختلاف عليها
- حدَثَ في أسبوع ماقبل لهيب غزة
- الصحافي الحافي والقتيل المحامي
- الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل
- ابن معتوق ضحية قاتلٍ بالقانون معتوق
- عزف منفرد على الطبل
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - انفلونزا التوريث الجمهورلكي