أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب














المزيد.....


إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اجتاح من يهمهم الأمر خبرُ قيام علماء أمريكيين بإبطال نظرية داروين في النشوء والارتقاء نتيجة أبحاث استمرت خمس عشرة سنة، وهي النظرية الباعثة على الجدل منذ نشأتها ليس بين العلماء والباحثين فحسب، إنما بين ثقافات مختلفة منها المبني على أسس دينية، تسلل إلى الداخل النفسي تخيّلٌ ليس ذا صلة بجوف الخبر، وإنْ كان تخيلاً ناشئاً ومرتقياً من نظرية النشوء والارتقاء.
هذا التخيل المتسلل، وهو ضمن تخيلات متسلسلة، حدا بالذهن إلى إثارة سؤال حول نظريات الداروينيين العرب لا في أصل ونشوء وارتقاء الإنسان، ولكن في نشوء الزعامات السياسية و"ارتقاء" القيادات الحزبية التي منها مَن نشأ زعيماً بين عشية وضحاها دون المرور بمراحل الإعداد والتقويم ليستحق الزعامة أو القيادة بجدارة. هؤلاء الناشئون المرتقون لا يكفيهم أنهم على سُدات قد يغبطهم عليها رهط آخر، بيْد أنهم يصبحون داروينيين، وغير ذلك من نَسَبِ الأسماء، في التنظير والتبشير ونشر العظات على اعتبار أنهم الأكثر دراية وعِلماً بأحوال المهمومين المغمومين سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، وفكرياً.
لا ضرر ولا ضرار في أن تكون للداروينيين العرب نظرياتهم، خصوصاً إن كانت منبثّة عن أسس منطقية وموضوعية، إنما الضرار والأضرار في أن يجعلها صاحبها، وأتباعه من بعده، نظريات محض مطلقة، غير قابلة للإبطال ولا يجوز حتى مسُّها وإلا فقد مسّنا الشيطان من بعد ذلك، وخذْ بعدئذٍ أحكاماً وأوصافاً وإجحافاً بحق من تجرأ على معارضة نظريات القائد الفلاني، أو دحض نظريات المرجع العلاني.
ما كان لهؤلاء "الداروينيين" أن يداروا أنفسهم ويديروها على هذا النحو لولا أنّ تربية النشأ عندنا قائمة على تقديس الأشخاص ممن تزيوا بأثواب القيادات وهم كُثر، وكثرتهم مِيزتُها اللاواقعية المجنونة، وبالتالي تقديس ينشأ عنه توجيه النشء بعدم جواز مغالطة ومعارضة أولي الفكر ولا أولي الأمر ولا حتى أولي المال. فلا عجب حينئذ أن يستشعر المرء الخطر الكامن في الطريقة التي يتْبع بها الأفراد هذا الزعيم وذاك القائد أو المرجع، فلا يريدون من غير اتباع قائدهم إلا كلاماً ينسجم مع قناعاتهم، وحديثاً لا يتعارض مع منهج ونظريات "الزعيم" والعكس صحيح، فتصبح حتى النكتة السياسية من فصيل المحرَمات التي قد تتفجر عنها تظاهرات واحتجاجات تُزهَق فيها أرواح وتسفك دماء فداءً لروح الشخص المستزعِم.
في وقت تجتاح العالم الثورة التكنولوجية، ونحن نحتاجها، ما انفكت تجرفنا ثورة "القداسات" بسيولها نحو المزيد من "تصنيم" الأشخاص. فنحن على مفترق: إما أن نلحق بالركب العلميّ وركب الحرية الفكرية ونسلخ ذواتنا عن التبعية العمياء ونسمح لأنفسنا بإبطال "نظريات" الداروينيين العرب إذا وجب إبطالها. أو أن نظل على ما نحن عليه، أتباعاً لهذا وذاك، لا نجادله ولا نحاججه ولا نناقشه، وليس لنا لسان حال سوى القول سمعاً وطاعة.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل


المزيد.....




- -المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر ...
- ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
- -بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو ...
- السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة ...
- -رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
- -Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
- الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
- عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور ...
- النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب