المرأة ليست نصف المجتمع...!

جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 03:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يقولون أنّ المرأة هي نصف المجتمع، ولكن أرى بأن هذه هي نصف الحقيقة.



ما زالت عمليات تعليب المرأة جاريةً في وقتنا الراهن وما زال المطالبون باستمرارها كثر، حيث أنهم لا يرون في المرأة إلاّ كائناً منزليّاً مطالباً بالطاعة الكاملة في سد حاجات الرجل وإشباع رغباته المتزايدة، متجاهلين قيمتها الحقيقية والنابعة من كينونتها الانسانية ومن كونها إمرأةً تجسّد فيها كل ما في الحياة من روعةٍ ورقةٍ ومحبةٍ وتضحيةٍ وقوةٍ داخليةٍ فائقة.
وكل هذا هو بهدف تحويلها إلى سلعةٍ تناسب أذواقهم وأهواءهم حتى ولو كان على حساب الإعتداء على طفولتها البريئة بما يسمونه زواجاً تقشعر له الأبدان، إضافةً إلى كل ما يخترعونه من مسمياتٍ يبررون فيها شراهتهم وهوسهم الجنسيي.
ولذلك فقد خلت قواميس حياتهم من معاني الحب والمساواة والمشاركة والوحدة والتي تتجلّى في الزواج تلك العلاقة المقدسة التي تربط قلب رجلٍ واحد بقلب امرأةٍ واحدةٍ، ولكن هيهات لهذه القلوب المشوهة أن تفهم سمو هذه المعاني وتتذوقها في الحياة.


وهم إذ يخافون على أنفسهم من خطر المرأة المتربص بهم، تراهم يهرعون في ابتداع القواعد والقوانين التي تزيد من عزلها عنهم كي لا تقع عيونهم البريئة عليها فتسقط قلوبهم النقية في المهاوي، وكي لا يتعاملوا معها لئلا يقعوا فريسة كيدها، وما هذا إلاّ انعكاساً لخرابهم الداخلي، فإنّ الانسان لا يستطيع أن يرى الآخرين إلاّ من خلال ما في داخله، ولذلك فإنّ هؤلاء المشوهين قد شوّهوا روعة المرأة وجمالها مسمّين إياها عورةً مثبتين بذلك أنّ العورة الحقيقية هي في عقولهم المريضة وقلوبهم الصدئة.



عندما تختفي المرأة من مجتمعٍ ما ستختفي معها الحياة بكل قيمها الجميلة ومشاعرها النبيلة وتدريجياً سيختفي هذا المجتمع من الوجود الحضاري وسيتحول إلى آفةٍ بين الشعوب، فالمرأة هي نبض الحياة في كل مجتمعٍ، وحيث لا إمرأة فلن يكون هناك مجتمع.

#جورج_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات