صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 08:51
المحور:
الادب والفن
تتبرعمُ بينَ بتلاتِ الزُّهور
16
.... ... . ... ... .. ...
شواطئٌ مفروشةٌ بالدفءِ
ملتحفةٌ بمنحدراتِ الفرحِ
تهفو نحوَ حقولِ الشمالِ
صحارى الشمال
مللُ الشمال ..
وهجٌ
انزلقَ من خاصرةِ ذاكرةِ الشِّمال
عبر ظلالِ الروحِ
آخذاً غفوةً
بين أحضانِ الياسمين ..
أقراصُ العسلِ
مجبولة بوهجِ الشمالِ
بحارٌ هائجة
تصرخُ في وجهِ الريحِ
أحلامٌ مبعثرة
تتبرعمُ بين بتلّاتِ الزهورِ
صورٌ نابعة
من هسيسِ الطبيعةِ
من وهجِ المسافاتِ
تخبِّئُ ليالي الشمال
في تعاريجِ غربتِهَا
تغزلُ من المساءاتِ الطويلة
صوراً ناضحة بالشوقِ
إلى مفاصلِ الروحِ
زهرةٌ بيضاء
كقلوبِ العذارى
وشاحٌ بنّي ضاربٌ إلى السمرةِ
يعانقُ ضفائرُهَا المتدلّية على خدودِهَا
في وسطِهَا دائرة صفراء
منقطّة بزهورٍ ناعمة
ملوِّنة بالمرجانِ والنعناعِ البرِّي
تضحكُ الزهرة
في وجهِ ناظرها
تنطقُ براءةً ..
عذوبةً
زرقةٌ شفّافة فاتحة
بضعةُ بتلِّات غامقة الزرقة
في وسطِ زهرة
مكثَّفة بالنقاءِ والهدوءِ
تبدَّدَ ضجري
أغصانٌ خضراء مزنّرة بالشوقِ
إلى بيوتِ الدرباسيّة
إلى أزقةٍ غائصةٍ بالحزنِ
إلى مساءاتٍ بعيدة
إلى قبورٍ نبتَتْ عليها أوجاع الغربة
إلى أخٍ تاهَ
في سراديبِ هذا الزمان
إلى صديقاتها المتدلدلة
في تجاويفِ الذاكرة!
.... .. .. .. .. يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟