أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولات جان - إلى خليل أويسال














المزيد.....

إلى خليل أويسال


بولات جان
كاتب و باحث

(Polat Jan)


الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


هناك، على سفح خان الطور حيث تتصلق أعشاب الليل أيادينا المتجمدة من برد الشمال، و القمم المتقابلة لـ جودي و هركول تلوح لنا بأياديها الثلجية البيضاء، فاتحة أحضانها لأستقبال ضيوفها القادمين من بعيد...هنالك، على سفح الجبل الوردي بشعاع الغروب، كنا و كان خليل و كانت الكاميرا و الصور و الطبيعة الوليدة في الربيع. فكانت الشمس الذهبية الغاربةتلتمع على نظارات خليل و تتسلل بكل يُسر إلى عينيه التين بقيتا تنظران من شاشة الكاميرا طوال عقدٍ و نيّف من الزمن... العينان اللتان سبقتا الجميع في رصد أروع المشاهد السحرية في مملكة الجنة المنسية. و كانتا السباقتين إلى إبداع أولى الأفلام عن أولاد الجنّ الساكنين في القمم الخنجرية.فلاش آلة تصوير خليل كانت تمزق عباءة الظلمة في أقل من ثانية و من ثم يترك الظلمة و الطبيعة البتول و السكون الخاشع و شأنه كما كان منذ الأزل.هنال، في قمة خان الطور، بدأ خليلٌ سعيه نحو الكعبة الشمالية كما سعت النملة قبل آلاف السنين متعقبة خطوات إبراهيم الخليل نحو كعبة الصحراء في الجنوب.فطوبى للذين يمسحون بأيديهم المتعرقة أحجار الكعبة في أقصى شمال الوطن، و إن حالت الأحوال دون الوصال و بقيت الأمنية كغصة في الصدور فخير الأماني هذه، و إن قضى السائر عمره دون الوصول فخير مراتب الشهادة هذه. كذلك خليل السائر على طريق النمل و المتعقب لدرب التبانة في العلى، فقد حالت المنية دونه و دون لقياه للكعبة.راح خليل أويسال و قد خلفته الأحاديث الطويلة في الامسيات الشتوية الباردة حول الفن و الجبل و الصور و الأدب و الأقلام التي تهدّ القلاع و تدك العروش و عن إبداعات أولاد الجن و عن أيام الحرب و لحظات الوداع و آخر الوصايا و الامنيات. ففيما الخلاف حول إن كانت سفينة نوح قد رصت على جبل الجودي أم جبل آرارات فـ خليلٌ بكاميراه سيسير من الجودي نحو آرارات راسماً بحبيبات العرق النادحة من جبينه درباً جديداً لكل السائرين نحو الكعبة. درباً تضاهي ما في السماوات دقةً و ضياءً و هيبةً.فخليل أويسال كان سيوصل حبلاً سحرياً رفيعاً بين جودي و آرارات و بذلك تكتمل الأسطورة و ترص فلك النجاة أخيراً في أي جبلٍ تشاء...حينها ستنفك كل الطلاسم و الغموض عن أسطورة الطوفان و تنحل كل الخلافات حولها.راح خليل أويسال صوب السرمد الأبدي، لكن إبداعات قلمه و صوره و مشاهده و أفلامه و مواقفه العاشقة للحياة الجبلية و التي كانت تفضل دائماً العيش في كنف الجبال السحرية على أي مكانٍ آخر في هذه المعمورة...فالذي جعل خليلٌ خليلاً فهي كونه كان أنصارياً قبل كل شيء، كان ناسكاً في محراب الحرية و الثورة.المثل يقول بأن الثوار لا يتوادعون، فلا وداع في قاموس الثورة و الثوار. لذا لن نقول "وداعاً يا خليل". لأننا نعيش أبداً سوياً طالما صيرورة الثورة مستمرة، طالما فوهات البنادق الحمراء حامية من نار البارود، و طالما الأنصار يسابقون الغزلان في تسلق الصخور و التحاف الفضاء و يفرشون التراب و يؤانسون النار و يغازلون القمر و النجوم...
خليل أويسال و كل الرفاق الذين سلكوا درب التبانة في العلى يعيشون معنا هنا و هناك، إنهم أرادوا ذلك و خير ما أرادوا...




#بولات_جان (هاشتاغ)       Polat_Jan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوبة الحراسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثامنة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة السابعة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة السادسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الخامسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الرابعة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثالثة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثانية
- كتاب آفاق كونفدرالية
- فن كتابة اليوميات
- أخي المقاتل
- انتهاء النساء...
- أمي
- انتهاكات الجيش التركي للاتفاقيات الدولية في كردستان
- معركة أورمار
- لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر ا ...
- 9 أكتوبر، يوم المواجهة بين ثورة الحرية و الإمبريالية
- لعبة السموم
- وا أسفاه يا طالباني
- الباحث عن الحقيقة


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولات جان - إلى خليل أويسال