أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القتيل في قفص الاتهام















المزيد.....

القتيل في قفص الاتهام


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 06:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعت قبل أيام قليلة الى السيدة " أيرين خان " رئيسة منظمة العفو الدولية ، وهي سيدة معروفة على الصعيد العالمي وهي ايضا تمتاز بالثقة والشجاعة ، وكانت تتحدث على شاشة احدى الفضائيات العربية ، اعتقد انها قناة الجزيرة ، وكان موضوع الحديث هو التقارير التي اصدرتها هيئات ولجان دولية ، ضد حقوق الانسان وضد القانون الانساني ، خلال الحرب الاسرائلية الشرسة الاخيرة على قطاع غزة والتي انتهت منذ ثمانية شهور ،ولكن اثارها وتداعياتها المأساوية على الشعب الفلسطيني ما زالت متفاقمة حتى الان .

وأول هذه التقارير هو الذي صدر عن لجنة ترأسها القاضي "جولد ستون " وهو رجل معروق وذو باع طويل في شؤون القضاء والعدالة الدولية ، وهو يهودي ايضا وله صداقات مرموقة في اسرائيل ،مما يقضي على فكرة اتهامه للعداء للسامية ،وقد جاء تقريره مرفوضا من قبل الاسرائلين بنوع من الضجيج العالي ، لدرجة انهم رفضوا استقباله في اسرائيل كما رفضوا اي نوع من التعامل معه ،ووصفوه بالانحياز مع ان تقريره لم يقتصر على توجيه الادانة لاسرائيل بل وجه اتهاما لحركة حماس واعتبرها مساهمة في الانتهاكات من خلال صواريخها "محلية الصنع " التي اطلقتها على مستوطنات اسرائيلية ، دون ان يكون لها هذا التاثير ، كما اتهمها بانها استخدمت المدنين في قطاع غزة دروعا بشرية .

وهذا يعني موضوعيا ان تقرير القاضي جولد ستون ساوى على نحو ما بين الجلاد والضحية وبين القاتل والقتيل

ورغم ذلك فان اسرائيل رفضت هذا التقرير بصخب مبالغ فيه ، بينما الرفض الفلسطيني من جانب حكومة حماس المقالة جاء اقرب الى العتب والتوضيح .

ولم تكد الضجة تهدأ حول تقرير جولد ستون حتى صدر قبل ايام تقرير اخر من لجنة شكلتها الامم المتحدة ،واعتمدت تقرير نفس المعايير التي اعتمدت في التقرير السابق وخرج التقرير الاخير بنفس النتائج ، مطالبا كل من اسرائيل وحكومة حماس المقالة في قطاع غزة باجراء تحقيق داخلي شفاف وجدي لتحديد المسئولين عن هذه الانتهاكات ، والا فانهم سيصبحون مطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية .

اسرائيل طبعا اعلنت رفضها الصاخب لهذا التقرير ، ورفضت التعامل معه ، وهي تتحرك الان على كافة الجبهات والاصعدة لمنع عرض هذه التقارير على مجلس الامن واعتبارها كأن لم تكن .

هذا الموقف هو موقف تقليدي ودائم الحدوث ضد كل قرارات الشرعية الدولية ، وضد كل تقارير الهيئات الدولية ، ليس الان فقط ، بل على امتداد 61 منذ انشائها بناءا على القرار 181 في التاسع والعشرين من نوفمبر 1947 والذي رفضت الاعتراف بنصفه الاخر الذي ينص على قيام الدولة الفلسطينية .

كل هذا يبدو مفهوما ، ولكن الغير مفهوم ان الرفض هذه المرة جاء ضد تقرير لجنة الامم المتحدة ، من قبل الولايات المتحدة الامريكية نفسها ، التي رأت فيه انه تقرير منحاز ، حيث ان الادانة يجب ان تصدر ضد الفلسطينين فقط ، اما اسرائيل بطائراتها وغاراتها وقوتها العسكرية الضخمة ، فهذه يجب ان تحصل على البراءة والعفو ولا شيء غيره .

بطبيعة الحال ، اسرائيل وحلفائها ، يعتمدون في هذا المنطق الاعوج على مجموعة من الفرض التي لا يمكن ان يصدقها غيرهم ، ومن بين هذه الفرضيات ان اسرائيل سحبت قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005 ، فهي مندهشة لماذا يهاجمها احد بالصواريخ ؟ مع ان العالم كله بات يعرف ان اسرائيل استبدلت الاحتلال المباشر بالاحتلال غير المباشر والأقل خسار وتكاليف ، من خلال الحصار ومن خلال سيطرتها الكاملة على حدود القطاع برا وبحرا وجوا ، وهي تقوم بفرض الوانا من العذاب على سكان القطاع ، وتعزلة خارج كل الترتيبات ، وتفرض حالة من البؤس علي سكانه ، وتعمل على حرمان مليون ونصف المليون في قطاع غزة من كل اشكال الحياة ، ومن كل حالات الامل ، وتوافق بعض الاحيان على استمداد الحياة عبر بعض الانفاق ، والتي تحولت هي الاخرى الى مصائد وكمائن للموت .

في الحرب الاخيرة قتلت اسرائيل 1500 من اهالي قطاع غزة ،وجرحت ما يزيد عن خمسة الاف ،كما ان نسبة عالية منهم على الطريق للموت بسبب عمق الجراح وخطورتها ، وبسبب نقص العلاج ، الامر الذي جعل العديد منهم ما زال يعاني من جراحه التي تحولت الى عاهة مستديمة ومن ثم يتحولون الى عاهات في المجتمع ، بالاضافة الى قوة التدمير التي تفوق اي تخيل ،حيث نتج عنه مشردون بعشرات الالاف يستعدون لمواجهة الشتاء ، بينما اسرائيل اعترفت بلسانها بثلاثة قتلى من بين مواطنيها فكيف يتساوى القاتل والقتيل ، وكيف يصرخ القاتل التي اقرت بجنايته التقارير ، اكثر حتى من الضحية .

السيدة ايرون خان قالت ان الهيئات الدولية ، طالبت الطرفين الاسرائلي والفلسطيني ان يجريا تحقيقا داخليا لتحديد مسئولية المسئولين عن هذه الاتهاكات ،

القتيل اذا مهدد هو الاخر بالوقوف في قفص الاتهام ربما لانه كان متجهما لحظة قتله ، او ربما لانه كان يصرخ من المه بصوت مرتفع !

يا لظلم المعايير ، ويا لهول هذا النفاق الدولي ، ولكن رغم ذالك فان القاتل لا يرضى ، وحلفاء القاتل وعلى رأسهم امريكا لايرضون .

إننا في فلسطين نحترم كثيرا معايير حقوق الانسان ومقاييس الهيئات الدولية ونحن نريد من هذه الهيئات ان تكون اكثر قربا من الاجابة على الاسئلة المعلقة منذ 61 سنة لماذا اصلا يوجد لاجئون فلسطينيون ، ولماذا ليس للفلسطينين دولة مستقلة تخصهم مثل بقية الامم ، ومثل بقية سكان الارض ؟

ولماذا الاحتلال الاسرائلي ما زال موجودا ، يقتل على مرأى من العالم البشر والحجر والشجر ؟

غير ان العالم بدأ يحصد ما زرع ، فحين تجاهل واغمض عينيه عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي ، رأى بنفس العين ان استخدام القوة وعربدتها اوصلت الاسرائلين الى هذا الحجم من تجاوز كل المعايير والتقارير ، فها هم يقتلون الفلسطينين ويوجهون له الإتهام عن موته ، وحان الوقت ان تخرج العدالة الدولية من علب المجاملة ، ويجب ان تتسم بقدر اكبر من الشجاعة ، لانه اذا لم تكن العدالة الدولية قادرة على وقف العربدة الاسرائلية ، فعليها على الاقل ان تنحاز الى الضمير .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها
- اهلا رمضان
- من ينقذ هذه الشريحة المظلومة ؟
- هل انتهى زمن المعجزات ؟
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية
- إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية
- الفقر ودروبه الخطرة


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القتيل في قفص الاتهام