صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:50
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... .... ...
يحبو الإنسانُ
على أمِّهِ الأرض
يقفُ وقدماهُ مثبّتتان على الأرضِ
تلاحمٌ فريد من نوعِهِ
عرشُ الإنسانِ متمركزٌ
على جفونِ الأرضِ
كينونةُ الإنسان
مستقبلُ كلّ الكائنات
بينَ أحضانِ الأرضِ
الأرضُ أمُّ الحياةِ
أمُّ الكائنات
تمتصُّ الأرضُ فتنَ الإنسان
تخبئها في أعماقِها
لا تفشي سرّاً
أمينةٌ
نقيّةٌ
سخيّةٌ
غارقةٌ في العطاءِ
جشعٌ أسودٌ يتقاطرُ
من خدودِ الإنسان
أنانيّةٌ مميتةٌ
مبيّتةٌ في جذوعِ الإنسان
خياناتٌ من لونِ الجنونِ
مفهرسةٌ في ضلوعِ الإنسان
شرورٌ مدمّرة تنمو يوميّاً
في شهيقِ الإنسان
ترياقٌ مسموم يتقاطرُ من زفيرِهِ
هل ندمَتِ الآلهة بتورُّطِ الأرضِ
بقباحاتِ الإنسان؟
إنسانٌ من لحمٍ ودمٍ
تحوَّلَ إلى إسفلتٍ مكثَّفٍ بالغبار
حضاراتُ ملايينَ السنين
تنـزلقُ نحوَ القاعِ
تضمحلُّ أخلاقيات الإنسان
إلى أنْ تصلَ إلى نقطةِ الهذيان
لا يحافظُ على نوعِه
تزدادُ عيناه غضباً
يزرعُ شقاءً بوحشيّةٍ مجنونة
.... ... ..... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟