|
لعنة..!
ايمان الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 12:04
المحور:
الادب والفن
ازاح عن وجهه بقايا الصبح ..
ورماها بعيدا ممتعضا جبروت النهار ..
لأنه الوحيد الذي لايستطيع اخفائه او التجني عليه
فالنهار هو النهار ..!!؟؟
ضوئه يكشف عوراته .. يحاول ان يخفيها عني وعن الاخرين لامحالة ..
(بمنديل غرقت ذكرياته بمساماتي ازحت قذى جثته المقيته عن ضلوعي ..)
امسك عجزه بيديه .. وتوكأ على همه .. متخذا من ستائر اوجاعه غطاءا لكنفه وابتذاله السمج ..
وكعاصفة ترابية .. كالتي تجتاح بلادي منذ ان حطَّ عليها جيثوم الطاغوت طاقية انفاسه النتنه ..
والتراب يزاحم ذرات الاوكسجين حتى اطاح بها كلّها .. كلّها حتى اخر ذرة ..!
هامَ على وجهه مخلفا لعنته الازليه التي التصقت بي وانا اهشها بيدي الاثنتين علّي ابقي لي شيئا مني ..!!
ازال بعض جلده .. واكتحل بنظرة مقيته .. وحاول التبرج بضحكته السمجه .. علّه يغطي غبائه .. وغروره .. وجبنه .. وفشله الذريع في كل امور حياته ..
امتطى عزلته
وهام في الفلاة ..وضجيج بلائه يأبى مرافقته حتى يكتمل حصاد الارواح
تمتم اغنيته الكاذبه .. وظنه انني اصدقها
( ّهَمْ ذِكَرتِج ..
وهَمْ أجه اليوم الجديد ..
ومامحى بوجداني جرحج ..
كلتي دور غيري تلكه
ومالكيت ايامي بعدج ...!!؟؟؟))
من منا اضاع ايامه .. ؟؟؟
وزجاج عمري تكسر بين يديك وانت تهزأ بربيعه المتفرد لاهيا عن صنيعة الرب بما صنعته انت ايها البليد حتى سقمي ..
كيف يمكنني ان اتخلص من تلك المسامات فهي تحمل اثار عفنه
وكيف لي ان اخفي اثاره المخيفة على سلالم جسدي المعطر برائحة الطهر والعفه ..
وكيف لي ان امزق أختام قانونه البالي وشرعه الذي لايمت للشرع بصله ..
وكيف .. وكيف ..
وكيف اخفي اثرا يتنفس يتحرك يكبر حتى صار حقلا من الامنيات (وحده الاثر الذي احبه وأخاف عليه وأخشى عليه حتى مني)
وبين مخاض حلم يأبى الولاده .. وأمساك أسمال قدر مهين ..
حاولت ان انفض غبار رائحته عن مكاني وغسلت بالديتول بقاياه الملتصقة بثيابي وبكائي ينوح على حالي المتهرئه وصدى صوتي يحاول ضرب بقايا لحنه الممزق على فراشي ..
فتخرج الكلمات لاتغني .. يبتلعها فمي .. ويلفضها مرغماً
(( جَبدتي صارَتْ فتيلَه
وكلبي هالمَحروك يصرَخْ ..
وآنه نار احشاي شَبّتْ ..
واضرمَتْ هِدْم العَلَي ..!!))
...............
ومثل ضفيرة بيد القدر ..
رافق وجعي حزن كل البلاد .. واستكانت على خصري كأفعى تتلوى بغنج .. يحملها صمتي على المطاولة والرقص على اناتي المتنهده وحسراتي التي صفّت مكان الضلوع ..!؟
من بعيد .. لمحت فكه يغالب لعابه وهو يميط شفتيه كمحراث يأكل الارض ويقذف بلقمته بعيدا عن الماره
صرخ قلبي معلنا خيبته وهو مضرج بدماء خالية من التدفق كأفق لاحدود له .. ايُّ وهمٍ خلقته لنفسك .. وايّ رغبةٍ تجذبك للحلم المعفر برائحة امي الصلبة كجدار الكعبه ..!!؟؟؟؟
خوفي يقوى عليك حتى اذهلك عنفوانه وتمرده أذ تفجر كبركان يتلظى من قرون بعيده فقذفَ جمراته كشلالات موتى يتناطحون برؤوسهم بلا وجعٍ ولا صوت .. صرخاتهم فارغة من التلوي الذريع بين موجات جمرٍ تفر اليها روحي علّها تلوذ بها من سخطك ايها المتردي ..
اذهبْ لعَنَكَ الله والمَلائِكه ....
لَنْ اقبلَ بجرحٍ لايندمل ..
اصابعي تتكور على بعضها حتى اضاعت تفاصيلها .. وكجذور صفصافة التصقت اقدامي بالارض لن ابرحها حتى تلوك انهزامك المتعطش لنصر يخال اليك ايها المبتهج المنكسر لعنةً وصلابة ..!؟
خذ لعنتك بعيدا
وامضي بدروبك المعبدة بخرافات الاولين .. والاخرين
ايها المتسلق بغباء منقطع على لغةٍ كاذِبَةٍ وحروفُ حبٍ وولَه تُميتها كلمّا ردَدتّها على مسامعي
ايها المبتور من كل سماتِ الانسانيه
ايها المجرد من رائحةِ الحياة
ايها الواقفُ بلا حِراك
ايها الباكي
ايها الصّارخ
ايها الموجوعُ بلا وَجع
ايها المُتَردي على رِداه
ايها الكَريه
ايها المقيت
لن أَنبسَ ببنتِ شفةٍ على وهمٍ كبير
هوَ جرحي يَصرَخُ بِك يَلعَنك يَمقتَك
يَلوذُ بالكفرِ مِنك أن كنتَ تَتَستَر بأيمانٍ لايَمتُ للأيمانِ بصلة
ايها السّاكن كخنزيرٍ مُغطّى بِوَحلِ كَراهَتهِ
ايها المُستَكين كنومِ حَشَراتٍ حَمقاءَ
ايها الرّابِض على قَلبي كَجلمودِ نارٍ يَسعَرُ بي ..
وأنا المُمتَهنَةُ صَمتي
أَصرَخُ مِنْ بَعيد
..........
تَحتَ الدّثـار ..
تَرمي بِروحي رويداً
شِرارَ الشّرار
قلّبَت ونادَت بصَمتٍ
رَمادٌ ونار
وأختلاجاتي بِلا جَدوى تُعانِد
عَظيمَ الدّوار
تَصرخُ الأَعضاءَ
تَتَمرد على الجَسدِ المُتَكاسِل
وتَنوي البُكاء
قليلاً وتَسكن
كأنَّ مِن مُرتَفعٍ دُفِعَت
أَنامِلي تَتَجمَّد
وأَتكورُ في شَتاتٍ
وأَجتمعُ وأَرتَمي مِن شاهِقٍ
وأُجبَرُ رغماً
على الأنحِدار
تَئنُ الجروح وتَبكي
تَتَحَجرُ الأَعضاءَ
بَعدَ الحِصار
التشكيلية ايمان الوائلي
#ايمان_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتراب ..!؟
-
بلادي تستجير ..!؟
-
مقاطع وصراخ
المزيد.....
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|