|
صعود وسقوط الدول
روست كورد
الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 23:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال العلامة ابن خلدون: "ان التاريخ يعيد نفسه، وما الاحداث التاريخية الا حلقةٌ دائريةٌ مغلقةٌ تدور ثم لا تلبس ان تعود إلى نقطة البداية " فنحنُ عندما نقوم بدراسة وتحليل الاحداث التاريخية ونتوقف ملياً على كافة ابعادها السياسية و الاجتماعية وحتى العمرانية، فاننا سنقف امام معضلة تاريخية، وهي قيام الدول وتفوقها على الجميع الدول، ولكنها، لا تلبس ان تصل الى اعلى الذروة، و من ثم تبدأ بالتقهقر والانحطاط ونشاهد إندثارها، حتى لو لم يكن اندثاراً نهائيا، لكن لا يعود كسابق عهده. فالدولة التي تشكل جزءً من اجزاء المجتمع الدولي، و كذلك فأن كان الفرد هو الذي يشكل نواة هذا المجتمع الدولتي، فان هذا المجتمع يكون عبارة عن كائن معنوي يتأثر ويؤثر في نفس الوقت بالظروف الداخلية والخارجية. فـ( سيجوبوليتكية) الفرد سواءً أ كان فاعلاً أو منفعلاً، ينظر إلى الحياة السياسية بمنظاره الذاتي ويقيّمه بقيمه الاخلاقية. الإنسان في العالم الثالث ينظر الى الدولة والحكومة كوحدة متجانسة وليس كجزئين منفصلين. والرئيس (الزعيم) الذي يتربع عل عرش الدولة يكون الفاعل الاساسي والوحيد في الدولة، و بل، يسود شعور لدى المواطنين بأن الزعيم هو الدولة وهو صانعها وبانيها، و هذا يعني بأنه – بحسب منظورهم- فبدونه لا وجود للدولة! ولا يتوقف الأمر عند المواطنين فحسب؛ بل يشمل ليمتد الى الشعوب الموالية لشخصية الرئيس في الدول الأخرى وحتى روساء الدول الحليفة. فالعلاقة و التعاون الاستراتيجي لا تعقد بين الدول، بل بين مجموعة أشخاص؛ لذا فإن زال احدهم زالت معه جميع المراسم والقوانين المبرمة بين دولهم. وخير مثال في الواقع الحديث يمكننا رؤيتها في علاقة الدول مع شخصية (صدام حسين). فمن خلال تحكمه بجميع مقاليد الدولة من الخزينة الى الجيش، والاستخبارات و الاعلام التي مكنته من إبرازه أمام الرأي العالمي كـ"بطل الاسطوري" و الذي أثّـر في نفوس الشارع العربي وساد اعتقاد عند المجتمع العربي بإن صدام سوف يدوم حكمه الى اللا نهاية! وهو بدوره راح يطبّل ويذمّر على انغام و عواطف المجتمع العربي و ينادي بالعروبة تارةً وبالوحدة القومية تارة أخرى. أن هذا السيناريو الذي أذهل العرب و جعلهم يعتقدون بلا أدنى ريب بأن شمس العرب قد اشرقت مع صدام؛ ولن تغيب مجددا. فقد تحجرت و تجمدت عقولهم وأنستهم مقولة ابن خلدون الشهيرة "بأن كل شي له بداية وله نهاية". فبدلاً من أن يقدموا على تحليل وتفسير هذه المقولة و مقارنتها على واقعهم المُعاش، راحوا يهددون الدول الكبرى و يطلقون الوعيد بان نهايتهم لقريبة، كما اوحى ابن خلدون. وقد نسوا أو تغفلوا و خدعوا أنفسهم و بأنهم معنيون أيضا بالجدليةالتاريخية و مستحقات القمولة التي قالها أبن خلدون. نعم نسوا انفسهم، وهذا ما حدث سنة 2003 عندما احتل الجيش الامريكي بغداد عاصمة العراق ونبذ كل قوانين الدكتاتورية و المخلفات الصدامية. و سعت إلى احلال الديمقراطية ومبدء الحكم الفيدرالي محلها. أو هكذا أدعت حينها. لقد وقعت هذه الواقعة على الشعب العربي كإعصارٍ مريب، لذلك رفض المجتمع العربي هذا الواقع المرير. فما قيمة العراق لديهم من دون صدام (البطل الذي لايقهر)، واتخذوا الموقف العدائي من الحكومة الجديدة، كونها كانت السبب الرئيسي في انهيار رهاناتهم السياسية في المنطقة؛ لذلك نبذوا وهجروا الحكومة الجديدة تاركين الساحة لدولٍ أخرى لتحل محلهم، الامر الذي سبب في التصدع و حدوث شرخ في العلاقة العربية-العربية. فإلى متى سوف يتصف السياسة العربية والشرق الاوسطية بالجمود والخمول في ظل التغيرات الدولية السريعة؟ وإلى متى سيتعامون و يتناسون مقولة ابن خلدون: بأن "لكل شي بداية و نهاية" بحسب رأيّ يجب على الدول في الشرق الاوسط ان تكون متهيأة لكل التغيرات الجديدة في المنطقة و مواكبة التطورات العالمية. ومن هذه التغيرات و الحقائق هو قيام دولة كردي في الشرق الاوسط.
بقلم: روست كورد 12-10-2009 الجزائر- جيجل
#روست_كورد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|