أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امين يونس - مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟















المزيد.....

مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 13:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ، السفارة الامريكية ام الايرانية ام المرجع الديني آية الله السيستاني ؟ موسم الإنتخابات الحالي قد يؤشر في بعض ملامحهِ ، الى مراكز القوى والنفوذ وأحجامها ومدياتها . فمنذ اكثر من شهرين ، تكثفتْ زيارات السياسيين الى الولايات المتحدة الامريكية ، بمختلف الذرائع والاسباب والمناسبات ، ليس فقط السياسيين الذين يقول البعض " انهم عُملاء و جاءوا مع الدبابات الامريكية المُحتلة " ، بل حتى الذين دوخونا بمُعاداتهم " النظرية " لامريكا ، نراهم يزورون بكل رحابة صدر ، وزارة الخارجية الامريكية والدفاع والكونغرس والجامعات ومراكز البحوث وقد يُحالفهم الحظ ويلتقون لدقائق مع الرئيس شخصياً ويلتقطون معه الصور ، ليتباهوا بها عندما يعودون ! ، ليس " كما يّدَعون " للطلب من امريكا الإسراع بالرحيل من العراق ، بل لتسويق أنفسهم كرجال دولة وسياسة مُحْتَمَلين ، متحضّرين متمدنين مُستعدين للتفاهم والتنسيق مع مَنْ يعتقدون بأن لهم دوراً مهماً في صناعة القرار هناك وهنا !
وكذا الأمر بالنسبة الى ايران ، فالوفود العراقية لا تتوقف عن زيارتها ، والشخصيات والسياسيين كأنهم واقفون في طابور ، ما ان يعود أحدهم ، حتى يذهب آخر . بالطبع لا أعني بعض السياسيين الشيعة الذين لا يخفون علاقتهم الوثيقة بايران سابقاً وحالياً ، ولكن العديد من الآخرين الذين يثيرون الضجيج عن دور ايران الفارسية التخريبي في العراق ، نراهم بين الحين والحين في طهران ، لا لمعاتبة ايران والطلب منها الكف عن التدخل في الشؤون العراقية ، بل لإثبات حُسن نيتهم وقبولهم الضمني بالدور المهم لايران ، شرط إدراج هؤلاء السياسيين ضمن الطاقم الذي سوف يحكم العراق في المرحلة القادمة بعد الإنتخابات !
إذا كان التَوّجه الى الولايات المتحدة الامريكية ، مُغرياً وممتعاً من جوانب كثيرة ، وتوثيق العلاقة مع ايران خطوة على طريق لعب دورٍ في الحكم ، فان زيارات السياسيين والمسؤولين بكافة انواعهم ، الى دار آية الله العظمى المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في النجف لها طعمٌ آخر ! فلا بحارٌ ولامحيطات تقطعها ولا تقدمٌ علمي وعمراني مُذهل يثير العجب والإعجاب كما في امريكا ، ولا حفاوة كبيرة تُقابَل بها ولا مظاهر لإبراز القوة والعزم كما في ايران . بل انك مُجْبَر على الذهاب بالسيارات وتترك موكبك الطويل وحماياتك خارج الزقاق الذي يقيم به آية الله ! وإذا كان " اوباما " او " احمدي نجاد " ، واقفاً في استقبالك في المدخل ، فلا تتوقع مطلقاً ان يأتي السيستاني لإستقبالك او حتى ان يقف على قدميهِ ، ليس تكبراً حاشاهُ الله ولكن إبتعاداً عن التملق للمسؤولين والسياسيين ! وأنتَ المُتعود على البهرجة والجلوس على مقاعد وثيرة في قاعاتٍ يشع منها النور والضياء ، ستجلس مُرغَماً على فرشةٍ صغيرة مقابل السيستاني في هذه الغرفة المتواضعة ! وهنا لا داعي للحذلقة والإبتسامات المصطنعة ، فلا وجود لكاميرات ولا وسائل إعلام . صحيحٌ انك غير ملتزم بالشعائر والطقوس الدينية ومعروف عنك بانك علماني ، ولكن ليس هنالك ضيرٌ ان تُقّبل يد المرجع الاعلى ، والحصول على بركته ، إذا كان ذلك سيوصلك الى السلطة !
في إعتقادي ، هذا الثالوث هو الاكثر نفوذاً وتأثيراً على مجمل الوضع العراقي ، وخصوصاً على الانتخابات القادمة . طبعاً لا يمكن تجاهل الدور المهم لتركيا والسعودية وسوريا والاردن ومصر والكويت وغيرها ، كلٌ حسب إمكانياته وفُرصهِ المتاحة . هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، لا يمكن التعامل مع السياسة وإحتمالاتها بطريقةٍ " ميكانيكية " جامدة ، فمن الخطأ الجزم بان هنالك تقاطع " على طول الخط " بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ، وابسط دليلٍ على ذلك ورغم كل الذي قيل ويُقال ، فانهما كليهما يدعمان الحكومة العراقية منذ التغيير وينسقان " ربما بصورةٍ غير مباشرة " من اجل ديمومتها ، ناهيك عن " التفاهم الضمني " بينهما حول افغانستان . ومن ناحيةٍ اخرى ، لا يجوز إعتبار مَوْقفَي ايران والسيستاني موقفاً واحداً متطابقاً ، بل على العكس من ذلك ، هنالك عدة امور في غاية الاهمية وعلى رأسها مسألة ( ولاية الفقيه ) التي يقوم عليها النظام الايراني اساساً ، ولا يؤيدها علي السيستاني . وكل المواقف " المُعْلنة " للسيستاني ووكلاءهِ الشرعيين ، تُنادي بعدم إستغلال اسمهِ في الحملات الانتخابية ، ووقوفه على مسافةٍ واحدة من الجميع ، بينما النظام الايراني قائم بحد ذاتهِ على الرموز الدينية بالكامل .
المشكلة في العراق ، هي ان القوى السياسية المُهيمنة على اللوحة بصورةٍ عامة ، لا تستطيع بسهولة " حتى لو أرادتْ " ان تتخلص من جلدها الذي عُرِفتْ بهِ . فعلى الرغم من ان السياسة تتعامل مع " المتغيرات " وليس الثوابت ، أعتقد ان الاحزاب الشيعية الكبيرة ولأنها قائمة على اسسٍ دينية ومذهبية ، لايُمكنها ان تتخلى عن أمرين : الدعم الايراني والعلاقة الوثيقة المتميزة معها ، من ناحية . ومباركة ودعم المرجع الاعلى في النجف علي السيستاني . ولانها احزاب سياسية وتعرف مباديء السياسة على الاقل ، فانها لا يمكنها الاستمرار بدون تأييد ودعم أمريكي " شأنها في ذلك شأن كل الاحزاب الاخرى " . وكما هو واضح فأن التوفيق بين هذه المؤثرات الثلاثة والتعامل معها في آنٍ واحد ، ليس سهلاً في مختلف الظروف والمواقف ! ولكن ليس مستحيلاً ايضاً ، وهذا ما يحاول حزب الدعوة ، والمجلس الاعلى ، تطبيقه كلٌ بطريقتهِ واسلوبه .
الاحزاب الكردية الرئيسية ، لا تُخفي مراهنتها على العلاقة " المتميزة " مع الولايات المتحدة الامريكية . وهي في إعتقادي سياسة تنطوي على الكثير من المجازفة والمخاطر على المدى الاستراتيجي . فعلى الرغم من ان " سّلة " امريكا متينة النسيج وحامل السلة قوي البنيان ، فلا أمان لل " البيض الكردي " وسط عالمٍ يعج بالأزمات الكبرى والمتغيرات السريعة ، إذا كان ( كله ) في سلةٍ واحدة ! فحتى العلاقات التجارية الواسعة بين اقليم كردستان وكل من تركيا وايران ، هي في الحقيقة علاقات في إتجاهٍ واحد : شركات مقاولات وبضائع مختلفة تركية وايرانية ، كلها مستوردة ، بدون تصدير شيء من الاقليم ! كل هذه العقود مع الدولتين لم تنفع في منع تركيا وايران من قصف القرى والقصبات داخل حدود الاقليم بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني ، وكل الزيارات من والى تركيا فشلت في جعل البرلمان التركي يصوت ضد تمديد تفويض الجيش التركي بالتدخل العسكري في شمال العراق . لا يُعْقل ان تستطيع تركيا إتخاذ هكذا قرار بمعزل عن ( موافقة امريكية ) ، وهذا دليلٌ بسيط على ان " البيض التركي " يحظى برعاية امريكية أفضل كثيراً من البيض الكردي !.
على اية حال ، الاحزاب الكردية مُجبرة على خوض معارك على اكثر من جبهة ، ف " تأجيل " حسم الوضع في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها ، ليس حلاً بالطبع . وتذبذب العلاقات والتحالفات القديمة بين الكرد والشيعة في الآونة الاخيرة و إختلاط الاوراق ، لا يُبشر بإيجاد حلول مقبولة للعلاقة الشائكة بين الحكومة الإتحادية وحكومة الاقليم . إذا كان تأثير نفوذ ايران قليلاً على الاحزاب الكردية ، وتأثير السيستاني " المباشر " معدوماً ، فأن نفوذ الامريكان كبير بالمقابل ، إضافةً الى الدور المتزايد الصعود للحكومة والشركات التركية !
على الجانب السني ، هنالك نفوذٌ امريكي واضح في المناطق العشائرية في الانبار ، وبعض مناطق تكريت وسامراء وديالى والموصل ، من خلال الصحوات ومجالس الاسناد . وإذا كان التأثير الايراني او المرجع الاعلى السيستاني غائباً تماماً على الاحزاب السياسية في هذه المناطق ، فانه بالمقابل هنالك ادوار مهمة لأطراف اقليمية اخرى مثل السعودية وسوريا وتركيا ومصر ودول الخليج العربي ، ومن المعقول ان يكون الدور السعودي هو الابرز والاكبر مقارنة بالاطراف الاخرى لما تتمتع به من إمكانيات مادية واسعة .
عموماً وكما إتضح أعلاه ، فان الدور الاكبر والنفوذ الاكثر ، على مُجمل الوضع السياسي العراقي والمكونات السياسية ، هو للولايات المتحدة الامريكية ، تليها ايران والسيد السيستاني ثم الدول الاخرى المحيطة بدون إستثناء . واعتقد إذا كان تشكيل الحكومة اللبنانية تأخر لمدة اشهر طويلة ، وإحتاج الى مصالحة وقمة سعودية سورية وربما تقارب ايراني سعودي ، فربما ان الحكومة العراقية بعد الانتخابات المُقبلة ، ستحتاج الى اشهر طويلة ومداولات اقليمية ومساومات حتى تظهر للوجود .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَجي مُتلاعب بملايين الدولارات !
- الشعارات الإنتخابية ..هنا وهناك
- جهاز كشف الكذب يفضح المسؤولين الكبار !
- متى يتوقف القصف التركي الايراني لِِقُرانا ؟
- الحكومة المحلية في الموصل ، معَ مَنْ تقِف ؟
- الى جماهير الموصل الشريفة : لاتنتخبوا المتطرفين هذه المرة !
- في الانتخابات القادمة : لا للفاسدين و لا لعودة البعث
- سيدي الرئيس الطالباني ..رفقاً بنفسك !
- - فأرٌ - مشبوه على متن طائرة !
- لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟
- جو باين للعراقيين : يصير خير إنشاء الله !
- إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
- - المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
- مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
- وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
- هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
- فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
- تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
- إئتلاف دولة القانون العشائري
- الموصل .. هل ثمة أمل ؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امين يونس - مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟