أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الثوري - انا منافق اذن انا موجود














المزيد.....


انا منافق اذن انا موجود


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 19:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انا منافق والا ما طرأ على بالي هذا العنوان الذي يتطير منه الكثير بحجة عدم التزامه بقواعد اشاعة الجمال كفلسفة ومفهوم للحياة انطلاقا من المدارس النقدية التي تعنى بتهذيب الاخلاق على حساب تحريك العقل وزحزحة اليقينيات والاديولوجيات الباطنية المهتمة بدفع الحياة باتجاه الأمام دون الانصهار بالنوعية ما جعل الحاضن منساق بغفوته طواعية تفاهماً و الاخلاق العامة التي تحفظ ماء وجه الطبقات المهتمة بتغييب الوعي لتجني محصولها في نهاية المطاف فتوزع خطابها الاعلاني مع قليل من المقبلات.
انا منافق بامتياز ولهذا السبب بالذات يدفعني الموضوع بقوة بين اليوم والليلة وكلما اجلته يزاحمني في قيلولتي لاكتشاف ذاتي الجامعة فيكم خارج دائرة الانا فالجزء مرتبط بطريقة ميكانيكية بالنحن ‘ يبقى السوال ما مدى جدية هذا النفاق وما الذي يدعوني دون سواي لطرحه بطريقة مقززة ينفر منها الجميع وهل باستطاعة الافراد والمجتمعات المعنية الرادحة في تقاليد العصمة ان تناقش هذا الموضوع مع نفسها ولو على سبيل الاكتشاف ليس الا؟
انا منافق بامتياز والا ما تدافعتم معي في تحليق ميؤس يحلق في مديات نعرفها جميعا داخل حدود الطوق المُبخر بتسريبات مازلنا نردح في ثناياها غير مبالين ببعيد ما يمكن ان يكون عليه الحال فتجانسنا جماعات فجماهات نحس بالغربة مجرد خروجنا قليلا عن مغلفاتنا وهكذا غدونا كحيوايات تسبح في مستنقعات راكدة راضية مرضية تنعم بطوفان ساكن خامل لا حراك فيه لذلك حين تحصل المفأجاة كأن يُلقى حجر من بعيد في المستنقع نستشعر جديدنا ونكتشف قدر حركاتنا لكنه ليس اكثر من طيف يمر سريعا سرعان ما نعود الى سباتنا الازلي لنردد ذات النشيد القديم سمفونية الموت المحقق؟!
الجواب بالنفي اقرب منه الى الاثبات لسبب يتوجس منه الجميع كون المجتمع لا يرحم وانه قائم على الكذب والحيلة والمداراة والتقيّة لان هذه المسلمات وغيرها لا تكلف الفرد جهدا ً ليمرر ايامه بسهولة ويُسر خارج دائرة المواجهة التي تكلفه صراعات ونزاعات مع الذات والمجتمع ولكونه يعرف بالسليقة انه سيكون الخاسر المؤكد اعتمادا على غريزته التي هي غريزة غير منفصلة وبتماس مع غريزة العقل الجمعي حتى غدا النفاق وسيلة متفق عليها وكأنها الصدق كُله تماشيا مع ركود وزيف وتسلط ونفور عام وحاكمية حديدية غافية بالتوازي تعتمد في مناهجها منذ رياض الاطفال على التلقينية والانشاء والسطحية والحفظ بعيدا عن الغوص والمواجهة والتصدي لذلك صار حتى تصدينا للنفاق نفاق مبطن ومعارضتنا للفساد معارضة فاسدة مفسدة ومواجهتنا للمشاكل المستعصية هروب الى الامام حتى تحول النفاق الى مبرر مشروع البسناه الف ثوب وثوب وتفننا في تغطيته بالحيل الشرعية والاخلاقية والايديولوجية وصار الواحد منا يكتشف بطريقته هو ان المقابل وإن صدق فهو منافق بامتياز بالمقاربة مع منهجه التحليلي القائم على الشك المرعب لذلك نحن نجيد بطراوة وانسيابية القسم باغلظ الايمان في كل صغيرة وكبيرة وهذا اول النفاق كآخره...
يروي لنا التاريخ ان اثنين من الرهبان كانا يسيران باتجاه الفلا وصادف ان كان بطريقهما سيدة تسير على مقربة منهما وحينما ارادا اجتياز النهر استنجدت بهما السيدة لمساعدتها فحملها احد الراهبين حتى الضفة الاخرى وسارت الامور على ما يرام كل في طريقه فكان من الراهب المُغيب ان استشاط غيضا من صاحبه وبيّت له حقدا حتى تبدلت علاقتهما الحميمية فكان ان صارحه الراهب الثاني سرَ تغيره فكاشفه الثاني بأمر السيدة على اعتبار ان الراهب لا يجوز له ذلك شرعا. نظر اليه الراهب الذي ساعد السيدة باجتياز النهر وقالها حكمته ( اخلعها من نفسك)؟
ترى كما راهب بيننا يحمل امراضا نفسية في نفسه مستعصية لا يمكن تجاوزها وإن وصل الى مراحل متقدمة في التقشف والتوحد بالله او الوطن او الاديلوجية هذا السوال يفضي الى سوال آخر ترى كيف لنا تجاوز امراض المجتمع المفروضة علينا وقد تلقمناها بالتوارث عبر الاجيال وهل بمقدورنا اذا ما تغلفنا بمناهج تدعونا للترفع وقول الصدق والالتصاق بالحق ان نتجاوز بين ليلة وضحاها وننقلب على ذواتنا بمراجعات نقدية كذا نقولها وهيهات لنا ذلك؟؟
الحقيقة نحن نسير باتجاه لا يمكننا تغييره لان مقدماتنا لم تكن سليمة يوما وكانت قائمة على القمع وانكار الآخر والتسليم بالقول الفصل اعتقادا منا وتماشيا مع سيرورة ألفناها فتعاشقنا معها حتى صارت جزءا لا يتجزء من حركاتنا وسكناتنا فصرنا نكتشف ونكتشف زيف المقابل ونصدقة تلاقيا مع زيفنا لاننا لو انكرنا الاول نكون قبالة مواجهة لا نريدها لانفسنا
هذا الواقع المؤلم انعطف كتحصيل حاصل على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها ولانه جزء منا صرنا لا نكلف انفسنا عناءَ الاصطفافت كجزء من ميولاتنا العرقية والمذهبية والطائفية ولاننا جبناء بامتياز صار الوطن او العمل من اجل العقل الجمعي مجرد شعارات نرددها كالببغاء بعيدا عن فقهها ولا غرابة ونحن في حاضرة الموت والانقراض ان نسلم انفسنا قرابين لمذابح جماعية نعرف انها تحصدنا وعزائنا عسى ان يطول بنا الوقت وثمة بارقة امل في مجهول مخلِص؟
انا منافق اذن انا موجود من يستطيع ان يسلم بها جميعنا نكون على مقربة من تعرية انفسنا بالكامل واعادة تشكيلنا حينذاك قد يسعفنا الحال للنظر والقراءة دون تحفظ بكل مسيرة التاريخ ومجرياتها لنكتشف كم كنا مغفلين وابائنا واجدادنا الذين سبقونا لنسلم لجهة العقل اقول كلامي هذا من باب اليأس لا من باب الامل عافانا وعافاكم على اعتبار اننا بمنآى عن هذا الافك الجميل!



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماله هو من دون سائر الخلق
- السواد يالوني المفضل
- 3 دجاجات ...وديك ؟
- اول الكلام آخره
- رحلة الملتاع في عراق الجياع
- متى تكسر أنياب التماسيح
- الطرة والكتبة
- صديقي سيد
- الصحافة العراقية ... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة 3
- الصحافة العراقية... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة القسم الثاني
- مراتب البايات
- الطريق الى مدينة المحرمين الثورة الصامدة 2 يافقراء العراق وم ...
- سرابيت العام شقاوة السنة
- سررت بكم
- بين البائع والشاري يفتح الله
- الصحافة العراقية
- حوار مع خوذة جندي قتيل
- الاقليات في العالم
- سليل الدمعة الساكبة
- غِبارٌ العراق والوجوه الغابرة


المزيد.....




- -حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي ...
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق ...
- إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
- تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
- كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد ...
- بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز ...
- طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل ...
- ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الثوري - انا منافق اذن انا موجود