أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الربان والبحر














المزيد.....


الربان والبحر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 11:36
المحور: الادب والفن
    



الى ألفريد سمعان

ووحيـــداً …
عادَ الربــانُ الـى الميـناءِ المهجـــورْ .
مُنكَســـِراً ، مخــذولا….
قد سـرَقَ المـــوجُ قصيدتـه الحُبلــى
واغتــالَ الإعصــارُ الأهـوجُ كـلَّ أمانيــهِ
فحطــَّمَ أكـؤُســهُ
ورمــى للبحــرِ بقيثــارتهِ
وطــوى أشــرعةَ العُــمرِ وعــادْ ..
وحــيداً …. مخـذولا .
… …. ….
يجتــازُ الســور الخشـــبيَّ المتــداعيَ
حــولَ حـديقــتهِ المنســيّةِ
يدخــلُ غـرفتــهُ المرميــّةَ عنــد تخــومِ البحـــرِ
فيــملؤهُ حـزنٌ وحشـيٌّ
وبقـايا عطـرٍ تركَـتْـهُ هنــا …
في ألـواحِ الجُـدرانْ
يتطــَلَّـعُ :
بضــعُ شـموعٍ مُطفـأةٍ
بــاقةُ آسٍ ذابــلةٌ فـوقَ كتـابٍ
نسِـيَتْ أن تطــويه :
’’ حبيــبي مـدََّ يـدَيْـهِ من الشــبّاكِ
فـأَنـَّتْ أحشـائي.
قُـمتُ لأَفتــحَ لحبيـبي فتقَطـَّرَ مِنْ يَـدِيَ
العِطـرُ علــى الأَقـفـالْ.
حيـنَ فَتَحْـتُ البـابَ تحـوَّلَ عنــي
ومضــى.
خرَجَــتْ نفســي إثــرَ حبيبــي.
صِحْـتُ علــيهِ .. فمـا كـلّمَنـي ’’ *
…. ….. …...
عينـاهُ تجـوبانِ زوايـا الغرفةِ والجـدرانْ
يتـوقّفُ عِنـدَ تصـاويرٍ مسـحَتْ أيـدي السـنواتِ ملامحَهـا
إلاّ مِن وجـهٍ تغمـُرُهُ الطـيبـةُ
كـانَ ملاذاً يأويـهِ إذا أتـعَبَـهُ التـرحالُ
ونجـماً يهـديهِ إذا ضـيَّعهُ البحــرُ… وكــانْ ..
…. …. …
مرتعشـاً ، محمــوماً ..
يترنـَّحُ في مشــيتهِ نحــوَ سـريرٍ غادرَهُ الـدفءُ
فينهــارُ عليـهِ ويبكــي ..
يبكــي .. يبكــي
حتــى يغلــبُهُ النــومْ..
فتحــملهُ آلــهةُ الفجــرِ
إلى أرضِ الأحـلام :
لسـواحلَ يغمُـرُها الضــوءُ السـاطعُ
وأُسـودٍ يـافعـةٍ تتقلبُ في كســلٍ
فـوقَ ســهولٍ لا حـدَّ لهـا
تســبحَ في مملكــةِ الخُـضرةِ
يســتـلقي عُـرياناً في الـرملِ السـاخنِ
والبحــرُ السـاجي يبســطُ زُرقَتـَهُ
ويصـيخُ الســمعَ
فيُسـكِرُهُ هـذا الصـمتُ
ويُرجِـعُه نشـوانـاً .. لطفـولتِهِ
يمـنَحُـهُ الـدِفءَ ويمســحُ دمعَـتَهُ
ويواســيهِ ….
يغسِــلُ صــدأَ الأيـامْ
ينهــمرُ الضــوءُ من الشــباكِ
كشــلاّلٍ مِن بِـلَّـوْرٍ
يسـقطُ فـوقَ العينـينِ ويـوقِظُـهُ :
يجلــسُ منتصـِباً
يســتذكرُ رؤيـاهُ فتـزحَفُ فـوقَ الشفَتَيـْنِ
ظِـلالُ البســمَةِ في وجــلٍ
….. ….. …..
يخـرجُ للشـمسِ
فيدهِشــهُ أنَّ وروداً حمــراءَ
تَـراقَصُ في شـرفات حديـقتهِ
يتســاءلُ عمـَّنْ يـرعاها
فتُجـاوبُـهُ ضحكـاتٌ صــغارٍ
يقتحمــونَ المـركبَ في صخَبٍ
ويغـنّون أناشــيدَ البحــرِ الأبديــّةَ
يسـتوقفهُ وجـهُ صبـيٍ ليسَ كباقـي الصِبْـيَةِ
مقـداماً يمســكُ بالصـاري ويغنـي :
’’ هيـلا .. هيـلا..
شُـدوا أيديكـُم..
هيلا ..هيلا.
لــن يهـوي المـركبْ
هيلا .. هيلا ..
في البحــرِ الغــاضبْ ’’
….. ….. ..

يتأمـّلهمْ ، يضحــكُ ملء القـلبِ وينســى شيخـوختـَهُ
يتـقـدَّمُ
يمسـكُ أيديـهمْ
ويعلـمهُمْ ..
أولَ درسٍ في الإبحـارْ :
- لا تهجــُر جـزَعاً مركـبةً لم تغـرقْ بـعدُ
ولا ترمِ إلى الأسماكِ قلائـدكَ المسحـورةَ
لا تهـرب !
قد يتحطــمُ صـدرُ البحّـارِ ولكــنْ
لـنْ يهـزمَهُ ..
لا..
لن يهزمه ..
مـوجٌ أو إعصـــارْ !



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهؤلاء
- نشيد الى صديقي التعيس 13
- الملاك الألثغ الصغير_قصة
- عشر قصائد مختارة للشاعرة الأمريكية إميلي ديكنسون
- قصائد مختارة للشاعرة الهندية ساروجيني نايدو
- يوسف
- قصائد مختارة من الشعر الإيراني المعاصر-الحلفة الثانية
- حلمٌ .. في الحلم
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر-ثلاث قصائد لمارك بيري
- الساحر العجوز وخاتمه العجيب-قراءة في مسرحية محي الدين زنكنه
- قصائد مختارة من الشعر الإيراني المعاصر-الحلقة الأولى
- كونشرتو الخوف
- ليس للكردي إلاّ ...
- في كل صباح
- مايكل
- سفير الجنون
- فنتازيا التحولات
- انهضي يا صغيرتي
- أغنية للبصرة
- ماذا يأكل الأغنياء -قصة قصيرة


المزيد.....




- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل ...
- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...
- -يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم ...
- تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv ...
- الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ ...
- دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الربان والبحر