أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أولوية أفغانستان عند واشنطن















المزيد.....

أولوية أفغانستان عند واشنطن


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ملفتاً ،في الأشهر الأولى من عهد الرئيس أوباما،تلك الأولوية التي أعطاها لأفغانستان على العراق في الاهتمامات الأميركية،وذلك الضغط الذي مارسه على قادة الدول الأخرى في حلف الأطلسي(الناتو) من أجل تعزيز مشاركتها في الجهد الحربي ببلاد الأفغان.
لم يكن هذا ظاهراً في عهد الرئيس بوش الإبن سوى بالسنتين الأخيرتين من عهده ولكن بشكل أخف كثيراً من أوباما،فيماكان في السنوات الأربع الأولى لغزو2003الأميركي للعراق يعطي تركيزاً أشد على العراق من أفغانستان،وهو فيمايبدو بسبب الاضطراب الأمني الشديد الذي كانت تعيشه بلاد الرافدين،أكثر منه تعبيراً عن أولوية استراتيجية أميركية.
بدون هذا(وحتى رغم وجود بن لادن في أفغانستان)لايمكن تفسير كون البداية الأميركية من كابول بعد أسابيع من ضرب البرجين بنيويورك،رغم الحاح العديدين في إدارة بوش(وزير الدفاع رامسفيلد ونائبه فولفوفيتز)على البدء بالرد عبر بغداد،وقد كانت التثنية الأميركية بالعاصمة العراقية بعد سنة ونصف من الغزو الأميركي أفغانستان تكملة لم تكن لتأخذ قوامها لولاأن كانت البداية في كابول.

يجد كل ذلك أسبابه العميقة في القلق الأميركي ،منذ أن تحولت واشنطن إلى قطب أوحد للعالم بعد انهيار السوفيات بين عامي1989و1991،البادىء بالظهور أثناء النصف الثاني لعهد كلينتون(1993-2001)من اتجاهات واضحة لنمو اقتصادي كانت مؤشراته تدل على أنه من النصف الثاني للقرن الواحد والعشرين سيحصل انتقال للثقل الاقتصادي العالمي إلى مثلث بكين-نيودلهي-طوكيو،كماحصل هذا الانتقال في الربع الثاني للقرن العشرين نحو الولايات المتحدة الأميركية من القارة الأوروبية.
كان المدخل الوقائي من ذلك عند واشنطن هو المبادرة إلى ملء الفراغ الإستراتيجي الحاصل في المنطقة الممتدة بين كابول وشرق البحر المتوسط بحكم فشل عملية"التسوية" للصراع العربي الاسرائيلي التي استغرقت منذ مؤتمر مدريد(تشرين أول1991)حتى فشل مؤتمر كامب دافيد الثلاثي بين كلينتون وباراك وعرفات(تموز2000)،وبحكم عدم قدرة العاصمة الأميركية على تنفيذ سياسة"الإحتواء المزدوج"لبغداد وطهران التي أعلنتها إدارة كلينتون،وأيضاً بسبب الإضطراب الأفغاني الذي أعقب الإنسحاب السوفياتي من هناك في 15شباط1989 والذي لم يستطع أحد ضبطه من "المجاهدين"ثم"طالبان"وماقاد إليه هذا من تداعيات كان أهمها اعلان تأسيس"تنظيم القاعدة"من بلاد الأفغان في شباط1998والذي كانت فاتحة عملياته ضرب السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام قبل أن يصل لنيويورك وواشنطن بعد ثلاث سنوات.هذا الفراغ الاستراتيجي ماكان ممكناً معالجته عن بعد،ولاعبر وكلاء،بل عبر آليات كان واضحاً أن الحضور العسكري المباشر سيكون أساسها منذ أن أعلنت قمة (الناتو) في نيسان1990،وهي الأولى بعد انتهاء الحرب الباردة مع انهيار الكتلة الشرقية في خريف1989،أن مهمات(الناتو) ستكون أوسع من الإطار الجغرافي الأوروبي-الأميركي الذي تحدَد لماتم انشاء ذلك الحلف بشهر نيسان1949في ذروة الصراع مع موسكو.كان غزو واشنطن لكابول عام2001بداية لهذا الحضور،ولوحصلت ارهاصات لذلك بعد حرب الخليج الثانية سنة1991،ثم كان غزو العراق تعزيزاً لهذا،ليحصل عبر ذلك كله وضع طهران بين كماشتي الحضور الأميركي في كابول وبغداد،وليحصل أيضاً وضعُ أصبحت فيه واشنطن قادرة على تحريك وإدارة ملفات تلك المنطقة الممتدة بين الحدود الأفغانية- الصينية إلى شرق المتوسط ،وملفات منطقة آسية الوسطى والقوقاز(أنابيب النفط والغاز-الصراعات والنزاعات-امتداد النفوذ الروسي من جديد)التي هي مثل منطقة الشرق الأوسط تتركز بهما مصادر الطاقة العالمية التي ترى واشنطن(وهذا سبب تركيزها الشديد في مرحلة مابعد السوفيات على هاتين المنطقتين أكثر من أي منطقة أخرى بالعالم بمافيه أميركا الجنوبية التي تحوي الكثير من مظاهر التمرد على العاصمة الأميركية)أن السيطرة على هاتين المنطقتين وطاقتهما هو الذي سيمنع انتقال الزعامة الاقتصادية العالمية إلى شرق ووسط القارة الآسيوية أوإلى احباطها.

هنا،كان التوتر الأميركي- الايراني طبيعياً بعد غزو كل من كابول وبغداد،رغم تحالف واشنطن وطهران فيهما،مادامت الأخيرة أدركت بأن الحضور الأميركي فيهما سيؤي إلى استهدافها لاحقاً،لذلك حاولت عبر اللعب على المكونات الحليفة لطهران في بغداد وكابول ابعاد ذلك الكأس عنها،و تعزيز وضعها الاقليمي عبر تحويل ذلك الوضع الناتج عن الاحتلالين لمكاسب (وليس خسائر)لها،وكذلك حاولت عبر انشاء أوضاع مضطربة في العراق وأفغانستان اجبار الأميركي على الاعتراف بإيران كقوة اقليمية كبرى مقابل تسهيل الوجود الأميركي فيهما،وخاصة أن القوى المتولية للأمورتحت الإشراف الأميركي في بغداد وكابول موزعة أومشتركة الولاء بين واشنطن وطهران.
إذا أردنا معالجة الصورة عبر منظار أوسع،فيمكن القول بأنه بعيداً عن الاحتكاك الأميركي بطهران فإن الولايات المتحدة قد أصبحت عند الحدود الغربية للصين عبر البوابة الأفغانية،وقد أدى غزو2001الأميركي لأفغانستان إلى جعل جمهوريات آسية الوسطى السوفياتية السابقة(كازاكستان-أوزبكستان-قرغيزيا-طاجكستان-تركمانستان)موزعة الولاء بين واشنطن وموسكو أوهي في موضع تجاذب النفوذ بينهما،فيماكان الوضع محسوماً مسبقاً في القوقاز منذ عهد يلتسين لصالح الأميركان في أذربيجان وجيورجيا، مع الإستثناء الأرمني.أيضاً،فإن الوجود الأميركي في أفغانستان يتيح المجال لواشنطن للتعامل المباشر مع اضطرابات حيوية في الجوار مفترضة الحصول(الاضطراب الباكستاني- حوادث صيف2009عند الإيغور المسلمين في غرب الصين- اضطراب مابعد انتخابات12حزيران2009والذي رغم ميل ميزان القوى فيه لصالح المحافظين فإن تداعياته المستقبلية يمكن أن تتيح للعاصمة الأميركية اللعب على المكونات القومية والمذهبية والحزبية الايرانية من أجل احتواء أميركي لطهران يتيح إعادتها لوضعية1953-1979).كذلك،فإن السيطرة على منصة كابول تتيح مستقبلاً للأميركان،وخاصة إذا استبقت بإحتواء وسيطرة أميركيتين على المنطقة الممتدة بين أفغانستان وشرق المتوسط،إدارة تحالفهم الاستراتيجي الراهن مع الهند بشكل يؤدي إلى تطويق الصين،ويمنع أوضاع تؤدي لتلاقي العملاقين الصيني والهندي،وخاصة أن هناك بالترافق مع ذلك اتجاهات أميركية واضحة لجعل كوريا الشمالية في وضعية ألمانية الشرقية واليمن الجنوبي من أجل تذويبها في الجنوب بعيداً عن بكين.
السؤال الآن:هل تنجح واشنطن في السيطرة على أفغانستان،رغم أن حركة طالبان في عام2009تسيطر على80%من الأراضي الأفغانية،ونجحت في انشاء مقاومة فعَالة فشل العراقيون في انشاء مثيل لها ضد الأميركان؟....بعبارة أخرى:هل سيقود الرئيس الأميركي الأوضاع الأفغانية نحو مسارات ستكون مغايرة لماحصل لبريجنيف وخلفائه بعد غزو 1979السوفياتي لأفغانستان،أم أنه سيفشل في تجنب مصير شبيه بماجرى للسوفييت في بلاد الأفغان؟.........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل نظرة ماركسية وعلمانية عربية جديدة للدين
- الفرقة الزيدية والحوثيون
- عن وسطية هاشمي رفسنجاني
- فراغات القوة الأميركية
- الاضطراب اليمني
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه
- واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام
- الهند: اقتراع الديموقراطية الأكبر في العالم!
- دارفور:النزاع غير المنسي -
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة
- هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......
- مآزق المعتدلين العرب
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أولوية أفغانستان عند واشنطن