أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - يكاد عباس يقول خدوني














المزيد.....

يكاد عباس يقول خدوني


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كلمته التي ألقاها محمود عباس لتوضيخ ما اقترفته يداه في تأجيل تقديم تقرير غولدستون، بدا كمن يصر على وضع قدمه اليمنى في فردة حذائه اليسرى والقدم اليسرى في الفردة اليمنى في اللحظة التي يجب عليه أن يسارع فيها للخروج لمواجهة عدو أصبح على باب داره، بطريقة توضح أنه لا يريد هذه المواجهة. وإذا كان "يكاد المريب يقول خذوني" فإن عباس قالها منذ كان عراب أوسلو وبطلها. وقد أثبتت الأيام أنها، كانت مثل كل إنجازات عباس بعد استلامه السلطة، خدمات مجانية لا يستطيع أحد تقديم ما هو أفضل منها لإسرائيل سوى الصهيونية. فما الذي حصلت عليه السلطة لصالح الشعب الفلسطيني بعد أوسلو؟ وما الذي أرادته إسرائيل من السلطة ولم تحصل عليه؟
في كلمته، أكد عباس أن تأجيل التصويت على تقرير غولدستون جاء بعد مناقشات ومشاورات مع المجموعة العربية والإسلامية تم التوصل خلالها إلى أن التأجيل سيكون في مصلحة التقرير وضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي الخطاب ذاته يقول عباس إنه أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات التأجيل. أولا، لمَ اللجنة ما دام الأمر قد تم بعد مشاورات ونقاشات يفترض أنها كانت قائمة على أسس صحيحة تضمن صحة وسلامة هذا القرار؟ وبالتالي كان قرارا معللا يسهل الدفاع عنه. وفي هذه الحالة ما الحاجة إلى لجنة؟ وثانيا، الكل يعرف أن أية قضية يراد لها أن تدفن، تعمل السلطات على تشكيل لجنة من هذا النوع لتوقيع شهادة الوفاة. ولعل أوضح مثال على ذلك اللجنة التي تشكلت للبحث في أسباب وفاة ياسر عرفات. فلو أن سلطة عباس بريئة لكانت واجهت كلام فاروق القدومي، الذي يتهم عباس ودحلان بالمشاركة في قتله، بالنتائج التي توصلت إليها اللجنة بعد سنوات من رحيل عرفات.
سبق لعباس أن امتنع عن التوقيع على طلب مجموعة من المحامين الأوروبيين رفع دعوى على القادة الإسرائيليين مع انتهاء الحرب على غزة مطلع 2009. وعندها لم يلق كلمة لتوضيح الأسباب. لكنه أفادنا شيئا عن حبه لشعبه حين قال: إذا كانت المقاومة تبيد الشعب، فنحن لا نريد هذه المقاومة. كلمة حق يراد بها باطل. ولكن لم يعرف التاريخ أن شعبا أُبيد لأنه قاوم. بالعكس الشعوب التي لا تقاوم غزاتها ومحتليها هي التي تباد وتنقرض. ولنا أمثلة كثيرة في أميركا اللاتينية وأستراليا.
لم تعد عباءة الوطنية التي يتدثر بها عباس قادرة على ستر جلده. واتهام حماس بأنها تقيم إمارة ظلامية، تجعل كثيرين ممن لا يحبون الظلام يمشون إليه فرحين لأنه أكثر وضوحا من النور الذي تعقد تحته صفقات بيع الشعوب والأوطان بثمن بخس لا يتعدى مكاسب شخصية لفئة محدودة جعلت نفسها حامية لجرائم عدو شعبها حين صارت تعتبر أي سلاح يوجه إلى إسرائيل سلاح جريمة. وحين تطوعت لمنع المجتمع المدني العالمي من محاسبته، أو معرفته على حقيقته على الأقل.
عشرات السنين وأنصار القضية الفلسطينية من كل أحرار العالم يعملون لإقناع العالم أن إسرائيل تزرع الموت والدمار في المنطقة، وليست ـ كما زرعت في أذهان الناس ـ واحة من الديمقراطية وسط صحراء من الاستبداد والتخلف وتعمل على جعل" الورود تتفتح" في أرض قاحلة بلا شعب. ليس مقبولا أن تتبرع السلطة بحماية إسرائيل وغسل دماء الضحايا الفلسطينيين عن أيدي مجرمي الجيش والحكومة الإسرائيليين في اللحظة التي بدأ العالم يدررك أنها دولة عرقية مغتصبة وليست ديمقراطية فريدة. ماذا يمكن للجريح الفلسطيني في غزة أن يقول لراشيل كوري التي جرفتها الجرافة الإسرائيلية وقتلتها وهي تحاول منعها من تهديم بيت فلسطيني؟ وماذا سيقول ذوو الشهداء الفلسطينيين لكارل بوستروم الصحفي السويدي النبيل الذي جعل من الدفاع عن الفلسطينيين الذين سرقت إسرائيل قلوبهم وكلاهم وعيونهم لتبيعها في السوق السوداء؟ ماذا يقول الفلسطيني لكل أحرار العالم الذين جعلوا قضية الشعب الفلسطيني قضيتهم ودفعوا أثمانا باهظة لتصحيح صورة الوحش الإسرائيلي في أذهان العالم؟ هل يقول لهم كنتم وكنا مخطئين؟





#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - يكاد عباس يقول خدوني