أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - الهرم: أحمد السيد حمد














المزيد.....

الهرم: أحمد السيد حمد


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 09:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كان الدكتور أحمدالسيد حمد الذي توفي البارحة من كبار المتعلمين في السودان علماً بالشهادة الأعلى في فلسفة الحقوق وقد نالها في الثلاثينيات إن لم تختلط عليا السنين.

وقد سطع في تعلمه السياسي في مدرسة في الكفاح، لا الكفاح المشترك بين شعبي وادي النيل، بل الكفاح الشعبي الواحد في مصر والسودان ضد حلف الإستعمار الإنجليزي والملكية المصرية عامة وضد الإقطاع والرجعية المواشجة لهم أحياناً، وهي مدرسة وإن كانت من المخلفات التقدمية للإصلاحات العامة في عهدالخلافة الإسلامية العثمانية والدول التي بقيت منها بعد عام 1924 الإ انها مدرسة كانت جديرة بفتح طريق التقدم في مصر والسودان بداية بثورة 1919 في مصر وثورة 1924 في السودان وما تلاها من حركة الجمعيات السرية الثقافية ونهوض الشباب إلى مغادرة النظام الإنجليزي والأهلي للتعلم في السودان إلى التعليم الجامعي والثقافة الحرية والتقدمية في مصر.


وقد كان أحمد السيد حمد من معارف الجد الأكرم الطيب بابكر والد الأستاذ الرفيق التجاني الطيب بابكر واحد المشيرين إلى الطلاب بالذهاب إلى مصر للتعلم والدراسة، وإذ كان أحمد السيد في ذلك الزمان من الرعيل الأرستقراطي التعليم إلا ان دراسة الحقوق والوعي الثوري بالقضية الوطنية في مواجهة الإستعمار جعلته من مواشجي حركة الطليعة الوفدية التي عمت شباب حزب الوفد المصري خارج وداخل الجامعات المصرية بعد تكسير ثورة 1919 في مصر ومصادرة الحكومة المصرية أو تخصيصها لحرية العمل النقابي وحظرها وجود الحزب الشيوعي المصري في أول العشرينيات من القرن العشرين.

في ذلك المناخ العاصف ترعرع الأستاذ الدكتور احمد السيد حمد وبقى وفياً لفكرة النضال الواحد ضد الخواجات في مصر وفي السودان ولكن .. بحكم غلبة التيار الإستقلالي أو (الإنفصالي) في الحركة الوطنية ومؤتمر الخريجين وكذلك في الحزب الوطني الإتحادي -بدعم إنجليزي- تواضعت مكانة د.أحمد السيد حمد عن مبدأيته وقيمته السياسية والعلمية فلم يدخل الوزارة إلا بعد نهاية الحكم العسكري لحرية السوق وزيراً للتجارة في الحكومة المدنية لحرية السوق التي كونتها الأحزاب التقليدية بعد إجهاضها حكومة جبهة الهيئات التقدمية بعد ثورة أكتوبر 1964 التي أسقطت الحكم العسكري الأول لرأس المال في السودان.


وقد استوزر أحمد أيضاً بعد عملية "المصالحة الوطنية " بين الأحزاب والإتحاد الإشتراكي سنة 1977 في آتون سطوة النميري لكنه كان في ذلك العمر حرياً بتقديم المساعدات الشخصية أكثر من حريه بالمبادرات السياسية والأعمال الوزارية المألوفة، ولا ابالغ إذ قلت ان صدقاته الجارية تشمل الآن عشرات ألآف الأسر، ولما جأته الفرصة لقيادة الجمعية التشريعية في العهد الثالث لحرية السوق وقف ضده كيان السيد الصادق المهدي وذهب أمر قيادة الجمعية التشريعية إلى من هم في عداد التلاميذ بالنسبة إلى حنكته وإلى تعليمه.


في مقاومة نظام الجبهة الإسلامية شد الرحال هجرة إلى مصر وقاد التنسيقات الأولى ضد الحكم الإسلامي ثم تقاعد بعد ذلك بحكم السن والمرض، وقد قابلته عرضاً آنذاك في منشط عام وفي مقر جريدة "الإتحادي" التي كان يرئسهاالأستاذ إبراهيم عبد القيوم وقد جدته رغم تقدم السن خفيف الحركة غالباً لألام الظهر وحاضر الذاكرة والبديهة في كامل الهندام الموضوعي وحتى الشكلي لقيادي من طرازه، وقد حكي لي بعض من تطور الحركة الوطنية في السودان مركزاً على مدينة الأبيض التي سألته عن دورها في السياسة السودانية للإستقلال حكاية كانت حافلةً بالأحداث والأسماء والتواريخ حتى إعتقدت إنه بشكل ما من أهل مدينة الأُبيض، وقد صرفت فيما بعد تلك المعرفة الدقيقة إلى عاملين هما: عامل الخبرة، وعامل الإمكانات الذهنية العالية التي يتمتع بها د.أحمد السيد حمد.


في كل هذه الأمور كان د. أحمد السيد حمد شهابياً خفيف العبارة محرقاً بعبارة واحدة أو بتعليق ساخر كل الخطب الطويلة والمشاريع المصمدة لخصومه السياسيين والفكريين ، ولعل تلك المهارة التي لم يدانيه فيها سوى صاحب الجمرات الأستاذ الراحل محمد توفيق قد أتته من الإشتغال الطويل جداً بالسياسة في أطوارها المتنوعة.

ولكن د احمدالسيد حمد رغم هذا التفوق المنطقي في النظر إلى الأمور والمهارة في سرعة درسها كان مغلولاً بسيطرة ونزاعات البيوت الطائفية وتوابعها فلم تتح له الفرصة -ككل مثقفي السودان- لتطبيق علمه او خبرته العامة في مجاله العام بل كان مقعده فيها كمقعد كل الوزراء ووجوه السياسة مقعد التوازنات الوقتية التي تخرج من أطيب السودان بضعة شذرات سرعان ما تغمرها الرمال.


مجازاًً كان د.احمد السيد حمد من جيل المعلم الثوري والقائد الشيوعي العظيم عبده دهب حسنين والقائد القومي العربي الناصري الشيخ الرئيس المثلث بابكر عوض الله (رئيس مجلس الشيوخ، ثم رئيس القضاء، ثم رئيس وزراء) ولكن هؤلاء النوبيون الثلاثة إنتهوا في ممارسة السياسة بسبق من علموهم الرماية. ومع ذلك فقد كانت مزية د.أحمدالسيد حمد عليهم هي الهدوء، وهي مزية ذات حدين في السياسة.

ورغم سخريته المريرة اللطيفة ونشاطه الإجتماعي فقد كان أحمد السيد حمد في حياته العامة هادئاً كالذهب وإذ مضى فقد مضى هادئاً كالنيل في سيره نحو الشمال.

والحق يقال إنه في العلم المصري القديم فوق الهلال والنجمتين كان أحمدالسيد حمد النجم العالي الشمال.

والعزاء في فقده للسودان ولكل القوميين والتقدميين .







#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد الليبرالية: نحو نظام إشتراكي عالمي
- دليل المخابرات …(المؤرخ) توينبي مساح خُطط (حضارة) رأس المال ...
- عناصر لقاء ناجح بحضرة الأستاذة فاطمة الزهراء
- يا أم المساكين
- لأستاذ إسماعيل العتباني
- خفق الإنتصار للحزب ضد تيار (سِيِبَك، فِكك منو) !
- إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية
- قدس الله سر هذا الحذاء
- نقاط إلى مؤتمر الحزب
- من جدل الصراع القومي والصراع الطبقي والتنظيم السياسي
- إنتقاد مشروع البرنامج
- التحول الديمقراطي في معسكر كلمة
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات
- إنتقاد مقالات السر: حياة الوطن في تقدم الحزب الشيوعي لا في ع ...
- التنمية الصاح والتنمية الكشا مشى
- ياااا حسن!! (2 )
- يا اا حسن!
- إلى إحيمر الثوري ضد إحيمر السياسي (بتاع لا نسبية أحمد وحاج أ ...
- الناس دي جنت ولا شنو ؟؟؟!!!


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - الهرم: أحمد السيد حمد