أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - والبقية في الطريق














المزيد.....

والبقية في الطريق


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 19:23
المحور: الادب والفن
    



مدينة غريبة الاطوار هي التي اتحدث عنها وان اردت قل انها تشبه القرية في بعض معالمها وقريبة من المدينة . انها تعيش في ازمات مستمرةلا تكاد ياتي عليها يوم دون ان تعصف بها الاحداث الغريبة وهي في تغير مستمر من حال الى حال . ولكن تحولها ليس دائما نحو الاحسن كما يظن القارئ وانما نحو الاسوأ في اغلب الاحيان . مدينة مهددة بالخراب نتيجة ما ينتاب اهلها من الامراض الغريبة والفتاكة والتي لا يعرف سبب لها . فبين فترة واخرى تظهر اعراضا مفاجئة على بعض الاشخاص مما يؤدي الى هلاكهم دون ان يتم تشخيص العلة وقد احتار اصحاب الرأي والمعرفة بهذا الداء وقدم كل واحد منهم تفسيره لهذه الظاهرة المريبة والمقلقة وقد عزاها بعضهم الى انها حالات نفسية لا يعرف مكمنها بحيث تعصر الانسان عصرا وتؤدي به الى النحول والتلاشي شيأ فشيأ ومنهم من فسرها بانها نتيجة الخوف من المجهول والاحداث الاليمة التي تعصف بالمدينة لكثرة اعدائها المتربصين بها وقسم اخر قال ان اللذين يصابون بالداء الوبيل هم فئة معينة يشتركون بنفس الصفات واعطى تفسيرا غريبا ولكنه اقرب الى الواقع بانه مرض يصيب اللذين يعانون من تأنيب الضمير نتيجة ما اقترفت ايديهم من اثام وجرائم بحق كثير من ابناء جلدتهم . وهناك كثير من التفسيرات الاخرى التي لا تقل اهمية عن سابقاتها والتي اتعبت عقول اهل المدينة مما ادى بهم الى ان لا يصدقوا كثير من هذه الاقاويل نتجة عدم تطابقها مع الواقع واصطدامها مع الحقائق الموجودة على الارض. وتستمر الكارثة تاكل وتنخر في جسد المدينة واصبح الانسان فيها يتلقى الصدمات بكل برود وكان شيأ لم يكن . بعدها بدات تظهر امراضا جديدة ليس كسابقتها واخطر منها فتكا مما تؤدي الى نتائج اكثر كارثية على المجتمع وقد توصل بعض الحكماء الى ان لكل داء سبب معين وان الامراض مختلفة من شخص الى شخص حسب ما يقوم به من اعمال شريرة تؤدي الى زعزعة كيان المجتمع وقد ادت هذه الامراض الى فضيحة كثير من الشخصيات المرموقة والتي يشار اليها بالبنان وعرت كثير ممن كان الناس يظنون انهم اشخاصا مستقيمين والامل كان بهم كبيرا من اجل ادخال البهجة والاستقرار في مفاصل المجتمع ولكن الاحداث اثبتت عكس ذلك . يا لها من فوضى ادت الى ان يحاول بعض الاشخاص الى ان يغير طريقة عمله بعد ان كثر اللغط والهمز والمز ويعلن للناس انه رجل يؤمن بمصالح المدينة ورعاية احتياجاتهم وان غير بعض مفاهيمه وممارساته الممجوجة والتي لا تتناسب ومتطلبات العصر وانه لا يفرق بين فرد وفرد وان ابناء جلدته لديه متساوون بكل المعايير ولكن هذا الاعلان زاد الطين بلة وتفاقمت الاوضاع مما ادت الى ظهور اعراضا جديدة تؤدي بصاحبها الى الفضيحة والهلاك المحتوم . ان ماكنة التدهور تدور ولا يوجد من يضع لها حدا ويوجد بعض الناس المجهولين الذين يعرفون اسباب هذه الامراض ومنهم ذلك الحكيم ولكن ليس لهم الامكانية على درأ هذه الاخطار ولا يوجد من يسمعهم ويكاد ان يكون صوتهم غير مسموع نتيجةاستغفال متعمد لاصواتهم. ان امراض هذه المدينة ليست امراضا تصيب البدن بصورة اساسيةوانما تصيب النفس والجسد بالنتيجة تظهر عليه الاعراض الغريبة واذا استمر هؤلاءالاشخاص بالتمادي وعدم الالتفات الى تغيير طريقة عملهم وتفكيرهم بجدية وبقلب صادق فسوف تؤدي بهم الى الانهيار المستمر والتقهقر الى الهاوية السحيقة بسرعة كبيرة .قال الحكيم لهم بصريح العبارة انكم لا تغيروا غير الوانكم وملابسكم واما عقولكم فهي هي وهذا هو الخسران المبين وسوف يأتي عليكم يوم لا تجدون من يصغي اليكم او يرحمكم .هل تتذكرون كيف كانت مدينتكم قبل هذا الخراب وكيف كان ماؤها زلالاواهلها طيبين ومتحابين . كل هذا يعود اليكم ولا يوجد من يقول منكم انا لم اشارك في هذا الخراب فكل شخص في هذه المدينة مسؤول عن جزأ من الخراب والبقية سوف تاتي اذا لم تراجعوا انفسكم وتنظروا ما انتم فيه.



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضمير مستتر
- قلمي
- شفة قاحلة
- الا يكفي ايها المساكين
- الشهب
- الاختيار الواعي
- بطاقة
- رؤى متجددة
- الاسوار
- وفاء
- على ضفاف النسيان
- متاريس
- انصار
- مدن هشة
- حنين
- هاجس
- ليل
- هلوسة
- الطيور
- القلب جمر


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - والبقية في الطريق