محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 20:29
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
العراقيون أهل قياس، كمهم ونوعهم، قياسا لجيرانهم الإيرانيين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، ولـ(CIA) جُند من ماء!!.
ذكرت صحيفة "THE Daily Telegraf" البريطانية الأربعاء 23 أيلول 2009م، بأن كتابا جديدا (دبي: قصة أسرع مدينة في العالم)، وضعه
"جيم كرين"، ذكر أن (CIA) تستخدم قنصلية بلادها في دبي لتجنيد جواسيس إيرانيين، وتقوم بمنحهم تأشيرات زيارة إلى الدولة المستقلة الأولى في العالم، الولايات المتحدة الأميركية، مقابل تزويدها بمعلومات داخلية عن الدولة المستقلة الثانية - والأخيرة !! - في العالم، الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أورد الكتاب بأن آلاف الإيرانيين يستخدمون دبي، التي تقيم علاقات قوية مع الجمهورية الإسلامية، لتقديم طلبات الحصول على تأشيرات زيارة إلى الولايات المتحدة لعدم وجود تمثيل لها في بلادهم.
ونسب الكتاب لدبلوماسيين أميركيين قولهم إن القنصلية الأميركية في دبي تقوم أولاً باستجواب كل إيراني تقدم بطلب للحصول على تأشيرة زيارة للحصول على معلومات منه، من ثم تجند الإيرانيين الذين زوّدوها بمعلومات قيمة كجواسيس داخل إيران، أو كعملاء مخبرين على الجالية الإيرانية الضخمة المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفت أن المعلومات المستقاة من الإيرانيين كانت على درجة كبيرة من الأهمية لدرجة أن CIA اعترضت على محاولة وزارة الخارجية الأميركية إغلاق قنصلية دبي في إطار خطة تهدف لتوفير أموال.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب ( كرين ) قوله إن نافذة طلبات تأشيرات الزيارة في القنصلية الأميركية في دبي مصدر هام لجمع المعلومات الاستخبارية، ويستدل على أهمية ذلك من خلال تحرك وكالة CIA بقوة لمنع إغلاقها.
وأضاف أن (CIA) تعلمت كيف تحول تجارة تأشيرات الزيارة لمنافع، لأن معظم الإيرانيين الراغبين بزيارة الولايات المتحدة يضطرون للسفر إلى الخارج للحصول على تأشيرات بعد إغلاق السفارة الأميركية في "طهران"، منذ " جيل خلى " (1979-2009م)، وقامت بتعيين أخصائين يجيدون تحدث الفارسية في قنصلية بلادها في دبي.
وأشار أن عملاء (CIA) يطلبون من الإيرانيين الذين يرون أنهم مصادر هامة، مراجعة القنصلية في دبي مرات عدة!، للحصول على المزيد من المعلومات منهم، قبل تجنيدهم كجواسيس داخل إيران أو مخبرين لجمع معلومات عن المهاجرين الإيرانيين المقيمين في الإمارات، والذين ينقسمون بين مؤيدين لنظام الجمهورية الإسلامية في طهران، ومنشقين ورجال أعمال.
وقالت "THE Daily Telegraf" إن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأميركية رفض توكيد هذي المزاعم، بيد أنه أقر بأن القنصلية أصدرت هذا العام 46 ألف تأشيرة زيارة يعود القسم الأكبر منها لإيرانيين.
إرهاب حرب المياه:
المجلس الأعلى لمياه الرافدين، ضلع من أبعاد مثلث مسمى "المجلس الأعلى"؛ للثقافة والثورة، أبعاد تعددت والموت مابين النهرين واحد!، بيد أن أصل حياة عروق العراق العريق وحضارته، كان ويبقى ما بقي، الماء، كما تعتقد أقدم طوائفه؛ الصابئة المندائية، ويقرر بعدها القرآن: الماء، وبعده قدراً وتاريخاً النفط، الأخير عرف العراق وجواره به، وبعض جواره وظف نفطه لتحلية مياه البحر لتأمين أمنه في مشربه، ليعاني العراق الحضاري المدني الديمقراطي من إرهاب الجوار!، بدءً بإرهاب أمواه بحر إطلالته وشبكة عروقه النهرالشروب، وانتهاءً بتيوس تتمترس بمضارب أطرافه، تعرفهم بسيماهم وبتفكير التكفير وفجور التفجير والتهجير في جوار الجنب العزيز والسوء!.
الجارة الشر قية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أيضاً تعاني الجفاف عند دلتا "كارون" و"كرخة" و"شط العرب"، فتغير مجرى كارون، يشيح ويشح دون شط العرب!، وتحبس كرخة عن هور الحويزة شمالي البصرة، هبة شط العرب، الذي يتأثر منسوبه بمقدار 12% لتتدفق مياه خليج البصرة المالحة صعوداً صوب شط العرب، ما أدى لسحب ماء البدعة شمالي الشط، بأنبوب صناعي عملاق، لتشرب البصرة المدينة والحاضرة الخربة الحلوب التي كانت بالأمس القريب درة خليج العرب والعجم العجب، وبندقية الشرق الأروع والأبدع. أما الجارة الشمالية المسلمة، تركيا آل عثمان، هضبة الأناضول و اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية بعد مدينة السلام "بغداد" الرشيد، فتغرق بمياهها رغم سدودها كي يتأثر منسوب وادي الرافدين بنسبة 88% أحوج ما يكون إليها في حرب حياة أو موت الآن وغداً، في قسمة ضيزى، نقمة نعمة، كوارث وفرة وشحة، في آن معا، وأوبئة.
ليعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز ان حكومته وافقت على زيادة اطلاقات الماء الى العراق خلال شهر للتخفيف من آثار الجفاف الذي ضرب العراق خلال السنوات الماضية. وقال يلدز بعد محادثات مع وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف رشيد في اسطنبول اليوم الجمعة ان تركيا وافقت على اطلاق خمسمئة وخمسة وخمسين مترا مكعبا في الثانية في نهري دجلة والفرات لغاية العشرين من تشرين الأول المقبل. واضاف ان سوريا ايضا ستطلق مزيدا من الماء للعراق خلال هذه الفترة. كما اتفقت العراق وتركيا على توسيع التعاون في مجال الطاقة ، بما في ذلك نقل الغاز والنفط الى اوروبا عبر الاراضي التركية. عرف العراق والسعودية بأكبر احتياط نفطي عالمي حتى عالم العولمة الآن وغداً، وعرف الشيخ السعودي "عبدو يماني"، أشهر وزير نفط، وقد طفرت صحراء مضارب الأطراف، ليتعرف العالم على ولي العهد السعودي "سلطان بن عبد العزيز" الذي يعاني من مرض السرطان، ويقيم حالياً في "أغادير" بالمغرب وسط أنباء عن تدهور متسارع لحالته الصحية. والملك السعودي "عبد الله" يستعد لاتخاذ اجراءات صارمة ضد الأمير بندر والمتورّطين معه في الجيش والحرس الوطني السعودي. الارتياح ساد أوساط أبناء الملك السعودي الأسبق "فيصل" سيما رئيس الاستخبارات السابق الأمير "تركي الفيصل"، لوضع حد للطموحات التي وصفت بـ(المجنونة) لدى الأمير بندر بن سلطان. الأخير فقد آخر فرصة له بعد سقوط ادارة بوش الجمهوري في الولايات المتحدة، حيث كان يشكّل فريق "ديك تشيني" الداعم الأكير لمشروعه الطموح لتبديل الطاقم القديم في العائلة المالكة.
إذ أن الأمير بندر بن سلطان أيضاً يعاني من مرض السرطان بفعل الإدمان على احتساء الخمرة، واختفى تماماً عن المشهد السياسي منذ مقدم سيد البيت الأبيض "أوباما" الأسود الديمقراطي في الولايات المتحدة. أن مستشار الأمن الوطني السعودي الأمير "بندر بن سلطان"، ممنوع من دخول الأراضي السعودية على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة ضد عمه الملك "عبدالله" التي جرت قبل شهرين. وأن والده الأمير "سلطان" رفع الغطاء بصورة كاملة عن ولده "بندر" بفعل القرارات الانفرادية التي اتخذها في الفترة السابقة في ملفات الطائف والطائفية في المنطقة ومنها لبنان، والعراق وبأن قرار المنع جاء بطلب من والده، فيما تتحدث أوساط مقرّبة من العائلة المالكة: يعيش "سلطان" أيامه الأخيرة وسط أنباء عن احتمال تنحيّه عن ولاية العهد في الشهور القليلة القادمة، لعجزه عن القيام بمهامه بعد أن استشرى السرطان في أنحاء كبيرة من جسده.
وليحيا الحمى الحبيب، عراق القيم، بعد وباء طاعون البعث الوافد من مولده "دمشق" الشآم. العراق العزيز ، سلام عليه داراً، على رافديه مناراً - بمجلسيه: المياه والثقافة -، لكل الأمم.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟