أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجمية - دلالات العقل الكوني














المزيد.....

دلالات العقل الكوني


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 03:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العقل الكوني مندمج في بنية الوجود التفاعلية والتبادلية وهو نظام للحركة المعرفية والبنية المولدة للوعي المرتبط بماهيتها والقادر على تشكيلها بدلالات وعيها لقوانينها والتطبيقات الجارية وفق هذه القوانين المرتبطة بمختلف المجالات وتطويرها بما يطابق نظام العقل المرتبط بالحياة.
العقل الكوني يقاوم محاولة وعيه واكتشاف حقيقته الذاتية الصرف لأن الوعي الباحث عنه هو وعيه، فالوعي ضمن هذا المجال متحرر من التبعية والانفعالات، فالعقل الباحث عن الروابط الكونية للعقل يخرج عن دائرته الضيقة في نظام العقيدة المرتبطة بالمادة الجسدية والانفتاح على جميع المعالم والعوالم المعبرة عن العقل في صيغته الكونية ، إنه الإغراق في التلازم بين الوجود وعقله المعبر عنه.
فالعقل الكوني يعبر في وجوده الظاهري عن هويته الكونية المتوافقة مع كل موجداته الحية وغير الحية العاقلة والصامتة ، والذات الكونية هي الوحدة المركَّزة في الوجود في كل مجال وكل صورة وكل مادة إنها نظام التفاعلات بين العقل والمادة، لأن العقل الكوني قطب نهائي للمادة في نظام الكون يلامسها في جوانبها وفي صميمها الداخلي.
العقل الكوني سلام روحاني داخلي مؤثر عندما يتعمق فهمنا له في نظام الوجود يعزز روح التآلف بين العقل والحياة ، ويرتبط بنظام المحبة في العلاقات المتبادلة على كافة المستويات . من هنا نعتبره إرساله طوباوية غير قابلة للتصديق، لأن الحقائق المرتبطة بوجوده هي معجزة بالنسبة إلى العقل البشري فطاقة استغراق العقل البشري محدودة على المستوى الزمني والعامل ألاستغراقي في العقل الكوني يحتوي الزمن بكاملة وهذا ما يجعل نظامه أشمل ووعيه للوجود أدق وأكمل والفضاء الداخلي لنا نسخة صغيرة مخبأة معبرة عن العقل الكوني والدين يقلص المساحة المنفتحة للعقل بالإيمان العام والشرك المادي أما الفلسفة الأزلية تواكب التطلعات نحو عقل كوني في نظامها المنفتح على العقل وكما جاء في العهد القديم (( ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى )) العهد القديم يوئيل الإصحاح الثاني آية 28)).
فالعقل في نظام الجسد يطابق العقل الكوني في النظام الأرضي ويعمل ضمن مستويات ثلاث فيزيائية نفسية وعقلية. فالجسد وسيلة للتعبير عن العقل الشخصي والكون وسيلة للتعبير عن العقل الكوني فالكون يسعى لتحقيق عقله والعقل يسعى لتحقيق لتأمين جسده والتأثير في بنيته لتأمين استقراره النسبي ويتصل العقل بالجسد من خلال هالة يمكن توجيهها لتأخذ من العقل حاجتها ، ويدعي بعض الموهوبين بان لديهم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة .

والهالة المحيطة بالجسم تم تصويرها وإثباتها علمياً (( الطريقة الكريلية للتصوير الكهربائي أثبتت وجود الهالة المحيطة بالنسيج العضوي ))
وعندما تتمزق ورقة النبات وهي حية يمكن الحصول على صورة تحتوي على الجزء المفقود.
فإذا كان العقل الكوني موجودا في كل إنسان لا يعني أن كل إنسان هو العقل الكوني بل لكل إنسان عقله الكوني الخاص به بينما العقل الكوني هو لكل الوجود الكوني نظراً لاستيعابه الوجود في عقله أي أن الكون مرتبط بعقله وغير ذلك يبقى العقل الكوني مجرد وهم .
فالعارف لا يمكن أن يجعل نفسه مادة معرفية وبالتالي فإن ذات العارف ليست هي المعرفة. المعرفة وصول خارجي عَمِلَ العقل على تأصيلها في البنية المعرفية للبشر لتعبر عن خصوصية الذات المعرفية للإنسانية .
وبسبب الأهمية القائمة للمسؤولية الاجتماعية والبيئية لا يمكن التواصل معهما حتى نربط وعينا بالعقل الكوني وأهمية ارتباطه بالوجود الكوني والحياة البيئية والاجتماعية من حولنا.
والتكهن العقلي ينفي الحتمية الآلية الميكانيكية لظهورها العشوائي غير المرتبط بنظام الوجود . التكهن يعني وجود وقائع في طريق الحدوث ، مما يؤكد بان هناك مرشد لهذه الوقائع وهي مصممة قبل حدوثها ، والتكهن يعني عبور الرؤيا نحو التتابع في مجرى الحوادث القادمة . والديالكتيك المادي يربط الأحداث بقوانينها الموضوعية ليؤكد وجودها وقابلية قيامها في المستقبل ، غير أن هذه القوانين لا تنطبق على المستوى الشخصي والمعرفة ضمن نظام العقل. بل ترتبط بنظام الفاعلية الجماعية للبشر وفق منحى لصيرورة فاعلة تعمل وفق متطلبات النشاط البشري.
وعندما نتواجد مع العقل الكوني نجعل واقع كتابة الحياة امراً ممكناً يمكن أن نضيف وعياً جديداً لمجرى العقل الإنساني
والعقل الكوني هو نظام للتوازن بين قدرته المطلقة والمشاركة النسبية للآخرين لأنه يعمل على تنشيط القوى المتصلة بالعقل الإنساني هذه القوى تقودنا إلى تفاعلات متعادلة فكرياً بين عقول منفصلة من حيث المكان فالظواهر الإبداعية للعقل ترتسم على شكل وعي انبثاقي عن عقل معين وغالباً ما تشترك عدة عقول في تلقي نفس الوعي ضمن زمن وجودها ، وهذا ما يؤكده العلماء فلولا اكتشاف نيوتن للجاذبية لاكتشفها غيره وكل عمل إبداعي يرتبط بظهورات مختلفة تقودنا بالضرورة إلى حالة التقدم نفسها.



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر روح الزمن
- مزامير
- وجوه متحجرة
- انعكاس الوحي
- نور من نساء القهر
- عولمة الضياع
- دوائر الكلمات
- الموت يغرق بالعيون
- البناء الأعرج
- عواصم الموت
- كنوز العقل --- 6
- كنوز العقل --- 4
- كنوز العقل --- 3
- كنوز العقل --- 2
- كنوز العقل --- 1
- السلطة مفهوم جامد في عالم متغير
- المرأة والاعتبارات الإنسانية
- الديمقراطية والصيغ المتفاعلة مع وجودها
- رسالة عيد الحب .... الجنس علاقة اندماجية نوعية لا تقبل التوظ ...
- الصدمة المعاصرة لعقلية التسلط والجمود


المزيد.....




- بعد أكثر من سبعين عامًا.. مطعم بحريني يجذب المشاهير بمأكولات ...
- بعد قرار ترامب.. رئيس هارفارد يرفض -الإملاءات- وجماعة كولومب ...
- مسؤول بحماس يكشف عن موقف الحركة من مقترح إسرائيل بنزع سلاحها ...
- دراسات: البيض خيار مثالي لأحد العناصر المهمة لصحة الدماغ
- مؤتمر دولي في لندن لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان ولا ...
- هل انتهى شهر العسل؟.. خلاف علني -آخر- بين كييف وواشنطن مع اق ...
- الشيباني عبر -إكس: -الرئيس الشرع يزور الدولة التي وقفت مع ال ...
- الحرس الثوري: قدراتنا الدفاعية خط أحمر ولا مجال للتفاوض عليه ...
- -بسبب ملابسه المثيرة للجدل-.. محمد رمضان يوجه رسالة لإسرائيل ...
- زيلينسكي يؤجل الانتخابات 90 يوما أخرى


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجمية - دلالات العقل الكوني