أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون














المزيد.....

الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 03:59
المحور: الادب والفن
    


النفس الطيبة التي تنطوي على الخير والحب والفضيلة ، أكيد أنها ترفض القبح وتعتمد على الخبرة الحياتية في التجدد والإبداع وهذا هو منطلق الإبداع الشعري ..
يقول الدكتور عبد الواحد لؤلؤة : (احسب أن الشعر عموما ، والشعر العربي بخاصة ، كان دائما في حالة تجدد بوصفه كائنا حيا ، تجدد ينبع من داخله بالدرجة الأولى غير بعيد عن مؤثرات خارجية في ذلك التجدد او تعيق توجهه هذه الوجهة او نلك). 1
اذن الشعر كائن حي ، تزداد حيويته أثناء اتصاله بإرهاصات الإنسان الشاعر الذي يبحث دائما عن ترع النقاء ، كي يستحم بها ويتخلص من أدران الحياة ، أي الإنسان الشاعر هو شخص يتألم ويتعنى ، فيكون تائقا لمساحات الجمال الشعرية ، يتمتم كلماته قرب أوراد هذه المساحات ، واني أرى الشاعرة بارقة ابوالشون تتبتل بتمتماتها ، وكأني بها منفعلة ، وفي داخلها أغنية الحياة وهي تهمس بانفعال (أوسدك غدار شرفاتي) ثم تنكب ساجدة أن يلامس العطاء السماوي أهداب الدنو ، الدنو من ترع النقاء ، لتمنح الحب علامات السير في هذا الطريق وهي واثقة من نفسها التائقة نحو الخلاص تقول :

(زحف الفجر نحو قبلتي
ألف درب للحلم
وبوابة واحدة للحقيقة
ألف خندق للموت
ودرب واحد للخلاص)
هذه غصات بارقة ابوالشون وألمها في دروب البحث عن الحقيقة ، حتى تجلت بفلسفة خاصة إن الأحلام تتوالد بدروب ألاماني ، ولكن الحقيقة لا نلمسها وصعب الوصول إلى بوابتها الوحيدة ، حتى تتجلى بخطاب موضوعي هو في حقيقته ذاتي يحرك دواخل الشاعرة بحنين الغرق في أجواء الحب والجمال ، وتكون رؤيتها الفلسفية هي الإنسان له فطرة الخير ومجبول على حب الخير ، ليكون الاضطراب والانفعال حينما يحضر القبح .. وهي اراء قديمة جديدة ، متجددة في السعي تقول الشاعرة :

(وطني
ماذا تمطر سمواتك
ما الذي جنيته منك
مواعظ / انكسارا / حصاد سنين)
فهو خطاب موضوعي فيه روح الانفعال اليائسة بعض الشيء ، لكنها تستدرك قائلة : (زحف الفجر نحو قبلتي) ، من حالة يأس وألم إلى حالة ضياء ابيض صادق هو الفجر ، وأين زحف هذا الضياء ؟ لمكمن الرهافة الحسية وتواصل قائلة : (عبثا نلم خفايا جروحنا ونرتحل) ، فأعطت زخم حركي لبحثها بكلمتي(نلم ، ونرتحل) ، لماذا ؟ لان (لم يعد حزنك مملكتي) ، فالأفاق مفتوحة أمامها ، كي تنهض من جديد ، عنقاء عراقية ملوثة بجمال الحب .. وهنا يبرز تساؤل هل غيبت الشاعرة العقل وغلبت الوجدان وعبر لحظة الشعر الومضة وحضور الوعي التالي؟ ، نكون قد وجدنا الشاعرة عاشت حالة التوتر وظلت تغرق في الحنين ، حتى أعدت كأس من الحلم ، كي ترتمي في سير مسافات الغد القادمة ، أي انها عملت معادلة متوازنة بين إرهاصات العقل وإرهاصات الوجدان في أنساق لغوية ، بدت تحمل الكثير من المعاني في سياق نص (حدثيني) وهو رد على نص في جريدة الصباح ، وكان انفعالها متوالية بحث يطهر قلبها من أوجاع الحياة وتكرر (كم ، وكم) لتثير أسئلة متوالدة بين حرب وأخرى ، لتصل بها الحالة وهي تقول : (أناجي أكفاني) ، حتى عمقت فلسفة الوجع والمعاناة ، بافتراض الحديث والبث إلى الحبيب الذي ما انفكت تستبدله بالوطن ، لتجعل من الوطن هو الحبيب كما هو ترديدها قائلة :

(أجيء إليك وأنا لا اعرف كنهك
أصغي إليك وأنت تكلمني بلغة غير أبجديتي
ما بالك تبعثرني ولا أجدني إلا عالقة في ضباب سطوتك)

فرغم هذا التبعثر والغربة في لغة التفاهم إلا أنها مثلت حالة تمسك بكلا الحبيبين الوطن والحبيب تقول :
(ما بالك
تهد محراب عرشي
وانثال على أعتاب دارك بالندى والاقاح)

إذن بين حالة التمسك أعلاه والأوجاع التي تعيشها ، بقي الجمال هو الذي يجللها في مسيرة الحياة ، مما تكشف لنا عن تمسكها بفلسفتها الخاصة بالجمال وان الشعر هو الخاطر الوحيد الذي يعبر عن مكنوناتها وتصل من خلاله الى صور اليقين وهي تقول :

(أنا الملأى
من فيض يقيني
الساكنة قرب الفجر)

هذه هي رؤيتها بيقين تجاه التزامها الأكيد بالحب .. وأنها (.. تغزل خطى الزمن ديوان شعر) ، ليكون الشعر عندها هو ليس بالترف الفكري او العاطفي فقط إنما التزام ولا يخرج عن دائرة المتعة والجمال .. تقول :

(وتعتلي المنبر
مهاجرا لمدن الشرائع والحكايا)

وهذه إشكالية تاريخية في تقنين سلوك الإنسان سواء كان في سن القوانين الوضعية أو وفقا لشرائع السماء ، وكيف الإنسان ترافقه الهزائم سواء من داخله كأختلال نفسي او من خارجه كاختلال في الوضع الاجتماعي نتيجة للحروب او تعسف الحكام ، هذا العمق في الفكر بات تعكسه قصائد الشعر الآن كونها مثقلة بهموم الإنسان وثقافته العلمية المتصاعدة ، واتساقا مع هذا نستطيع ان نقول في النقد الثقافي لهذه النصوص لما تحمله من انساق مضمرة وأخرى ظاهرة .
يقول عبد الله الغذامي : (يتجدد النسق عبر وظيفته وليس عبر وجوده المجرد ، والوظيفة النسقية لا تحدث الا في وضع محدد ومقيد ، وهذا حينما يتعارض نسقان او نظامان من أنظمة الخطاب احديهما ظاهر والآخر مضمر) 2 ، فالظاهر عند الشاعرة بارقة ابوالشون تمسكها بالوطن وهذا التمسك يكشف المضمر وهو دالة الحب الموزعة بين الحبيب والوطن .


1/ كتاب (الشعر ومتغيرات المرحلة) الدكتور عبد الواحد لؤلؤة / دار الشؤون الثقافية العامة ص 105
2/ كتاب (النقد الثقافي ) عبد الله الغذامي / المركز الثقافي العربي / المملكة المغربية لسنة 2001 ص 77
3/ قصائد (غبار الأحجية ، وحدثيني) للشاعرة بارقة ابو الشون






#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحى بوترعة تهمس لك ارتحالاتي
- توالد المعنى ما بين الحرف والنقطة قراءة في ديوان(شجرة الحروف ...
- امل جمال لاتمل احضان الشعر
- بين رائحة الحبر وشاشة الحاسوب
- الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة
- مليكة مزان واحتمالية شعرية اخرى
- ماجد موجد بين الهم الذاتي والموضوعي
- التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون