عابدين المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 11:50
المحور:
الادب والفن
1_-
هو ذا صوتي المريب يفيض عن الجدار ..
يرفع كل أسماء الموتى إلى اسمي ..
لتتحد بصماتنا أعلى البكاء ..
ما كنت معنيا بانخطافات الدموع ..
و لا راحلا عن ايقاعات الحسرة .. لأبرحها ..
أنا صرخة واحدة تفرقت في كل شتات هذي الأرض ..
2_-
مثلما تجسدت في الطين الموحش ..
مثلما مُنحتُ اسما حياً .. يتشربني الموت الآن ..
تمتزج غرغرتي بفوضى الصور ِ، الكلماتِ ..
أرمق قرص الشمس الذائب من على الصليب .. و لا أنزلُ ..
حتى الرمق الأخير أظل أغرد كفينيق ..
أغرد لضوء الغسق الوحشي إلى أن أعرج و يمضي ..
-_3
و لأني منفي عن برزخ الموتى ..
أبقى معلقا .. بين أرض يلفها الأنين و سماء مسقوفة بالخوف ..
يظل صوتي مزدلفا من حيث لا وراء ..
من الريح يتحدث إليكم كل يوم ..
حتى أعود من هيكل النجوم زاحفا ..
ممتلئا بالرؤيا .. حاملا معي رماد الحريق ..
-_4
سأعود مع أول النور .. حين يسحب الظلام الرمادي خطاه ..
حين تتنزل كل العوالم إلى هنا ..
يستعد الغائبون لخروجهم ..
تكاد الأرض تميد .. و السماء غير السماء تجلجل بالأجراس ..
و عند دورة الخريف الأخير تتوقف كل الأشياء ..
لينمحي كل ما هو خارج البداية ..
-_5
حينذاك .. أمر و أشير عليكم ..
أعيد وصايا نبي الزمان المخفي ..
أؤوب حاملا زهر المدافن القديمة ..
فإذا كان المساء الأخير أهرقت الماء من كفيَ للعطشى ..
وصنعت خبزا من رماد ..
لأطفال ينامون بقيامة الله ..
6_-
متعب من الحياة أو من الموت أعود ..
في أي صورة أنا قد أجيئ ..
إلى أسراب الطير قد أُجمع ..
أو كأن موتي لم يكن ..
أولد كل مرة ..
في جسد مسيح جديد ..
-----------------
من "نحيب الفينيق " ديوان غير مكتمل
#عابدين_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟