أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?














المزيد.....

الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 01:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يبدو خلال الأسابيع الأخيرة؛ أن هناك نوع من الحراك السياسي غير المسبوق؛ بين سوريا و السعودية؛ الدولتان اللتان تنافستا؛ و أفسدتا عبر تنافسهما الكثير من قضايا المنطقة؛ من لبنان إلى فلسطين... و يحمل هذا الحراك بين طياته الكثير من الدلالات الإيجابية ؛ التي يبدو أنها تبشر بمستقبل أفضل في المنطقة ؛ طبعا إذا نجح الحوار بين الغريمين .
و لعل أول الملفات التي ستتأثر إيجابا بنجاح هذا الحوار؛ الملف اللبناني؛ فهناك حكومة مؤجلة لشهور؛ و هناك رئيس وزراء مكلف؛ فاقد للبوصلة؛ و لا يستطيع توجيه المركب في أي اتجاه. و يبدو أن هناك الكثير من التأثير السوري- السعودي على هذا التأجيل ؛ لأن القرار السياسي اللبناني يرتهن للخارج أكثر مما يمتلك حرية المبادرة .
و لعل الأيام القادمة ؛ ستحمل الكثير من الأخبار السارة للبنانيين ؛ الذين سيستقبلون حكومتهم الجديدة في أقرب وقت ؛ لأن أولى الموضوعات التي كانت مطروحة على طاولة النقاش ؛ كان الملف اللبناني ؛ و لا يمكن أن يتحقق أي توافق سوري-سعودي حول ملفات أخرى ؛ من دون الحسم في هذا الملف الشائك ؛ الذي يؤثر سلبا على قضايا أخرى في المنطقة .
لكن القضية الأهم التي ننتظرها بشغف كبير ؛ هي قضية الوساطة السورية ؛ التي يجب أن تبدأ في تدشين حوار شيعي - سني بين القطبين الرئيسيين في المنطقة ( السعودية – إيران ) ؛ ومن شأن تدشين هذا الحوار أن يحل طلاسم الكثير من الملفات السياسية الشائكة في المنطقة ؛ الأمر الذي بإمكانه أن يفشل المساعي الأمريكية – الإسرائيلية ؛ في خلق توتر مذهبي في المنطقة ؛ تجني إسرائيل أرباحه استراتيجيا .
كما إنه من شأن تدشين هذا الحوار ؛ تحقيق تقارب بين مجموع دول المنطقة ؛ و على الخصوص المحور العربي – الإسلامي ؛ حول القضايا المصيرية التي تهم شعوبها ؛ و على رأسها تجنيب المنطقة حربا جديدة ؛ يمكن أن تقودها إسرائيل بضوء اخضر أمريكي على إيران ؛ بدعوى التهديد النووي ؛ هذه الحرب التي ستكون دول الخليج العربي أول ضحاياها ؛ على المدى القريب و البعيد ؛ فعلى المدى القريب ستكون دول الخليج شريكا في الحرب بشكل غير مباشر ؛ و بالتالي ستكون في مرمى الصواريخ الإيرانية ؛ و على المدى البعيد ستسعى إسرائيل إلى الاستفراد بالهيمنة الإستراتيجية على المنطقة ؛ في غياب منافس استراتيجي حقيقي مثل إيران .
كما إن القضية الفلسطينية ستستفيد من دون شك من هذا التقارب السوري- السعودي ؛ و ذلك يمر عبر ضغط كل طرف على حلفائه ؛ من أجل تدشين حوار فلسطيني داخلي ؛ يعود بالقضية الفلسطينية إلى سكتها ؛ بعدما زاغت عنها ؛ و ذلك عبر الضغط من أجل إنهاء الانقسام بين الضفة و غزة ؛ مع العودة إلى الاحتكام للقانون في حل جميع المنازعات؛ و الاحتكام لصناديق الاقتراع في حيازة شرعية القيادة.
و هذه كلها أهداف عاجلة؛ يجب تحقيقها في الأمد القريب؛ خصوصا و أن هذا التقارب بين المحورين الفاعلين في المنطقة؛ يتزامن مع انتخابات رئاسية و تشريعية في الأراضي الفلسطينية؛ و التي يمر التوافق حولها عبر إنهاء الانقسام و توحيد الصف؛ و عودة الشرعية للمؤسسات.
و لعلها الخطوة الوحيدة ؛ التي يمكنها أن تقوي المفاوض الفلسطيني ؛ في مواجهته لعدو صهيوني يميني متطرف ؛ لا يسعى إلى تحيق أية نتيجة ؛ سوى ربح الوقت لإنهاء القضية عبر التقادم ؛ مستغلا الصراعات الداخلية بين الإخوة الأعداء ؛ التي تخدم أجندته السياسية داخليا و خارجيا .
كلها قضايا شائكة تعيش على إيقاعاتها المنطقة ؛ و من المفروض أن يكون زعيما البلدين قد تطرقا إليها بالكثير من الروية و الحكمة ؛ و إذا تحقق التوافق بين المحورين السوري- السعودي حول إيجاد حلول لهذه القضايا ؛ فإن الأيام القادمة ستحمل بشائر الخير للمنطقة بأكملها ؛ و هذا ما تتمناه الشعوب العربية و الإسلامية .
بقي أن نؤكد على تشجيع هذا الحوار ؛ من طرف الفاعلين السياسيين و الاقتصاديين و الثقافيين و الدينيين في المنطقة ؛ لأن نجاح هذا الحوار في الأخير هو نجاح للقضايا العربية و الإسلامية ؛ خصوصا و أن سوريا نسجت في سنوات الضغط الأخيرة علاقات متينة مع حليفين استراتيجيين في المنطقة ؛ هما إيران و تركيا ؛ و من المفروض –إذا نجح الحوار – أن تكون حلقة الوصل بين حلف الاعتدال ؛ الذي تقوده السعودية ؛ و حلف الممانعة ألذي تقوده إيران .




#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...
- الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخ ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?