أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوالقاسم المشاي - نزيف الطمأنينة / الرهق الاول















المزيد.....


نزيف الطمأنينة / الرهق الاول


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 847 - 2004 / 5 / 28 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


الى اخوي الغائبين
عبد الباسط وبدر
اليكم جميعا

لحاف الفجيعة

ترسم المسافات تجاعيد الرؤي، والزمان فتات الحديث.. وكلما دنت لحظة الولادة فاض العطش عن فم الحكاية.. وتتراكم ثنايا المعاني تحت هاماتنا يمّ للذاكرة ومتاهة للنسيان..
وتقفز عن سطوة الظل وتنشد لـ (أنليل) صفير الريح وهزيع العاصفة و للضوء أن يختبئ بين لحظتين من نزيف.. نقتات التعب دسماً والمرارة زاداً لتضاريس النبض، وللحلم أن ينبض بما رحبت جرار اليأس مذ كان الكون سحابة واحدة، والذات هلوسة بانبثاق الطريق لخصوبة الرعشة، إذ استنجد بفضاءات الحقيقة لحافاً كي أعاند طقوس العماءَ..
ولازالت نخلة الروح قاب افتراء... قيد انتشاء... فعمّدي سترة الغياب بالحنين، ولعيون الصقيع جفاف سحيق في انقباضه.. ولمفازة الليل أن تكتمل بآهاتٍ ضامرة.. وغفوة بمذاق الرماد.. تنبجس خيالات يائسة، خاوية، تسكنها فجيعة الصبح وحرقة الانتظار ولتعازلني نوارس تائهة عن مدارها.. وكذا فراغ فارغ فارع وارف التمدد كسول
ينتعل أحذية للفاقة ورغيفاً للبؤس..يهذي لاهتزاز العبارة:
كان لـ (هوغو) أصدقاءه الطيبين وعلي حافة الكلام.. علي صهوة التلفظ.. يبدأون الخطو باتجاه لا يفضي إلاَّ لمفازات تطل علي فضاء الفوضي ولكل مسار رؤياه.. ولكل طائر عشه.. ولكل ورقة شجرتها..ولتستح اللغة من خسائرها.



فيوض الزهد

أفيق علي صوت أبي، صباح الخير..
وسفر العبارة يلمس فضاء المنتهي..يداعب شفافية اليقظة.
أيها الوفي الحنون، القابض علي ارتعاش الزمان بين يديك راحة ودفق للدعاء.. أيها الحاني علي ذاكرة مديدة تتسع لأوطان وأجيال.. تنهض بقامتك باحثاً في متاهات السنين عن فيوض الزهد..والتعفف، مطمئناً لصوتك وكلماتك، إذ تطرق جنبات النفس فاطمئن إلي بوابة الكون.. وللعالم أن يسكن لحظاته باكرا.


فوهة الرماد

يحدث أن تنخدع الريح في أتونها، والشمس في لهيبها، يحدث أن تتبرأ الذاكرة من جنونها والحقيقة من نورها، وتتحرر الحكمة من خضوعها، يحدث أن تلملم الخطو باتجاه الرحيل.. باتجاه المثوى الأخير.. معانداً خيبات اكتشاف الألم، يحدث أن تنخدع بأولئك اليغدقون علي العاهرات المديح، ويستبيحون الشكل لحظة انقراض الحكمة من أفواه الخطباء، يرتبون الأحرف بتناسلها في الفراغ طريقاً لخضوع الكلام، أولئك اليهرعون بالرماد من مواقد الحنين، ينهشون روح المعني باختزال اليقين علي شرفة القول.. حيث تنصهر المعاناة جارفة لتنسكب في جوف الفكرة إذ (أدونيس) ينثر زمانه في مهب المنفي:
( الفكرة تزدرد أختها./ والشوك نكهة الحنجرة حقاً /
من زمان بيعت السماء./ /لم يبق فيما متسع إلاّ بعض الكلمات
التي تيسر لها أنْ./ /تستولي علي عرش اللغة)!!




مومياء الصمت

من بين شظايا المعني تُوغل الروح في اتهام العقل، اللغة...تغازل انثناء الطين، فهي الماء الدافق وصلصال الحقيقة، ملاذ الصدق، تنشد الحق وتكرس العشق.
) من ذا الذي)؟! هي خرائط القلب وتجاعيد الأزمنة علي سطوح التهشم، إنها مرآة الترصد الأبهي لسرقة القول.. فأيتها العرافة المسكونة بسؤال العطالة.. هَرِمٌ تيقظك كسولٌ صحوك.. فلازال المطر ينهمر بوحشة علي أسطح الأقمار السابحة في أتون الإشارة.. .الناثرة ضوءها علي تمدد الأفق.. ومن حطام العلامات لازلنا نقرأ صمت المومياء، وتهدّم الريبة انتماء لبساطة السّر، فقط محاولات لتأبين الحزن بمعاول ومطارق البحارّة، والباحثين عن أجل المعني..إنها تجليات اللون وصمت التنسك، ومتاهة اللاطمأنينة، إنها (الفرار إلي جهنم).. فهي علامات وشعائر ومنابر ومدائح وتراتيل وايقاعات جافة تحت غطاء المعرفة، إنها التكرار من أجل التضاعف والتناسل والتكاثر والتلاحق، إنها التكشُّف والتبصر من صفر القول إلي انسحاب النص، هكذا أجدني أترنح في ذهولي، ترانيم كونية متباعدة في صادها انجذاب وراء صوت الصمت.. . إذ أؤجل عتمة الفكر خارج حواجز الكتابات الخرساء، أنشد من عذوبة الكآبة ملفوظات تفتفي سراب التسارع حدّ الأناهيد… تفضي إلي صوفية المعني بانكشاف الذات في صداها الجوف!!

حدس خلب

لازلت يا رفيق المدن المنسية تجفف حزمة الضوء... متسكعاً بين الأزقة والشوارع حالماً بأمكنة لا عناوين لها، وبضعة أمنيات خاسرة، مارقة عن مداها، تنحت ذاكرتك علي شفة الغمام، ورؤياك افتراض لغدٍ يمر متعثراً بخيباته ومبعثراً بين فصول الحنين والأعشاش الجديدة، مواعيدك مطر، ورياح، ورحيل.. لا بيت يا رفيق النهارات المعلّقة علي حبال التواريخ، تذهب صوبه، تعود متأبطاً رداء ليلك، وتعب العمر ملفقاً بالنبؤات وبندول السؤال يجتث ارتجافات السقوط.. فقط بقايا غرفة في فندق غادرها النوم.. فتوسدت القلق وملح الذكريات وأقفلت كتاب العزلة علي صدر الاحتضار و (لا واحدة استطاعت أن تحطم قيثارك ورأسك)!!

فيوض التجلي

عطش لمنتصف الليل.. وظلام لمسافات انقطاع عند تخوم البنفسج، وصباح يجيء بذائقة الوحل، ونادل مكفهر الوجه، وهذه البلاد تنزلق علي صخب الجنازات منزوعة من أطلس الجغرافيا بألوان باهتة.. شحذت سكاكينها خلف عنقك لتقبض علي آهاتك.. المغّفلة، وبوصلة رحيلك تهتز اضطراباً.. تتقاذفها كلاب السوق، من هنا مررت يوماً، كل يوم، وفي هذه البلاد كبرت متأبطاً أمنياتك الوردية، والزرقاء، وأحلامك ضاعت بين دكاكين الحقراء وتجار الخسارات.. تعود إلي أحافير الذاكرة وبعضٍ من معادلات صمّاء لا تنجب إلاَّ حرقة الاغتراب، والحواس مرارة صدئة تقتلع المعني من بياض الروح، ولاشي يبقي سوي رغبات نيئة ومالحة.. هذه البلاد.. هذه المدينة.. هاته الأمكنة.. وكذا أمكنة أخري ضاعت في ثناياها بذرة نسيج لا خيوط لها، وتاهت في مراميها تضاريس الكتابة والعويل..
جئتها ولم تصل، مررت بها ولم ترحل.. قامرت بفيوضات التجلي،
اختلست محطات وضحكات هزيلة جائعة لآخر المساء..
)محزن جداً أن تسمع صوتك، صوت لا أحد، صوت كل الناس(
وينسّل اللهاث من مفازات مشروخة تطّل علي خراب الموج وإنكساراته!!


ابوالقاسم المشاي
ليبيا


ملاحظة : مقاطع من نص : نزيف الطمأنينة ‘ نص نثري طويل ربما يصدر قريبا ربما ...، من يدري .



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نستولوجيا الكينونة والكتابة على الجسد
- رماد السلطة ... الجنازة المحترقة
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ
- أبدية اللغة : نص التوهمي ... وتضاريس الكتابة !!
- زغب الحنين
- أ مكنة لكينونة المكان !!
- بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثال ...
- صورة جانبية للأوكسجين ذاكرة لمخالب الحواس
- انثروبيا السلطة - مأزق الديمقراطية
- شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوالقاسم المشاي - نزيف الطمأنينة / الرهق الاول