أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير الكلام - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي














المزيد.....

الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير الكلام - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 05:39
المحور: الادب والفن
    


الآم تسكن الحروف .. وتحرق سنوات العمر بلا صوت .. عندما يعجز القلم عن البوح ما بداخل الأعماق .. وترحل الحقيقة عبر همسات النفس مع حروف الليل .. إلى شاطئ التعب والآلام .. ولا يبقى شيء غير الكلام .. عندما تعبر بنا قصائد الشعر إلى حدود الشجن .. لتمحوا الآم الجرح من صفحة الوطن الحزين ...

لا شيء غير الكلام المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي وتضم ( 36 ) قصيدة .. يتأمل فيها الشاعر جرح الأيام مع هموم الزمن .. عندما يغدر بنا ويعزف على أوتار القلب لحنا حزينا عبر نبضات العمر .. حين تتكسر المرايا وتلغي المسافات عن صدر الأرض .. نقبـّل جبهة الأرض الصابرة بقطرات المطر.. لتعزف لنا طيور البر ألحانا تختصر دروب الزمن ...

حين تكسرت المرايا وفاض الجسد بطفح الجروح
حين أصبح العشق كذبة لا يحتملها القلب
حين جف صدر الأرض وشهق المطر من جفاف
الغيـوم
حين أدركت إن الستين قدري

يتميز شعر الدكتور الأسدي بوضوح الصورة الشعرية والتي تعتبر نقطة جذب للقارئ والتي تعتمد على مهارة الشاعر ..
وكما يقول ( سيسل داي لويس ) " الصورة الشعرية رسم قوامه الكلمات " ...
من هنا امتلك الشاعر سيطرة كاملة على اللغة فنرى الصلة الحميمة بين الصورة واللغة في شعره ... لأن اللغة هي مسكن الوجود كما يردد هيدجر دائما ...

مع صخب السكون ورحيل العمر في أدمع الليالي .. وما بين الهذيان والموت على هامات البرق .. يتدفق الصبر ..

عندما تنقرض الأجوبة , ويخبو ظل الخيبة , كيف
الخلاص من هامات البرق ؟؟؟؟

رحلة العذاب على ضفاف الحزن .. ترسم أشجارا ًتحاكي لوعة الخوف .. أصبحنا بين طيات السنين خلف عالم موحش .. وأحلام تراقص الكلمات على كفة الأحزان .. وتقتحم الأعماق لتواجه أعاصير الحنين عبر أسطر تقاوم الألم والأنين ...

كم علمونا نكتب الحزن على الشجر
ونشرب الخوف إذا أتت من الشمال الريح
متى يا كوكب الأحلام تستريح ؟؟؟
اكره أن أمد أفراحي إلى قيثارة لا تعرف المسيح

خوف من المجهول .. قلب يغرق في بحر المشاعر ويبحر في دروب الصبر ..ويتيه في غربة النفس وسط غربة الوطن .. ويسافر مع طائر الحزن بصمت مذبوح إلى الماضي ليكتب أسطورة الزمان عبر حب الوطن الذي يسكن في الحدق ...

في واحة حزني يتدفأ عصفور الآمال بموقد شعري
اقطع أشجار الصبر بسكين الروح
كيف سأغسل عار الأيام , أمزق أثواب الغرباء
بصمت مذبوح ؟
طير الحزن يسافر في أعوادي الجرداء
أحدق في آثار الأمس من أقصى الجزر إلى هذا
الكون المنسي
أجد الوطن غريبا من أغنية الفكر

ينتظر من البحر موجة تصرخ في أعماقه .. يجرفه تيار الألم ليغرق في دروب الظلمة ..
يتحدى الصعاب ويقف شامخا كهزات النخيل أمام هوج الرياح .. عواصف تبعده عن الأمل وترمي به في عالم الألم ...

يتلوى زند النار على آهات الجرح , ويئن الشط حين
يرى البحر المسكين المذبوح بسكين الوهم
لا يغرف في وقت الجزر بقايا الطين
والسمك السابح في أثداء الموج يغني ينتظر
الصياد وعواصف هذا التأريخ جراد يحمل ألف
جراد

يبقى الجرح عندما تنطفئ شموع الأمل .. ويبقى الحزن والصبر يدمي قلب الشاعر .. عبر همسات الحروف .. عندما يصرخ الدم في الوريد .. ويروي الشجن في غياهب الظلمات .. ويسفح الكلمات على أوراق الرياح ويجدل حبالا من الذكريات ليعلق نفسه في كلمات لا تنتهي ..

عراب الدهر طوى صبري , وتجار الموت حرثت
بستاني الصيفي
ثمة جسر مقطوع في هذا الحي
قل كيف سيعبر حلمي الراقد تحت خيول الأهوال ؟

ويبقى عشق الوطن في أحشاء القلب .. وبين سطور الكلمات .. نرسمه على جدران الزمن .. عندها يصبح للموت طعم وتبقى آخر نقطة من كلمة العذاب على أسطر الحياة ..ويصبح اسيرا بحب الوطن ومملوكا حتى العظم له .. ويبقى يتألم ويسير في عربة حلم مع المجهول ..











#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي يكرّم روبرت دي نيرو بالسعفة الذهبية الف ...
- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...
- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير الكلام - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي