فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 21:36
المحور:
الادب والفن
في الشرق الذاوي
زرته في قريتنا القديمه
كان متيبّسا وقويا مثل خيّال الحقل
ودون اي تقديس وضع في يدي الحبل
وبنبرته البريه قال امض وارو بقرتنا العجوز..
وحين لمح ابتسامتي صحبة البقرة الحكيمه
تساءل :
منذ كم من السنوات لم ترو بقرةً من الساقيه!!
*
هنا وقد رحل الشتاء القاسي
قالت المعلمه ،غدا ستطلق القرية ابقارها
ستنفتح لهن ابواب القاعات المغلقه .. مثل سجينات
كنا رهط الآباء رفقة ابنائنا في مرحهم الغامض
نمضي لنتعلم درس الأبقار
وقفنا مندهشين مثل صغارنا ننتظرالمشهد
وحين انفتحت الأبواب
انطلقت الأبقار يتقافزن في المرج
مثل فتيات عاشقات..
*
لشهور طويله تطل فتاة الأعلان حاملا
في شهرها الأخير
لشهور وهي ترافق بقرة الأعلان الشقراء
وتقول كلاما عن بيئة الشمال
.. وكأس الحليب المسائي
وفي كل مرة كانت البقره جميلة وصامته
تشبه فتاة الأعلان.. في امومتها الحميمه .
*
حين كنت صغيرا كانت عينا بقرتنا مليئة بالحنان
ولفرط محبة امي لبقرتنا الداكنة
كنت اظن انها خالتي
*
كلما ركبت دراجتي وسط حقول القمح
اتأمل ابقار الشمال الشقر
وهن ساكنات مثل راهبات طيبات
في تعبّدهن الجليل
*
قالت المعلّمه .. لست اعلم
اذا كانت الحرية احساسا مشتركا
بين الأبقار..وبين البشر
*
هبط المساء..
في رأسي رنين جرسيّ ذكرالأبقار وانثاه
يتبادلان القبلات .. قبلات لها رنين
الحريه.
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟