|
جولات الفارس في معركة الأسئلة
مروان العلان
الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 17:41
المحور:
الادب والفن
جولات الفارس في معركة الأسئلة
جولة فارس السؤال
أسألُهُ أسألُ هذا العالَمَ يمْتَدُّ بعيداً عنّي، وبعيداً فيّ أسألُهُ.. وأنا أعْلَمُ أنَّ سُؤالي سيَضيعُ هناكَ على عَتَباتِ الغَيْمِ وفوقَ ثنايا المَجّهولْ.. أسْأَلُهُ لا لِيُجيبَ.. أنا مَنْ سوفَ يجيبُ، ولكنْ أسألُهُ كيْ يعرفَ أنّي ما زِلْتُ تُمَكِّنُني الأشياءُ مِنَ البحثِ عنِ الِّسّرِّ وعنْ مَخْفِيِّ رمادِ النّارِ، وكيفَ تُحَوِّلُها اللحَظاتُ إلى وَهجٍ.. جولة فارس الحيرة
أسألُهُ كيْ يعرِفَ أنَّ تَقَمُّصَ تلكَ الرّيحِ، وَبَعْثَرَةِ الأشياءِ هنا وَهُناكَ، يُحَيِّرُني، وَيُقيمُ على أطلالِ سؤالي أكْثَرَ مِنْ صَنَمٍ يهْتَزُّ، يُحاوِلُ أن يَسْتَرِقَ جواباً في غَمْضَةِ صَمْتٍ.. يدْفَعُني في لحظةِ وَهجٍ لسُؤالْ..
جولة فارس الاعتداد
أسأَلُهُ مُعتَدّاً.. يُعْجِبُني أنّ سُؤالي منّي.. أعْرفُ أيضاً كيفَ أجيبُ، أحُلُّ اللَّغْزَ وأخْلِقُ معرِفَتي، لكِنّي أيْضاً أسأَلُهُ.. فجوابي يبقى منذ البدء جوابي
جولة فارس النظرة الأولى
يعرفُ هذا العالَمُ أنّي تَتَداخَلُ فيَّ الأشْياءُ، ولا أدخُلُ باباً إلاّ كيْ أخْرُجَ من آخَرَ.. واللُّجَّةُ منّي فيَّ.. وأنَّ عباءاتِ الأزرَقِ فوقي مَنْزوعٌ منها اللّوْنُ وَيبْقى ذاكَ الزَّبَدُ المدْفوعُ بِوَجهِ الرّمْلِ.. أَوَ ذاكَ مُحيطٌ.. يَــمٌّ؟ أمْ ثَمَّةَ جَدْوَلَةٌ تَتَفَقّدُ في اللّيْلِ القَطَراتِ، وتَحْسِبُ ما اخْتَطَفتْ منها الشّمْسُ، وما دَفَعَ النَّبْعُ لها.. وَتُقَدِّمُ في آخرِ أيّامِ العيدِ فواتيرَ القَهْرِ الذّائبِ في المَنْسِيِّ من الأنْهارْ..؟ جولة فارس المعرفة
يَعْرِفُني، أيضاً، هذا العالَمُ، أكْثَرَ من مَعْرِفَتي بي.. يتَجَوَّلُ حُرّاً في طُرُقاتي، يَنْسَرِبُ بُخاراً في فُسَحِ جِداري الأزَلِيِّ، يُنَدّي شَفَتَيَّ، يَمُرُّ أثيرَ اللَّهَفاتِ على لَــحْـني.. ويعاقبني من حيث يريد مكافأتي يتركني حين يراني أُقْبِلُ في شغف لحضوري وينادي حين يراني أبحث عن مفتقد الروح لديّ
جولة فارس الحركة والتعديل
هذا العالَمُ يَسْمَحُ لي أنْ أتَحَرَّكَ في دَعَةٍ وهدوءٍ، مدْروسَيْنِ بشَكْلٍ جَيِّدْ.. ويُناقِشُني في معنى خَطوي، وَحِكاياتِ التّمزيقِ المُتَعَمَّدِ في شِسْعِ حِذائي.. ويريدُ صِياغَةَ كلِّ القِصَصِ الأولى لِيُعَدِّلَ فيها.. لا أدري ماذا سَيُعَدّلُ؟ لكنّي أعْرِفُهُ هذا العالَمُ حينَ يريدُ.. يكونُ لهُ ما سوفَ يريدُ، كذا عَلَّمنا الآباءُ الحَجَرِيّونَ.. أصَرّوا أن يبقى هذا العالَمُ فينا أوسعَ منّا بكَثيرْ..
جولة فارس الملكية
يَمْلِكُ هذا العالَمُ ما لا نَدْري.. حتى الأشْياءُ المَتْروكَةُ في جَوْفِ الأرضِ، تعَمّدَ أنّ يُخْبِرَنا عنها.. حتى تلكَ النّزَعاتُ المَزْوِيَّةُ في أركانِ النَّفْسِ يُناغِشُها.. ليقولِ بأنّ الأمرَ.. جميعَ الأمرِ، جميعَ جميعِ الأمرِ.. هي بيْنَ الحرفيْنِ إذا شاءَ.. وَوَيْلٌ للْكُلِّ إذا هذا العالَمُ شاء.. يَشْرَحُ هذا العالَمُ، كيفَ يُحاوِلُ مَثْلي أنْ يَلْجَأَ للعَتْمَةِ كيْ يمنعَ عنْهُ الأعيُنَ..
جولة فارس الشاطئ
يُخْبِرُني هذا العالَمُ كيفَ مَدَدْتُ يدي، وَحَفَنْتُ الرّمْلَ المُبْتَلَّ على شاطِئِ رَحْمٍ، وَرَمَيْتُ الخاتَمَ في الهُوّةِ، ثمّ رَدَمْتُ الرَّحمَ بأحزاني.. لم أغْرِسْ فوقَ الرّملِ.. المَوْقِعِ، ما سوفَ يَدُلُّ.. أَخْبَرَني، أنّي يُمكِنُني أنْ أذهَبَ في اللّيْلِ، ولا ضوْءَ معي، أعْثُرُ في تلكَ العَتْمَةِ، في المَوْقِعِ ذاكَ، على ما خَبّأْتُ، فقدْ تَرَكَ العالَمُ في المَوْقِعِ بَعْدي، ما سوْفَ يدُلّ عليّ.. وأنا حتى اللّحظَةِ لمْ أذهَبْ..
جولة فارس الريح
يا لِلصّخْرِ، ومَرْمَرِ روحي حين يكونُ اللّيْلُ البابَ، وجَوْفُ الداخِلِ عَتْماتٌ، والخَوفُ يُرَجِّعُ نَظَراتي..
يا لِلرّيحِ إذا أصبَحَ صخراً وتَحَوّلَ في اللّيْلِ إلى تِمْثالٍ يَنْتَصِبُ بَساحاتِ الرّوحِ، طَويلَ القامَةِ مَمْشوقاً، أهداهُ اللّيْلُ اللّفتَةَ ثم مضى لِشِتاءْ..
جولة فارس القسوة
أسْألُهُ.. حينَ يضيقُ الصّدْرُ بما حَفِظَتْهُ المعرفَةُ الموثوقَةُ والموثَقَةُ هنا برواسي الأمسِ الصَّخرِيِّ رُخاماً، أسْمَعَهُ الريحُ عَويلاً.. فَتَناثَرَ..
حينَ تُضاعِفُ روحي من قَسْوَتِها في اللّيْلِ عليَّ وتَنْتَفِخُ الأوداجُ، وتَنْحَبِسُ الصّرخَةُ، توشِكُ عيْنايَ على الإِفلاتِ، فَيَمْنَعُها الوَعْدُ.. تَعودُ إليّ.. أشْهَقُ.. يَتَرَسّبُ فيَّ الكِلْسُ البحْرِيُّ المَرْجانيّ عديمُ الوَجْهِ،وأسْأَلُهُ.. جولة فارس التيه
أسألُهُ.. وأنا أفْرِشُ طينَ الأرْضِ على ظَهْري.. يَتَمَدّدُ كلُّ الأزْرَقِ فوقي.. وأَخُطُّ عليهِ حروفي.. يَفْجَوُني أنّ الأزْرَقَ يشْرَبُها..
ثَمّةَ في البُعْدِ وَميضٌ.. وأنا في غمرة تيهٍ يتنفّس فيَّ ويتركني فوق الرمل الشفاف هناكْ يُخْبِرُني هذا العالَمُ عن قُدْرَتِهِ في تَضليلِ الروحِ، وإبْعادِ العيْنِ عن الرُّؤْيَةِ في مَرْكَزِ بُؤْرَتِها المُكْتَظِّ بِما لا يُفْهَمْ..
جولة فارس الوهم
لِلْعَيْنِ عُيونٌ وَمنافِذُ شَمْسٍ.. ودُروبُ رياح.. ولذا، أكْتُبُ بالوَهْمِ، وحيْناً لا أعْرِفُ شَكْلَ حروفي..
أسْأَلُهُ.. أسأَلُهُ يومَ يُلاقيني الصّعْبُ،الوهمُ كما يُلقى النَّرْجِسُ بينَ الأقدامِ، فَيَنْبُتُ.. يُطْلِقُ في البدْءِ الأبيضَ مغسولاً بِنَدى اللّحَظاتِ البٍكْرِ.. ويِعْلو..يبقى وهماً كاللهفةِ جولة فارس اللهفة
تَمْتَدُّ الّلَهَفَةُ، تَقْطِفُهُ وَعْداً مَشروخَ الآتي.. تعْجَزُ قُدُراتي عن كَشْطِ الّلهْفةِ.. عن وَقْفِ الشَّهْقةِ.. عن معْرِفةِ السّرّ الكامنِ خلفَ ضَياعِ الأشياءِ المَخبوءَةِ في أمْكنَةٍ، يعرفُ هذا العالَمُ مَوْقِعَها.. وأنا حينَ يُلِحُّ سؤالُ الغَيْمِ.. سؤالُ الغيْبِ، سؤال اللهفة يَحْتَــزّ بمِنْشارِ الحَطَبِ الأخْضَرِ أَوْرِدَتي.. أْحتاجُ جَواباً.. حاجَةَ رِئَةٍ مُغلَقَةٍ لهَواءٍ.. أو حاجَةَ مَلهوفٍ لِلرُّؤيةِ ، يخْلِقُ في مُدُنِ العَتْمَةِ آلافَ المَرْئِيّات، ولا يُبْصِرُها.. أحتاجُ جواباً يَتَمَدّدُ فيَّ..
جولة فارس الرفض
لكنّي لا أسأَلُ هذا العالمَ، كيْ يَتَفَضّلَ، حينَ تسيرُ مشيئَتُهُ نحوي، بجوابٍ.. أعْرِفُ أنّ جوابَ العالَمِ ليسَ جوابي.. والفَرْقُ هنا تَعْرِفُهُ النّارْ.. يملِكُ هذا العالَمُ، حسْبَ الزّعْمِ الموروثِ عن الآباءِ المَنْسِيّينَ، القُدُراتِ الكلّيّةَ، حيثُ إذا شاءَ محى.. وإذا ما شاءَ تَوَلّى أمْرَ بقائي.. يملِكُ إلغائى.. شطبي.. حذفي.. عدَمي.. وأنا أضحَكُ خوفاً.. خَوْفاً.. أوْ نَقْصَ يَقينْ..
جولة فارس الخوف
هم جَعَلوا منهُ.. أعني الآباء المَنْسِيّين الحَجَرِيّين، شكلَ الأوّلِ والآخِرِ لونَ الظّاهرِ والباطنِ.. ومضَ السّابِقِ واللّاحِقِ.. صخْرَ النِّسيانِ ومُرجانَ القَسْوَةْ.. وكثيراً ما تَبْتَكِرُ الرّوحُ المنحوتَةُ مِنْ خَوْفٍ وغُموضٍ، للعالَمِ آلافَ الأسماءِ الأزَلِيّةْ.. والخوفُ كثيراً ما يَدْفَعُ للإبداعْ.. يُدرِكُ هذا العالَمُ أنّي ما زِلْتُ أُفَتِّشُ عن ثَدْيٍ، أرضَعُ منهُ قليلاً.. أتدارَكُ ما انْتَقَصَ عليَّ من اللَّبَنِ الممْزوجِ برائحة الأسئِلَةِ المَغْدورةِ قبلَ قدومِ الصّبْرِ .. ويُدْرِكُ هذا العالَمُ أَنّي أَتَهجّى للآنِ الحَرْفَ الأَوّلَ مِنْ لفظةِ (ماما).. أُطْبِقُ شَفَتَيَّ على الحرْفِ.. وأسكُتُ.. والصَّمْتُ يطولُ.. يطولُ.. وأغفو حتى تَنْتَفِضَ الأرضُ لأحكي.. جولة فارس الأخضر
عُشبٌ أخضَرُ يُشْبِهُ عُشبي.. رمْلٌ أصفَرُ يُشبِهُ رملي.. قَطَراتٌ تنسابُ من الغيْبِ تَغْسِلُ شَفَتي.. نَشَّفَها ذاكَ العالَمُ، كيْ تَعْبُرَ كلُّ الأحْرُفُ منّي نحوي..
يَمْلَؤُني الأخضرُ بالموّجِ، فَأوقِفُ صوتي.. يُدرِكُ في لحظاتِ الصّفوِ الأخْرَسِ معنى ما يَتَناقَضُ مع أعدادِ الغَيْمِ أمامَ رُعاةِ الرّيحِ، ومعنى إنْزالِ الرّايات البَيْضاءِ عَنِ الجبلِ الأسودِ.. رفْع الأخضرِ تحتَ الصخر بريئاً ونديّاً وهناك بياضٌ يشبههُ فينا يدركِ كلَّ الأشياء معاً
جولة فارس الكلمات الأولى
هذا العالَمُ مُنْشَغِلٌ حتى العَظْمِ بما يَعْنيهِ.. وما يَعْنيهِ هنا، في الغالبِ لا يعْنيني.. ويُحاولُ تَرْتيبَ الكَوّنِ، وإرسالَ المختارينَ إلى كُلّ الناسِ، يُحاوِلُ أن يَخْرُجَ من عُزْلَتِهِ.. يَخْرُجَ منّي.. يخرُجَ عنّي.. لِيَعودَ إليَّ.. يَغْفُلُ أن الكلماتِ الأولى في شَفَتَيْهِ انْدَلَعَتْ أصلاً من شَفَتَيّْ إبّانَ الهَمْسِ المُسْبَقِ للأرْضِْ.. فأراها فَلَكاً.. ودوائِرَ لا تَكْتَمِلُ الآنَ وصوْتاً يَنْكُتُ جمرَ الصّمْتِ ويَنْفُخُ فيهِ.. وهذا المَوْقِدُ يحتضنُ الدِّفءَ بعيداً عنّي..
جولة فارس الإعجاب
لا يُعْجِبُني هذا العالَمُ حتى لو ظَلَّ كما وَلَدَتْهُ الَّلحْظَةُ في العَتْمِ، وضَمّ إليْهِ الشَّمْسَ.. وأَسْفَرَ عنهُ الغيْــمُ.. ونادى في الرّيحِ: تعاليْ.. لا يُعْجِبُني حتّى لو كانَ الزَّنْبَق في كَفَّيْهِ وفيراً، وأنا في لَحَظاتِ الشَّبَقِ الغامرِ أُحِبُّ الزَّنْبَقَ مُخْضَلّاً بي.. حتى لوْ كانَ اللّوْزُ يُفَجِّرُ كلَّ الأبيضِ في الغُصْنِ، ويَهْتِكُ سِتْرَ خَريفٍ ضَلَّ عنِ الغاباتِ، وأسْقَطَهُ الضَّوْءُ على الصّخْرِ، مُحاطاً بِشِتاءٍ أَغْبَرَ مِنْ جِهَةٍ، وَبِصَيْفٍ أحْمَقَ من جِهَةٍ أُخْرى.. أَعْجَبَهُ الموْقِعُ فاسْتَرخى..
لا يُعْجِبُني معْ أنّي صانِعُهُ في ليْلِ مَخاضٍ.. وَأُجَدِّدُ فيهِ.. أَزيدُ وأَنْقُصُ ما احْتَجْتُ.. وأَتْرُكُهُ مُـلْـتَـفَّاً بالنِّسيانِ، إذا شِئّتُ.. ولا أدْعوهُ إلَيَّ قُبَيْلَ وَفيرِ التَّوْبِ.. قُبَيْلَ عَميقِ الإقرارِ بجَدْوى الإلغاءِ..
جولة فارس الرغبة
أُرَمّمُ كلَّ معابِدِهِ المَزروعَةِ خطأً في صَخْرِ الخَوْفِ.. رمادِ العُمْرِ.. هباءِ النّشْوَةْ.. ولِذا أَسْأَلُهُ دوماً.. يَتَرَدَّدُ فيَّ سؤالٌ مع جَرَيانِ الشّهْوَةِ في شِرْيانِ الوعدِ.. وتُعْطيني كلُّ الأشياءِ جواباً.. يُعطيني الّليْلُ، وضَوْءُ النّجْمِ.. خُشوعُ الكَوْنِ.. سُكونُ الشّجَرِ المُـلْتَفِّ وَهَجْعَةُ شُبّاكِ العِشْقِ وَوَمْضِ الجَمْرِ تُحَيْتَ رمادِ الزّمَنِ المُسْتَهْلَكِ والنّبْضُ المُرْتَعِشُ لِعُشْبِ الطُرُقاتِ المرسومَةِ بالخَطْوِ.. جَواباً.. جولة فارس العطاء (1)
يُعطيني صَوّتُ الدّيكِ، ورَغْبَةُ هذا الكَوْنِ لِأنْ يَغْتَسِلَ من العَتْمَةِ بالأزْرَقِ.. تَنْهيدَةَ عاشقَةٍ..أَرَّقَها بالأمسِ الخَفْقُ تَرَقَّبُ خَطْواً يَطَأُ الصّمْتَ ويَنْبضُِ في العَتْمَةِ.. يأْتيها.. يأْخُذُها نحوَ صَهيلِ الجَسَدِ.. ولا يأْتي.. تَتَبَعْثَرُ نَهْدَتُها، تَخْضَلُّ بِدَمْعِ الخَيْبَةِ..
فيها صوتُ الحَطَبِ المُتَكَسِّرِ عِشقاً.. داخلَ طابونِ عَجوزٍ أيْقَظَها في الفَجْرِ الكابي قَلَقُ العُمْرِ المُمْتَدِّ بعيداً في السّنَواتِ، فَقامتْ تَخْبِزُ، كيّ يَتَهَيّأ للأحْفادِ فُطورٌ قبلَ الإقلاعِ تِجاهَ شقاواتِ الآتي.. جولة فارس العطاء (2)
فيها إغفاءَةُ فنّانٍ، قَضّى ساعاتِ الّلْيلِ يخوضُ حروبَ الألْوانِ، ويَسْكَرُ منْ تَعَبٍ، يُغْمِضُ عَيْنيهِ لِيُبْصِرَ أكثر، لكنْ يَغْلِبُهُ الإعياءُ فَيَغْفو.. يعطيني هذا، وكثيرٌ منه، جواباً.. حتى صَحْوَةُ شَيْخِ النّملِ، ولَعْقُ فَراشٍ داهَمَهُ الليْـــــلُ، فَأَغْفى فوقَ البَتَلاتِ، وَحينَ أفاقَ، اسْتَثْقَلَّ ما ابْتَلَّ جناحاهُ ندىً، وتناوَلَ وَجْبَتَهُ عَسَلاً لمْ يَتَغَيّرْ.. يعطيني ألفَ جوابٍ.. وجوابا..
جولة فارس اليقين
لكنّي أسألُهُ هذا العالَمَ.. مَعْنِيٌّ حينَ يَصيرُ الصوّتُ غُراباً.. والصَّمْتُ حديداً. أن تَتَحَوَّلُ كلُّ الأشياءِ إلَيْهِ.. وأهتِفُ.. أعرِفُ أنَّ لدَيْهِ جواباً يُخفيهِ.. لقدْ عَلَّمْنا أنْفُسَنا، منذُ بِدايةِ هذا الوَهْجِ بما لا يُحصى من وَهْجاتٍ.. أنْ نسأَلَ كيْ نَعْرِفَ، لكنْ لا نَتَيَقّنَ إطلاقاً، أنَّ جواباً ما سَيُناسِبُ.. أو أنّ يقيناً ما سَيَمُرُّ على نافذةِ الروحِ ويَدْخُلْ..
جولة فارس العود
حينَ يغيبُ الصّنَمُ الصخْريُّ أو الّلَحْمِيُّ، عن العينِ لِيَظْهَرَ في الأُفْـــــقِ، بعيداً في القَلْبِ، قريباً منْ ماسِ الذِّهْنِ.. سنعرِفُ أن العالَمَ.. هذا العالَمُ.. ذاتُ العالَمِ.. يَضْحَكُ مِنّا..
أَسْأَلُهُ، لا لِأُحيرَ جواباً.. أو أشْتارَ العَسَلَ الـمُتَقَــطِّرَ مِنْ شَفَتَيْهِ، إن كانتْ للعالَم هذا شَفَتانِ..
جولة فارس المغامرة
ولكنْ، ولِأنّي غامَرْتُ.. حَرَقْتُ جَميعَ السُّفُنِ على رَمْلِ الرّغْبَةِ أَشْعَلْتُ النّارَ بكلِّ هشيمِ العُمْرِ.. ترَكْتُ حُقولَ المأساةِ رماداً.. يَذْروهُ السَّخْطُ على وَجْهٍ يَعْتاشُ على دُهْنِ الخوفِ، وخُبْزِ الرعبِ، يُنَشِّفُ بامِيَةَ الوَعْدِ على حبْلِ غسيلٍ، طَرَفاهُ رُخامُ الصّمْتِ، ومَرْجانَ الرَّهْبَةِ من شَبَحِ العالَمِ.. هذا المــُتَغَطْرِسِ، والــمُلْتَفِّ على ذاتٍ مُغْلَقَةٍ، لا تُدْرِكُها الأبصارُ، وليْسَ هنالكَ ما يُشْبِهُها لا يَعْرِفُ أَحَدٌ ثَقْباً يَعْبُرُ منهُ إليهِ.. وليسَ سوى لوْنِ العَتْمِ إليْهِ طريقاً.. جولة فارس الاشتعال
أشْعَلْتُ النّارَ.. وحينَ رآني هذا العالَمُ أمْتَدُّ إلى الأسرارِ وأزْحَفُ فوقَ الشَّوْكِ.. أعُضُّ على فَرَحِ الجُرْأةِ بالّليلِ بناجِذَةِ الفجْرِ، وأُمْسِكُ جمْرَ الخَوْفِ ولا أخشى أنْ تَحْتَرِقَ رموشي.. حينَ رآني أوغِلُ في عَتْمَتِهِ.. صورتِهِ.. ازدادَ غُموضاً.. هذا العالَمُ تَضّاعَفُ عتْمَتُهُ ما ارتَفَعَتْ في الروحِ الرَّقَصاتُ المجْنونةُ في نارِ الأسئلَةِ الــمُلقاةِ على قارِعَةِ الغَيْبِ تُؤَجِّجُ أعلى ما تتمَنّى النّارُ من الرَّغَباتِ.. يزيدُ غُموضاً.. يَتَمَتْرَسُ خلْفَ رُخامٍ مُسْوَدٍّ أكَلَتْهُ العَتْمة..
جولة فارس الناس الآتين
يا لِلناس الآتينْ، لا يدرونَ بما يُضْمِرُهُ الصّمْتُ وذاكَ العَتْمُ.. هو إفلاتٌ هَمَجِيٌّ لِذئابٍ تَغْتالُ ذئاباً.. ويَماماً، وعصافيرَ قُدومٍ، وفَراشَ حُقولٍ، ونَوارسَ بَحْرٍ، يَسْرِقُها الأزْرَقُ.. يُرْسِلُها خلْفَ الأمداءِ..
جولة فارس النار
سلاماً يا أسئلةَ النّارِ، ويا أروِقَةَ العُمْرِ امْتَلِئي بِنِثارِ الشّكِّ القادِمِ منْ نافِذةٍ، تَصْفِقُها ريحُ العُمْرِ تُكَسِّرُ إفْريزَ الخَشْيَةِ، حيْثُ وراءَ النّافِذَةِ المَلْعونَةِ يَخْتَبئُ العالَمُ.. يُرْسِلُ صًمْتاً.. وغُموضاً أزَلِيَّينْ.. وإذا ما ألزَمَهُ الغَيْظُ، أفاضَ مَزيداً منْ عَتْمٍ.. وبَقايا كَلِماتٍ، أطْلَقَها، مُذْ فَتَحَ الإنسانُ الأسْبَقُ، كُوّةَ سَمْعٍ يَتَقَطّرُ فيها العَفَنُ المَزْهُوُّ رماداً وتسابيحَ.. صَدَّقَها الــمُنْتَسِبونَ لِوَجْهِ الرُّعبِ وحِزْبِ الصَّمْتِ، منَ الصَّحراءِ الـمُمْتَدَّةِ فينا.. جولة فارس الكارثة
هلْ يُشْرِقُ في الناسِ ضَبابٌ، وذُرَيْراتُ هَباءٍ، وكلامٌ أعلى ما فيهِ الصّمتُ.. غُموضُ الحَرْف..؟ حِبالُ الصّمْتِ تصيرُ مشانقْ وتَصيرُ سلالِمَ لِلْــوَعْدِ..
فَيا لِلْكارِثَةِ الآتِيَةِ من الصّحـــراءِ إلى مَطْلَعِ نيسانَ.. ويا وَيْلَ الأسْئِلَةِ الــمَشْبوبَةِ منْ لَفْحِ الرّملِ الــمَسْفِيِّ.. لِـــذا..أسْألُ ليْلَ نهارٍ..
جولة فارس المناوشة الأولى
أسْألُ ما وَسِعَتْ شَفَتَيَّ حُروفاً.. لكِنْ.. ماذا يحْدُثُ خلْفَ الأبوابِ، وخَلْفَ جِدارِ الصّمْتِ..؟ وهذا العالَمُ ماذا يَفْعَلُ، حينَ يَعيثُ الصّمْتُ بِنا..؟
تَقْرِضُنا الجُرْذانُ منَ الأسْفَلِ يُنْشِبُ ضَبٌّ كلَّ قَماءتِهِ فينا
تَنْثُرُ حِرْباواتٌ صَفْراءُ، على سَطْحِ الأسْئِلَةِ الموعودةِ أجْوِبَـــةً منْ يَتَوَقّعُ ما تَْنْثُـــرُهُ الحِرْباواتُ منَ الأجْوِبَةِ علينا...؟
جولة فارس المناوشة الثانية
أسْألُ، لا لِيُجيبَ.. ولكنْ كيْ يَعْلَمَ أنّي ما زِلْتُ، أُمارِسُ فَنَّ الرّغْبَةِ في وَجَعِ القَلْبِ.. وجَـــرِّ الرّوحِ على شَوْكِ الضَوْءِ، وأسْألُ، ما دَخَلْتْ عيْني حَبّةُ رَمْلٍ، أطفَأتِ النّورَ وغامتْ جُمْجُمَتي في سائِلَ، يَنْسابُ صَهيراً مِنْ قِحْفِ العالَمِ، يُشْبِهُ بَلْغَمَ كَلْـــبٍ وَلَغَ النّبْعَ، وأبقى فَمَهُ مَفْتوحاً أقعى ينْظُرُ لَلْماءِ، وصورَتِهِ فيهِ.. وأسْأَلُ.. كُلُّ سُؤالٍ يَفْتُحُ نافِذَةً يُغْلِقُها الــمُنْتَسِبونَ إليهِ بِوَجْهي..
جولة فارس المناوشة الثالثة
ها.. ذاكَ صُراخٌ في وِدْيانِ الرّوحِ.. تَقَوّسَ حيناً، وَتَقاطَعَ جُزْأيْنِ.. وَحيناً ستّةَ أجزاءٍ تَغْسِلُها الزُّرْقَةُ فوقَ أديمِ الأبْيَضِ.. يا لِلأزْرَقِ، يورِثُنا العَتْمُ قديماً وحديثاً..؟ يا لِسَماءٍ بَيْضاءَ على وَجْهِ الغَمْرِ.. صدىً يَتّابَعُ عَبْرَ الّلَحظاتِ: «تَنَحَّ عنِ النافِذَةِ الأخرى الـــمَفْتوحَةِ خَطأً، حتى آخِرَ مِصْراعٍ، وأَطِلَّ على أفُقٍ مَفْتوحٍ كَسديمٍ يُعطيكَ جواباً، تَشْرَبُهُ، يَتَسَرّبُ فيكَ، يُبَرِّدُ نارَ الأسْئِلَةِ المغْدورةِ، يوقِــفُ صَرْخَتَها المَذْبوحَةَ تحتَ نُطوعِ السَّلَفِ، ويُطفِئُ كلَّ الجَمْرِ.. ولا يَتَبَقّى فيكَ سواهُ، ولا تتَبَقى في الوَمْضِ سوى أجْوِبَةٍ.. وتَنَحَّ بعيداً عنْ بوّاباتِ الشُّؤمِ المــُشْرَعِ في الرّوحِ فسيحاً.. وعلَيْهِ، ستمْلِكُ في الّلحظَةِ، ما يتَمَنّى المــنْتَسِبونَ إليْكَ غَيابَهْ». جولة فارس اللحظة
أسألُ..في ذات اللحظةِ أسألُ ثمّ ألوبُ عليَّ، وتَنْفَتِلُ اللّحظةُ نحْوي.. تَصْرُخُ بي: لا... يَضْحَكُ هذا العالَمُ منْ أسْئلَتي.. يضْحَكُ منّي..
الّلحْظَةُ..؟ حينَ تَفُحُّ الّلحظةُ كُلَّ أفاعي الزّمَنِ بِوَجهي، تتَحَوّلُ جنْدِياً مُؤتَمناً مِنْ جيْشِ العالَمِ.. هذا الجيّشُ المُرْجانِيُّ ملايينُ الشُّعَبِ المٌمْتَدّةِ.. ألْسِنَةِ النّارِ.. وصدىً يَعوي في أعماقِ الخَطْوِ، ويَنْهَشُ عُمري..
جولة فارس الومض
يَضْحكُ هذا العالَمُ.. كوميض في العتمِ خفيّاً وتَراهُ يُحيكُ حواراً عنْ إغلاقِ البابِ عليّْ.. يَشْتَدُّ الأمْرُ.. يُحَرِّقُ صخْري.. ويُفَتِّتُ في الجَمْرِ حُدودي.. في لَحْظةِ وَمْضٍ.. والروحُ تلوبُ.. تَلوبُ.. أناديني.. يَنْهَمِرُ سؤالي وسؤالي يَنْزِعُ عنّي ليْلَ نِقابٍ، لِتَطولَ الرُّؤْيَةُ في اللّامَرْئِيِّ عميقاً..
بَعْثَرْتُ الأسْئِلَةَ الـــمُلْتَفَّةُ في الإيحاءِ كَغابَةِْ.. أوْقَدْتُ الرَّغْبَةَ إيذاناً بِالبَدْءِ ولَمْ يَأتِ البَدْءُ ولا العالَمُ أصْداهُ السُّؤْلُ جولة فارس التوقّف
ولِذا دَقّقْتُ كثيراً..أتوقّفُ عند بداية روحي حتى كادتْ عيْنُ الرّوحِ تَفُطُّ.. تَدَحْرَجُ بينَ الأجْوِبَةِ الــمُنْثالَةِ، يَجْمَعُها في نَبْضِ القَلْبِ وَميضٌ، وَشَرارٌ أفْلَتَهُ الموْتُ تَخَلّقَ فِيَّ، يقولُ: تَمَهَّلْ.. أوْقِفْ أسْئِلَةَ المجهولِ وأغْلِقْ نافذةَ الغيْبِ، وأغْمِض عَيْنيْكَ لتُبْصِرَ في أعماقِ الرّوحِ وَميضَكْ.. تابِـــــــعْ خَطوَكَ نحوَ المَرْكزِ، لا يُفْزِعْكَ الرَّعْدُ وقَصْفُ الرّيحِ، ولونُ البَحْرِ السّابِحِ في الحُمْرَةِ والوَحْلِ، وهذا البَرْقُ النّافِذُ في المَرئِياتِ، عُواءُ رُؤوسٍ طَيَّرَها عن أجسادِ المــُـــــقْتَلَعينَ سُؤال.. جولة فارس المعركة الأولى
لا تَتَرَدّدْ في الخَطْوِ بعيداً.. وَسِّعْ ما بيْنَ القَدَميْنِ منَ الصَّخْرِ، ولا تَخْشَ سُقوطاً.. حتّى لوْ صَفَعَتْكَ الموْجَةُ تِلْوَ المَوْجَةِ.. أحْرَقَتِ النّيرانُ رُموشَكَ.. خِلْتَ انْفَقَأَتْ عَيْنُكَ منْ لَهَبٍ مَسْفِيٍّ فيكَ، سَتُبْصِرُ أكثَرَ.. حينَ تُجَمِّعُ في باطِيَةِ الإعْتامِ وَميضَكَ.. واصِلْ.. وافْتَحْ عَيْنَيْكَ على وُسْعِهِما.. حَجِّرْ رِمْشَيْكَ، وكُنْ سَمَكاً في ماءِ الدّهْشَةِ، لا يُغْلِقُ عَيْنَيْهِ ولوْ ماتَ.. ولا تَنْسَ بأَنّكَ لنْ تَفْقِدْ في الصُّبْحِ سوى الّليْلِ، وأنَّ الوَهْمَ وصوتَ الخَوْفِ، صُراخَ المَقْتولينَ وقَصْفَ الرّعْدِ، وهَجْمَةَ جيْشِ العَتْمِ تُريكَ الجَنَّةَ ناراً.. وتَسْمَعُ فيها صوْتَ الجِنِّ، حَفيفَ ملائِكَةٍ..، جولة فارس المعركة الثانية
لكنّ لا تَتَوَقَّفْ.. لا تَتَوَقَّفْ.. لا تَتَوَقَّفْ.. يهديكَ وميضُ الرّوحِ، إلى النّافِذَةِ المَحْمِيّةِ بالرُّؤيَةِ..
واصلْ.. واصلْ.. لو قد جاءَ القُرصانُ، وأَنْشَبَ مِخْلَبَهُ فيكَ، وصَبَّ المِلْحَ بأقْصى الجُرْحِ.. وأشْعَلَ ما اسطاعَ من الفحْمِ، وأجْلَبَ خَيْلاً.. رَجِلاً وسواداً..
جولة فارس المعركة الثالثة
واصلْ.. ألقِ الحَطَبَ الأكْثَرَ جَمْراً.. في وَسَطِ الّلَهبِ المُتَكَثِّفِ بينَ الجُثَثِ المَنْسِيّةِ، يوقِظُها.. فإذا ما شارَفْتَ المركِزَ، أنْشَبْتَ أظافِرَ أسْئلَةٍ لمْ تَنْبُتْ إلا تحْتَ وَقودِ الوعْدِ شَهِيّاً، في خَلَلِ السّورِ المَنْتوشِ بأرواحِ الشُّهَداءِ، وأبْصَرْتَ الومْضَ يَفيضُ عليْكَ، فخُذْ حَجَرَ السّرِّ من الأرْضِ، وحاذِرْ من حَجَرٍ، يَنْثالُ غُباراً حينَ تُلامِسُهُ الرّغْبَةُ، وتَهَيّأ لِلْخَطْوِ وثيقاً.. ما يَتَبَقّى منكَ سيَخْطو.. ستَحُطُّ وطاويطُ العَتْمِ، وغِربانُ الّليلِ، وبومُ المَجْهولِ وكُلُّ جنودِ العالَمِ.. تَنْقُرُ روحَكَ.. تنْتَزِعُ الّلحْمَ.. فلا تَتَرَدّدْ تمْتَصُّ الشِّريانَ.. فلا تَتَرَدَّدْ
قدْ تُفْتَحُ جُمْجُمَتُك.. يدْفَعُكَ الأمر لأكْثَر من ذلك.. لا تَنْسَ بأنّكَ في المَرْكَزِ..
لا تَتَوَقَّفْ.. الشّمْسُ هناكَ تَرَقَّبُ خَطْوَكَ.. تنتَظِرُ الوعْدَ.. قُدومَكْ.. كيْ تُشْرِقَ بعدَ غَيابٍ تحت كوابيسِ العالَمِ،
جولة فارس المعركة الرابعة
قاوِمْ.. قاوِمْ.. حتّى يَصِلَ الحَجَرُ، زُجاجَ النّافِذِةِ المُغْلَقَةِ على المَجهولِ.. ولا تُغْمِضْ عيْنَيْكَ فَتُخْطئ، وبأقْصى ما يتَبَقّى فيكَ من الأسئلَةِ، تَوَجّهْ بالحَجَرِ، وكَسِّرْ.. كَسِّرْ..
سيذوبُ العالَمُ بين يديْكَ.. ولكنْ، لا كالمِلْحِ التّاركِ نَكْهَتَهُ، بل كَضبابٍ قَشَعَتْهُ الشّمْسُ فَغابَ
جَبَلاً هَزَّتْهُ الأسئلَةُ الأولى فانّثالَ كثيباً.. خَشَباً أكَلَتْهُ النّارُ وحيداًً إلا من خَشْيَتِنا.. فَتَناثَرَ وَهْجاً مُنكَسِرَ الوَهْجِ قَميئاً..
جولة فارس الإدراك
مِنْ بَعْدُ.. ستُدرِكُ أنّ العالَمَ وَهْمٌ.. صَنّْعَهُ الخَوْفُ، وكُنْتَ الصّانِعَ حينَ بَدَأتَ تخافْ وستدرك أنك لم تخض الحربَ سوى ضدَّك والقاتل والمقتول شهيدين معاً.. أما الباقي بين القطبين فأنتَ.. وليس من أحدٍ غيرَكْ وستُدْرِكُ أنّكَ كُنْتَ البَدْءَ البدْءَ وأنّكَ أنتَ العالَمُ لو شِئْتَ.. وأنّ الأسئِلَةَ تكونُ إليْكَ ومنْكَ وعنْكْ.. تتعلّمُ منْ ثمَّ حروفَ الّلُغَةِ الأخرى.. تَتَهَجَّأُ أسئِلَةً أخرى.. وتكونُ حياةٌ.. أيُّ حياة..!!!
روما 1996
#مروان_العلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سجلّ اللجوء في حياة مثقف فلسطيني
-
لا تحاولوا.. فالشرخ أوسع
-
صحراء
-
من يوميات نخلة عربية
-
نص على جسد (القسم الأول)
-
نص على جسد (القسم الثاني)
-
الحوار الضرورة.. والتمدّن المفتَقَد
-
أمّي التي أرختْ ضفائرَها
-
المرأة: المتن والهامش
-
منظمة التحرير الفلسطينية: من الكفاح المسلح إلى المفاوضات
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|