جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 17:23
المحور:
الادب والفن
غصّ البيت العراقي في مدينة لاهاي ( دنهخ ) بالحضور الأدبي والسياسي من الجنسين في حوار أدبي وشعري رائع بين شاعرة كردستان العراق المتألقة – السيدة فينوس فائق – والشاعر الشاب الواعد سعد عزيز العراقي – وقد أدار الحوار بجدارة وأريحية فذة الدكتور سلام جاسم الأعرجي الذي وضع الشعر والشعراء في صدارة العطاء الإنساني للتحرر من الظلامية والتخلف القطيعي المسيطر على مجتمعاتنا العربية المنكوبة بأنظمة الإستبداد وثقافة الإستبداد والعنصرية ..
وأتوقف قليلاً عند عزيزتنا فينوس ( أم روج ) الفاضلة لالأعطيها حقها في هذه العجالة , فهي فوق كلمات المديح والإطراء , بل لأفي ماوعدت به قديماً من الكتابة عن مأساة رحيلها مع طفلها " روج " وكان عمره يومها لايتجاوز العامين من شمال العراق عبر جبال زاغروس إلى غربي إيران ومنها إلى تركيا .. فأوربا في العواصف الثلجية والصقيع الرهيب لتنجو مع طفلها من موت محقق بعد جريمة الإبادة الجماعية في حلبجة .. دفعت كل ماتملك للمهرّب ليوصلها إلى مكان اّمن تحظى فيه بحق الحياة الذي سلبه الديكتاتور من شعبه , كما فعل توأمه في سورية تماماً .. تذكرت يوم تركها المهرّب في الصقيع القاتل مع طفلها في زريبة للبقر قرب أحد المنازل وحذرها من أية حركة أو سعال ,, وذهب لينام حتى اليوم التالي , ولم تجد ما يدفئ جسد طفلها سوى حرارة ثديي إحدى بقرات الزريبة التي حنت عليه ولم تتحرك طوال الليل , وكانت البقرة عطوفة أكثر بكثير من البشر ... دراما طويلة مريرة حتى وصولها إلى هولندا تستحق أن تسجل مسلسلاً تلفزيونياً واقعياً , أ وتكتب رواية رائعة تنا ل كل الإحترام , لتسجل من الواقع لامن نسج الخيال ماحل بإنساننا في بلاد النفط قيح الصحراء وقطران العقل البدوي الهمجي الذي لاينتج سو ى الإستبداد و المعادي للحضارة والإنسان أيا كان إنتماؤه ..؟
تلك لمحة صغيرة وغيض من فيض من حياة شاعرتنا فينوس كان من الواجب كتابتها ..
قدمت شاعرتنا السيدة فينوس في هذه الأمسية عدة قصائد رائعة باللغتين العربية والكردية سواء من ديوانها الأخير الجميل ( طلاء الأظافر) الذي طبع للمرة الثانية العام الفائت في إقليم كردستان العراق وترجم إلى عدة لغات ..أو قصائد جديدة لم تنشر من قبل ,,,
قدّم الدكتور الأعرجي ( المختص في المسرح , وفلسفة الفن ) للشاعرين والأمسية بكلمة أدبية رائعة غير تقليدية ,
وألقى الشاعر الشعبي سعد عزيز باقة من الشعر الشعبي العراقي الرائع أعاد لذاكرتنا الشعر الشعبي للشاعر المناضل – مظفر النوّاب – وديوانه الرائع ( الريل وحمد ) على ما أذكر ... وهذا الشعر يسمى في الخليج ( الشعر النبطي ) وفي بلاد الشام ( الشروقي ) أما الزجل فهو نوع قريب منه مختلف ..
ثم قدم الحضور مداخلاتهم وتقييمهم الذي أغنى الأمسية وأبرزها ملاحظات المناضل والكاتب جاسم المطير مشكوراً ...
لشعرائنا وشاعراتنا ومبدعينا ومبدعاتنا كل الحب مع باقة ورد هولندية وللبيت العراقي والقائمين عليه التقدير والإحترام ولشعب العراق الشقيق التحرر الناجز والديمقراطية والأمان ....
لاهاي – 6 / 10
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟