باسم الله الرحمان الرحيم

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 00:37
المحور: المجتمع المدني
    

بسم الله الرحمان الرحيم.

ب : حرف جر زائد في محل مبتدأ محذوف تقديره أولُ كلامي بإسم الله.

إ: وهو حرف سقط لكثرة إستعمال الألف والهمزة غير المنطوقة فسقطت الهمزة وبقي حرف الجر بدون همزه , والأصح أن نكتب كلمة بسم هكذا (باسم) .

اسم : مضاف والله مضاف إليه مجرور والجملة أصلاً كلها عبارة عن شبه الجملة من المبتدأ والخبر.

ولقد أعد بعض القراء كلمة بسم الله الرحمان الرحيم أيةً من آيات القرآن في سورة (الحمد) فقط لا غير وفي غيرها لا تعتبر آية , وينتقل بعض القراء من نهاية سورة إلى بداية سورة بدون ذكر البسملة.

أما نحن فإننا نقول بسم الله في كل شيء , وذلك حتى نمنع الشيطان من دخوله بيننا حتى أن أساتذة الجامعات يبدأون محاضراتهم بالبسملة وبحمد الله والثناء عليه كما كان خطباء ومعلموا الأزهر في القرون الوسطى يدرسون الطلاب .

وهكذا بدء طه حسين إحدى محاضراته "بسم الله الرحمان الرحيم والصلاةُ والسلامُ على سيد الخلق أجمعين محمدٍ ابن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمدُ لله رب العالمين.."

ثم سكتَ قائلاً : لو سمعنا أحدٌ من المتحضرين أبدأُ محاضرتي بحمد الله والصلاة على نبيه , لضحك مني , ذلك أن هذا ألأسلوب مخالف لعادة العصر الحديث.
وفي سنة 1989م في الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب الأردني طُلب المجلس من أكبر نائب سناً أن يبدأ إعلان افتتاح الجلسة وكان الشيوعي (عيسى مدانات) أكبر رجل ٍ في المجلس سناً , فأراد التحدث فاعترض عليه المجلس وكان غالبيته من الإخوان المسلمين فطلبوا منه أولاً البسملة أي أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم, فرفض ولكنهم على ما أعتقد في النهاية قد ضغطوه وبسمل باسم الله الرحمان الرحيم.

وكانت أمي ونحن صغار إذا نظرت إلى الطعام الذي نأكله تقول لنا (شو هذا الشياطين ابتوكل معكوا؟ اذكروا اسم الله فكانت تقول : بسم الله الرحمان الرحيم , وتأمرنا بترديدها وراءها , وكانت على الأغلب تصرُ علينا أن نقول :باسم الله الرحمان الرحيم من أوله لآخره.
ولم أكن أنا أو أمي نفهم مغزى أو معنى أن نقول بسم الله الرحمان الرحيم , فكنتُ أفكرُ في الموضوع وأسأل فتقول أمي (على شان الشياطين ما ايشاركوكوش الأكل ) وكنتُ أسأل نفسي : يعني همه الآن بس انسينا نذكر اسم الله.. شاركونا ؟.

وحين ذهبتُ إلى مستشفى خاص بالولادة لإخراج زوجتي حين أنجبت لي البكر (علي) أمرتني أمي أن أحمل الطفل بين يدي وأن أقول باسم الله الرحمان الرحيم وأن أُأَذن بأذنيه آذان الصلاة.
فسألت أمي : ليش ؟ فحكت: كيف ليش يا (إمي) إنت لازم إتأذن في أذانه وبس إتشيله لازم اتسمي , فقلت : طيب وإذا ما سميتش , قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , يا (إمي) الشيطان بضرب الولد , فقلت بيني وبين نفسي شو يضرب الولد هو الولد كاين (وندوز 2002م).

وحين ينظر أهل بلدتنا إلى طفلٍ شقي وحركته كثيره يقولون (بسم الله الرحمان الرحيم) وهم مستغربون من حركته , وحين يشاهدون أباه يقولون له( كنك يوم ما..مش باقي إمسمّي ؟) أو بحكوله على الفور )إنتوا بس تحتضنوا نسوانكوا ما بتقولوش بسم الله الرحمان الرحيم).
ومش عارف حتى في هذي ليش إنقول بسم الله الرحمان الرحيم , هذي بالذات ما فيهاش مشاعر دينيه هذي بالذات رومنسيه.
وحين كنا صغار نلعب في قاع الدار ونقع على الأرض تركض جدتي لاحتضان الساقط على الأرض وهي تقول (بسم الله الرحمان الرحيم).وكنت كمان أسأل ليش , فكانت تحكيلي : الشيطان بوقع الأطفال يا جده.

وحين كُنا نشتري دفاتر للدراسة في المدرسة كان يأمرنا أستاذ المدرسة أن نكتب في أول الصفحة (بسم الله الرحمان الرحيم). وكان يقول أي عمل ما فيهوش اسم الله يعتبر باطل , لأن كلمة اسم الله تبطل عمل الشيطان , ففهمت وأنا في المدرسه إنها كلمة بسم الله الرحمان الرحيم لها عدة فوائد , بس أنا كشخص ما بستفيدش من هذه الفوائد .
وحين كان يمرض أحدٌ منّا كانت جدتي تعودًُ بذاكرتها لليوم السالف وتقول (فلانه شافت حركته وما صلّتش على النبي ولا قالت :اسم الله عليه ) عشان هيك الولد مرض , فكانت إتبخرنا وتبخر كل الدار , وكانت مساحة بيتنا كبيره جداً وقائم تقريباً على مساحة 2 كيلو متر مربع , فكانت عملية التبخير تستغرقُ وقتاً طويلاً وكنت أشعر بالإختناق.
وكانت الناسُ وما زالت حين تنظر لشيء جميل يقولون (بسم الله ما شاء الله) .

والحمدُ لله حياتنا حلوه اكثير كل أعمالنا نبدأها بسم الله الرحمان الرحيم, إذا مرضنا وإذا فرحنا وإذا ضاجعنا وإذا حملنا أولادنا وإذا وقعنا على الأرض, وحياتنا العامه سواء أكانت على التلفاز أم في البيت أم في المدرسه كُله نفس الشيء , كله مذكور فيه إسم الله عز وجل.

وفهمت وعرفت بعد ذلك ليش مجلس النواب الأردني أمر (مدانات) أن يذكر اسم الله , فعرفت أن اسم الله يمنع الشيطان من دخول مجلس النواب , حتى لا يوسوس للنواب وتكون الغلبة لحزب الإخوان , لينهزم بعد ذلك العلمانيون والليبراليون وأصحاب دعوى الحريات العامة وإطلاقها .
وأعتقد إنه طه حسين كان يقصد نفس الكلام اللي أنا بحكيه , أنا فعلاً بشوف على التلفزيون في البرامج الثقافية والفكرية أنها تبدأ باسم الله الرحمان الرحيم , وذلك حتى لايدخل الشيطان للتلفزيون وللبرامج الثقافية.

إحنا الآن على أبواب الألفيه الثالثة لبعد الميلاد وهذا التفكير كان سائد سنة 1500قبل الميلاد , وهذا معناته إنا لسا بعدنا مش في ظلام القرون الوسطى , لا, إحنا في ظلام العصر الحديدي.
فقبل ما ناكل :بسم الله.
وقبل ما نشرب .
وقبل ما انام.
وقبل بدء ونهاية كل شيء.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات