|
يوم الجمعة-من يوميات امرأة محاصرة-
سما حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 20:49
المحور:
الادب والفن
يوم الجمعة" من يوميات امرأة محاصرة"بقلم:سما حسن يوم الجمعة هواليوم الذي ينتظره تلاميذ المدارس، ليكون يوم اجازتهم، أتوعد أطفالي منذ ليلة الجمعة، وأمنى نفسي بإجازة قصيرة لالتقاط الأنفاس، ولو حتى على الأقل بزيادة ساعات نومي ساعة واحدة.
أتوعد صغاري بالويل والثبور إذا ما استيقظوا مبكرا، ولكنني اول من يخلف التهديد والوعيد، لأن جهازي العصبي قد اعتاد على موعد معين من الاستيقاظ وهو موعد آذان الفجر، فاستيقظت هذا اليوم المبارك في نفس موعد استيقاظي، وصليت الفجر… وقرأت آيات من القرآن الكريم… وفتحت جهاز الحاسوب،ولكن الهدوء الذي منيت نفسي به كان نوعاً من العبث، لأن صغيرتي استيقظت.. وتظاهرت بالحرص على صلاة الفجر، ولكنني كنت أعرف الحقيقة.. فهي تريد أن تبدأ يوم الإجازة مبكرة، وها هي ترفع رأسها متظاهرة بالتثاؤب… وتعدني بأنها ستصلي الفجر… وتعاود النوم……
وبالفعل فقد صلت الفجر… وعاودت النوم بعد أن دست القطة الصغيرة تحت فراشها، ونامت الصغيرة لساعة كاملة عاثت خلالها القطة في البيت تخريبا وتدميرا، ولم تجد لها أفضل مكانا للهرولة بأقدامها الخفيفة من وجوه أطفالي الباقين الذين يغطون في نومهم.
في العادة نحن نحتفظ بالقطة على باب البيت في علبة كرتونية خاصة بها، ولكن ابنتي فتحت باب الشقة لها لتنسل في هدأة الفجر… وتصبح متفرغة لمزاولة أول نشاطاتها وهو: القفز فوق وجوه أطفالي………
بعد أن أمطرت الصغيرة بوابل من اللعنات الصباحية التي ورثتها عن جدتي، ألقيت بالقطة خارج باب الشقة "بلا شفقة" وشرعت أدير الغسالة لأستغل وجود التيار الكهربائي، فغزة لاتزال تعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء، وعليّ أن أنتهي من غسل الملابس، ثم أعددت الافطار…….
كان افطارا مميزا، وليس على غرار الوجبات اليومية السريعة، مستذكرة وجبات أمّي في طفولتي حين كانت تخصص يوم الجمعة، لتعد لنا الفلافل في البيت، حيث كانت تقوم"بنقع" الحمص والفول المجروش في الليلة السابقة، وأصحو في الصباح على صوت معاركها مع أبي حول عمله وتأخره وانشغاله عن البيت، ومع ماكنة طحن الفلافل اليدوية، ولم تكن المطاحن الكهربائية قد انتشرت في ذلك الوقت.
ثم تبدأ أمّي بقلي الفلافل مستخدمة يديها في تكويرها، وأستغرب من قدرتها على تشكيل الفلافل بنفس الحجم، وكأنها قد أعدت بقالب، ويُعد أبي -محاولا كسب رضا أمّي- السلطة العربية بالزبدية الفخار، وأقوم انا بقلي البندورة في مقلاة عميقة……
ولذا فأنا أحاول تقليد أمّي لأكون ربة بيت مثلها، ولكنني لا أجد الزوج الذي أتصارع معه حول انشغاله، فالزوج هو في مرحلة الغياب حتى اشعار آخر…………..
ولكنني أتصارع مع البطاطا.. وأنا أقوم بتقشيرها بعد سلقها ثم أهرسها مع البيض وزيت الزيتون……..
الخبز الساخن والبطاطا والبيض هي الطبق الرئيس في افطار ينتظر الصغار…….
ومقلوبة بالدجاج والباذنجان والبطاطا هي بانتظارهم على الغداء……..
الصغار يستيقظون أكثر تبكيرا مما وعدوني، وأستذكر نفسي في ايام الجمعة التي كانت في طفولتي، حيث كنت أبدأ الصباحات الماطرة فيه بالحديث مع إخوتي- ونحن في أسرتنا- حيث كنا ننام في غرفة واحدة، ولم يفرقنا أبي إلا بعد أن أصبحنا في المرحلة الإعدادية….
الأيام كلها متشابهة، ولكن يوم الجمعة يحمل لي الكثير من الذكريات… ومنها اصرار أمّي يوم الجمعة مساء على تحميمنا جميعا مستخدمة الطشت والجردل والتنكة……
ربما هذه مصطلحات تطرق آذان البعض حديثا، ولكنني لم أجد لها المرادف الفصيح فكتببتها كما هي، كانت أمّي تقوم بتسخين الماء باستخدام البابور، وتطلب منا الاستحمام بالترتيب، وتقوم هي بهذه العملية بالكثير من الارشادات: "نظفوا ورا دينيكم"
أهم شي نظافة ما خلف الأذن، وهكذا أقول لأطفالي الذين كبروا وأصبحوا يستحمون لوحدهم، ولكنني لا أنسى أن أنظر خلف أذني كل واحد منهم عند خروجه من الحمام، لأطمئن أنه قد نظف جسمه جيدا…….
في مساء الجمعة كنا نجتمع أمام التلفاز، لنشاهد الفيلم العربي الذي تبثه اسرائيل على قناتها العربية، كان هو الفيلم العربي الوحيد الذي ننتظره طول الأسبوع، ونجتمع أمامه كعائلة ونعيش على أحداثه طول الأسبوع ايضا، ونشوي الكستناء في أمسيات الشتاء.
عشت أجمل أيام حياتي مع افلام حسين فهمي وسعاد حسني وميرفت أمين ونجلاء فتحي، ولم يكن غيرهم يسيطر على الساحة الفنية……..
عشت مع البنت الشقية مساء جمعة ما في أميرة حبي أنا………
وقضيت بقية ايام الاسبوع أفكر بحبيبي …………أنا… من سيكون؟ زيارتكم لمدونتي يشرفني http://blog.amin.org/samahasan
#سما_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في حياتي....-من يوميات امرأة محاصرة
-
ولع
-
-الحبّ الأول- أجمل كذبة
-
يا سيد اللحظات
-
كتاب الأحلام
-
أعرف
-
بلهاء
-
المحطة - قصة قصيرة
-
مشروع لم يكتمل-قصة قصيرة
-
قبل المدرسة بساعة” من يوميات امرأة محاصرة”
-
هل أتصل بها؟(من مذكرات امرأة محاصرة)
-
العودة للمدارس(من يوميات امرأة محاصرة)
-
(أنا ونزار)من يوميات امرأة محاصرة
-
دوائر جارتي الكاملة- قصة قصيرة
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|