أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - إشراقات خارج حدود وطن الأزمه














المزيد.....

إشراقات خارج حدود وطن الأزمه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 04:48
المحور: المجتمع المدني
    


في لحظة من لحظات الصفاء الذهني ، مع ندرتها ، إستمعت الى سمفونية موسيقية وضعها الموسيقي العراقي رائد جورج ، إذ كانت تلك السمفونية في الأصل معدة لأن تكون خلفية لمسلسل ( ألباشا ) من إنتاج قناة الشرقية العراقيه .. الملفت للنظر ، والذي كان من دواعي الارتياح بالنسبة لي ، هو أن فرقة سمفونية امريكية هي التي اختارت قطعة رائد جورج ، لتكون مادة تنافسية لها ضمن نشاط أحد المعاهد الموسيقية في الولايات المتحده ، ومبعث ارتياحي هنا لا يمت لعامل المواطنة بشيء على اعتبار أن رائد جورج هو عراقي كما هو أنا ، وإنما لكون السمفونية هذه مع انتمائها من حيث جنسية واضعها ، قد استطاعت ان تخترق حاجز الريادة في عالم السمفونيات الموسيقية العالمية لتضع لها بصمة جلبت الانتباه ، بمعنى أنها موسيقى عربية المنشأ عالمية التأثير ، واستطاعت وسط هذا الكم الهائل من عوامل اليأس والشعور بالمرارة أن توحي للمتلقي منا بنفحة طيبة من ريح الأمل .
وقد ساقني هذا التأمل المريح في حينه لبواعث أخرى تتعلق بواقعنا المرير وتشضياته المتشعبه .
إذ يعتقد البعض ممن يحملون في دواخلهم أفكارا تسير بهم صوب الأعتراض لأجل الأعتراض فقط ، بأن حالةالاحباط التي يشعر بها الكثيرون – وأنا منهم – جراء ما تعانيه أمتنا من تردي في جميع أركانها الأساسية هو محض افتراء ينال من الكرامة ويحدث شرخا في التاريخ ، ويتوقف هؤلاء ، مصرين على البقاء حيث هم ، عند الاعتقاد بأن محاولات نشر الغسيل علنا لكشفه وبذل الجهود المتواصلة لأعادة تنظيفه من جديد ، هو من باب التجني والتنكر للأصل ، مدفوعين بتأثير ملامح شوفينية متأصلة نالت منا ما نالت باسم الانتصار للقومية والعروبة والاسلام ، والغريب كل الغرابة ، هو أن البعض من هؤلاء يصنفون بكونهم ينتمون للفكر العلماني وحتى الماركسي احيانا ، حيث يقومون بالتصدي لكل شاردة وواردة تشم منها رائحة الفعل المضاد لظاهرة ما من ظواهر التخلف ، دون أن يعلموا بأنهم بتوجهاتهم هذه إنما يسعون ضمنا لنصرة الجبهة المضادة والمعادية للتقدم .
ومن المداخل التي يعمد المعارضون هؤلاء الدخول من خلالها الى باحات تفكيريهم المعرقل ، هو زعمهم بان الحالة العربية لا تتحمل نقدا يفقدها محاسنها ، ويبخس أفذاذها حقهم ويتعرض لتاريخهم بالتجريح ، ولا يستعرض بعضا من معاقل التنوير الفكري والعلمي والسياسي منذ ابتداء عصر النهضة ولحد الآن .. أي أنهم يؤاخذون من يحملون سبل المكاشفة الصريحة لواقع الأمة بكونهم لا يتوقفون عند نقاط الاشراق ، مع قلتها ، والتي أصبحت في زمننا الحاضر مقرونة بمن يهاجر خارج حدود الوطن العربي الكبير الى حيث سمات الحرية ومنشطات التفكير الحر .. لذا فاننا نراهم ، وبحكم هذا الاصرار على عدم التحرك الى أمام ، يشغلون انفسهم ونحن معهم ، بلوك الماضي وتكرار أمجاد سلف من العلماء العرب وضعوا ما وضعوه من علوم وانقطعوا ليتمم الاخرون ما ابتدأوه ولم يبخسهم أحد بالذكر والتمجيد .
ومغزى استذكاري للموسيقي العراقي رائد جورج هنا ، يقع في هذا المضمار ، إنه واحد ممن استفادوا من فضاء الحرية ليكون له حسن العطاء ، شأنه شأن جميع من لفضتهم اوطانهم بعيدا عنها فظهرت مواهبهم الفذة وبسخاء واضح ، حينما ابتعدوا ، ولو قسرا ، عن حيز القهر ومعالم التجبر والاضطهاد .
إنه امتداد تنسجم فيه فعاليات بعينها يقدم عليها المتميزون من ابناء مجتمع تتشابه اركانه ولكن خارج حدود هذا المجتمع ، كدليل لا يقبل التأويل ، بأن أمة العرب أصبحت حاضنة للتخلف وطاردة للإبداع .
رائد جورج هو واحد ممن سيضافون لأولئك الذين نحتوا لهم حرفا من أسمائهم في سجل ماضي الأمة ، الى جانب المئات من المتميزين على اختلاف درجاتهم كل من موقعه ، غير أن المؤلم والمحير في آن ، هو أن هذا الموسيقي سوف لن ينتبه له وطنه ، كما لم يعتد بعطائه غير معهد أمريكي للموسيقى قام بعزف موسيقاه وعلى أنقاض خراب مدمر يشيع به ذلك الوطن المأزوم على الدوام .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعقلية العربية وتصدير الأزمات
- ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟


المزيد.....




- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - إشراقات خارج حدود وطن الأزمه