أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق االعربي - صديقان وامرأة على حافة الحياة















المزيد.....


صديقان وامرأة على حافة الحياة


طارق االعربي

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


1

أحمد فرحات

أنا ميت، أمس أتتني رصاصة في الرأس ومت - أكتب لأقول لك أني مجنون وأريد حرق فلسطين كل فلسطين، هل تأتي معي ! لا تسألني السبب صديقي، فقط أنا غاضب و أريد حرق كل شيء،" ربما السب حبيبتي.. أنا أحب أحمد قلت لك هذا- ليكن الأمر سرا بيننا،و ارجوك لا تذكر الامر هنا "- اسمع أنا سأحرق فلسطين وأنت احرق القاهرة بيتا بيتا، سنحرقها أنا وأنت قبل أن يحرقها الجنود، هل أنت بخير..! أنا لست بخير- لا افعل شيئا صديقي انا في غيبوبة لا افعل شيئا، أحلم فقط أحلمـ واتسلق اشجار الكلام ، ولا أطلق الرصاص، أنا جبان لا أطلق الرصاص، لماذا أقتل اليهود/ اليهود بشر مثلنا، هل هم بشر أحمد ..! - أمس قبل ان تطلق المجندة الرصاصة علي، كانت قد أعجبتني، أعجبتني ضحكتها ونسيت نسيت للحظة أنها عدوي - كانت جميلة احمد، والجندي الآخر كان جميلا-يقفان على حاجز زعترة/ كعاشقين،إن رؤية العشاق في الحرب مفرحة" -إن كتبت لي الحياة وأتيت لزيارة فلسطين سأصطحبك إلى هناك"- كانا يقفان ويتبادلان الضحكة، كعاشقين لا يقلهما أحد، -كانا يضحكان على العجوز الذي ينام بجانبي، المجندة ضربت زجاج السيارة لكي يصحو، كان بجانب الزجاج، فاستيقظ فزعا، ضحكوا على خوفه، ضحكوا طويلا،لم تطلب "الهويات/ ولم يفتشوا السيارة فقط أرادوا أن يضحكوا قليلا، ومن ثم لا ادري مشينا لمترين فأطلق الرصاص على السيارة فأصبت
هل جربت الحواجز احمد، ماذا لو كان هناك حاجزا بين الإسكندرية والقاهرة أو بين المنصورة مدينتك والقاهرة- ماذا لو استيقظت ليلا ووجدت الجنود في بيتك؟ أو ماذا لو قصفت القاهرة بدلا من غزة! - ماذا لو كنت في التاكسي مكاني -بقولون الخرب انتهت صديقي- لا ادري أنا ما زلت أركض هربا من الحرب،لكني مت، صديقتي تقول أنت تهرب من ذاتك فتصطدم بها لكنك تستمر بالركض، لا احمد أنا كنت اهرب من الموت في معركة لا اعرف سببها - لا أريد الموت احمد، هاجس الموت يسكنني، كنت دوما صديقي انأ أتحسس راسي وأقول " متى ستصيب هذا الرأس رصاصة" والآن أصبت - الحرب لم تنته أحمد، الجنود لا يطلقون الرصاص لكن هناك حرب أخرى صديقي، انظر كيف أصبت !،الأطباء وأصدقائي يقولون أني لن أعيش طويلاً



2

نعمان

أنا ميت لترثيني الآن - مت قبل أن أقول لك أني لا أحب بيروت، أشعر أن بيروت لا تحب فوضويتي، أنا كائن فوضوي، لا أحب الترتيب، وبيروت مرتبة، حتى الضوضاء في بيروت مرتبة، لا ادري صديقي، تلومني دائما أني لا أخرج بكتاباتي من فلسطين، لا استطيع صديقي، أنا محاط بها، تحاصرني كبحيرة وسط غابة من شجر الصنوبر، أو كأنثى تربك عمودك الفقري كل ليلة- خاصرتي تؤلمني نعمان، بي وجع لا يشبهني، لا استطيع الركض أو القفز، ولا استطيع فعل أي شيء أنا ميت ، هل سأنجو من الموت نعمان، أصحو كل يوم صديقي وامشي في الحياة كما المحكوم في الإعدام ساعة تنفيذ الحكم، أكتب لأهرب، تخيل رجل يعاني من العجز ولا يستطيع تلبية رغبات حبيبته- اسمع ضحكتك الآن وأنت تقرأ اعترافي وتقول لي يا عاجز يا عاجز وتضحك بهستيريا مجنونة، تشبه سخطك على كل الشعراء-

نعمان
أريد أن أسكر هل تستطيع أن تصل لمشفى رفيديا وتأتي إلي بزجاجة نبيذ - تعال نعمان هناك وجع في خاصرتي، لا يكف عني، -ثمة رجل كنت اعرفه في السوق، كان يسكر، وان لم يجد ما يسكره، كان يشتري علية " سبيرتو" ويمزجها بعصير التفاح ويسكر، يسكر نعمان ويرقص ويشتم الجميع، كان يأتي صبحا إلى السوق وهو سكران، يشتم ياسر عرفات ويشتم تجار السوق ويمضي ليعود ليلا سكرانا أيضا، هو لا يصحو لكي لا يسكر، ومات وهو سكران، ميتته لم تكن جميلة، وجد ميتا منسيا في احتياج نيسان - هل السكر ينسيني وجع خاصرتي..!

3

حياة

أشعر براحتيك، الرصاصة هل ما زالت برأسي، صوتي ليس عاليا أليس كذلك، أنا أقول روايتي، عادية كما حصلت، كما سمعتها من نشرة الأخبار، وكما سمعتها من أبي، أبي شاعر بالفطرة، يقول الشعر دون أن يدري أن كلامه شعرا، هل أتى لزيارتي؟، هل تسمعين كلامي؟، أنا مجنون يهيأ لي أن الموتى مثلي يمكن لهم أن يمشوا ويتكلموا معنا ويأكلوا ويدخلوا الحمام مع زوجاتهن وحبيباتهن، هل تسمعين وقع خطاي، أنا امشي و أتكلم، واصرخ وارقص واقفز وأبكي وأشعل النيران في المدينة، إن النيران التي سمعتي عنها في الإخبار، أنا من أشعلها، هكذا خرجت من نومي ليلا، تجاوزت أروقة المشفى دون أن يراني أحد " أنا شبح لا أرى"- من ثم خرجت من باب المشفى وتوجهت إلى المدينة وأشعلت النيران في المحلات التجارية ومبنى رئيس الوزراء ومباني الامن، عود ثقاب واحد حبيبتي وقليل من الوقود والنار ستأتي على كل شيء.
لماذا لا تهربي بي من هنا- إلى كوخ بعيد حافة جبل يطل على سهل اخضر، لنهرب لا أطيق رائحة الموت ولا أسرة المشفى ، ولا أطيق النساء اللواتي يتهيأن لعرسك وعرس دمي- هناك تستطيعي أن تحكي لي قصصا أخرى، نستطيع أن نقرأ الروايات والشعر معا، الشعر سيكون علاجا مناسبا لحالتي، هل تحبين الشعر، بدر شاكر السياب يشبهني، هل تعرفين بدر شاكر السياب، مات صغيرا كتب كل ما كتب ومات، ربما لن يحالفني الحظ لأكتب مثله قبل أن أموت
كم صار لي بهذه الغيبوبة- أنا أحبك- هل تعرفين كيف أصبت ؟ أنا كذبت على احمد فرحات كنت احمل الكاميرا وأصور اعتراض المسلحين على توقف الرواتب التي تصرف لهم، وكانوا يطلقون النار فأصابتني رصاصة طائشة، ومن ثم وجدت نفسي هنا لا أصحو ولا أنام، لا لا صديقتي هذا ليس مناسبا، كنت مقاتلا في غزة عاد أبي من لبنان واستقر هناك، والتحقت بالعمل في صفوف السلطة العائدة على بساط حلمها ، و في حزيران، حين كان الجميع يطلق الرصاص على الجميع، أتتني رصاصة خاطئة فأصبت، وأيضا لا صديقتي هذا هروب، أنا لم أصب هنا أو هناك، كنت امشي بين رام الله ونابلس فأصابتني رصاصة من مستوطن أطلق النار عمداً على السيارة، فأصبت ، أي القصص أكثر فاجعة صديقتي- وأيضا هذا غير صحيح، كل القصة أن فقدك فاجعتي، فأنت لست معي ولست لي و لم نعد نتحدث طويلا كما كنا- فقررت الانتحار فأطلقت رصاصة على رأسي لأكون قتيلك- غني معي لنيحا معا في ارض خارج هذه الارض



#طارق_االعربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق االعربي - صديقان وامرأة على حافة الحياة