طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 06:01
المحور:
الادب والفن
شدت انتباهي حركات رقصها الجميل دون تكلف على موسيقي صاخبة الزمان
راقبتها كانت ترفع فجأة يديها لتتشابكا في لمح البصر أعلى الرأس وتهز وسطها يمنة ويسارا فترسم أنوثتها في غاية الألق الأخاذ
تعود لرتم الرقص المنساب بطيئا بين الراقصات المتكهربات اهتزازا فتشد انتباهي أكثر
مرة ثم مرة أخرى نسيت الأخريات وبدأت مشدودا إليها رغم خروج رقصها عن السياق العام للموسيقي والمتراقصات والجمهور
أنظر في عيون الحاضرين فأجدهم مشدودين لغيرها ممن لا يبقين عضلة بأجسامهن إلا وتهتز جنونا
استمر الحال ولهثت المتراقصات وعيني على تلك الفتاة وكأني لا أرى إلا هي في وسط الزحام
شيئا فشيئا تنفذ طاقة الأخريات وينسحبن واحدة تلو الأخرى
وساحرتي مازالت ترقص بثقة وانسجام على راحتها دون تعب
وبين دقيقة وأخرى تفعل فجأة حركتها الساحرة فتأسرني برفع يديها أعلى رأسها في حركة أروع من سابقتها وتهز وسطها بمهارة قاهرة فأجدني أحرك يدي لا إراديا
فرغت ساحة الرقص ولم يبق سواها لم تتعب وكانت تزداد جمالا وروعة
يصمت المتفرجون إلي هدوء حركاتها وشيئا فشيئا يُسحرون مثلي بما تفعله هذه الأنثى
ويعلو الصفير والتصفيق وعندها انصاع العازفون إلي رتمها الساحر فازدادت اللوحة إبداعا
ومع كل رفعة أيدي واشتباكها فوق رأسها وهزة وسطها بدأت تتحرك يدي الأخرى
وفجأة وجدتني أصفق بيديي من أعلى رأسي وأراقصها كأني راقص محترف مع أنني لم أفعلها منذ عشرين عام
وعندها صعد الحاضرون إلي المنصة وأخذوا يتراقصون معنا في لحظات حقيقية من الحرية والديمقراطية
11/10/2009م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟