|
محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 00:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لايمكن القول بان العراقيين قد حصلت لديهم الخبرة اللازمة في العملية الانتخابية ، بقدر ما بالامكان الاشارة الى حصول اكثر من تجربة ليدهم في هذا المضمار ، ربما قد تضع حجر الاساس لخبرة مستقبلية يمكن البناء عليها في الحياة الديمقراطية الجديدة ، طبعا اذا ما اقيمت دولة المؤسسات في هذا البلد ، ان هذه التجارب التي اشرنا اليها قد اعطت انطباعاً بل وتاكيداً بانها كانت منتهكة ، من قبل الكيانات السياسية المتنفذة ، مع انها لا تخلو من المنفعة ، ربما ياتي في مقدمة ذلك هو ان العراقيين قد اكتشفوا بان كل فرد منهم يمتلك حقا الا وهو صوته الانتخابي ، الذي هو بمثابة سلاح يتمكن بواسطته استرداد حقوقه التي كانت ضائعة دهراً طويلاً ، هذا اذا ما احسن استخدامه ، طبعاً في ظل حياة ديمقراطية سليمة ، بمعنى ، الى من سيطيه ، ولاجل من ، وكيف سيلاحقه حتى يسمع صداه المتجسد بتحقيق ما يصبو اليه . يشهد للديمقراطية بانها تمتلك سمة مميز لها ، هي ضمان حق الاختيار للجميع ، وكفالة وصول الفائز الى الموقع الذي تجري العملية الانتخابية بغية الوصول اليه ، هذه هي قواعدها ، التي تجيز النتائج الصادقة لحق الاختيار فيها ان يتبوأ الموقع المعين حتى من كان فاشياً ، على غرار وصول النازيين في المانيا الى سدة الحكم في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي ، الا ان الممارسة الديمقراطية في العراق قد تعرضت الى الاغتصاب والسطو المسلح بـ ( قوانين ) مجيرة لصالح من اصدرها واقرها ، تمهيداً لاختلاس اصوات الناخبين ، اذ كان القاسم الانتخابي قد طوقت قيوده عنق اصوات الاحزاب التي لم تتمكن من تحقيق هذا القاسم ، بفعل انتشار قواها وعدم تركزها في مكان معين ، هذا اضافة الى ان هذه القوى رفضت التمحور الطائفي والعرقي ، وكانت عملية مصادرة الاصوات قد مهد لها بجعل العراق عدة دوائر انتخابية ، وكذلك فوضي تشكيل الاحزاب والكيانات الانتخابية . ان الديمقراطية نظام متكامل ، غير ان الذين بيدهم القرار لجؤوا الى تعليبها ، حيث اختصرت بالعملية الانتخابية فقط ، مما ادى الى ان يُسمع في الشارع اصوات كثر تلعن هذه الديمقراطية وتلعن من اتى بها الى العراق ، ليس حباً بالدكتاتورية ، ولابسبب فرض آلية لا تحقق العدالة الانتخابية ، مثل اعتماد الدوائر الانتخابية المتعددة التي من شانها بعثرة اصوات الاحزاب والاقليات التي لاتتمكن من تحقيق القاسم الانتخابي ، انما الادهى من كل ذلك فرض القائمة المغلقة والتى لا تعني سوى فرض اشخاص في البرلمان ومناصب ادارة مؤسسات الدولة يفتقرون الى الكفائة المطلوبة ، وبمعنى من المعان ، انه ايهام الناخب وخداعه وجعله يمنح صوته الى من لايستحقه ، وفي نهاية موسم العملية الانتخابية المحجمة هذه يأتي الحصادها عصف مأكول ، ماعدا بقاء طعم المسؤولية منقطع النظير لدى من هم فيها وعليها ، مما حدا باصحاب المقامات في الدولة للاستشراس والتمسك بكراسيهم باي ثمن ، بل والتزاحم ليس بالمناكب وانما بالاخامص والدسائس لازاحة بعضهم البعض عن مواقع السلطة والمال والنفوذ . ويعجز المرء حقاً عن وصف الصلافة والاصرار على بقاء قانون الانتخابات الظالم ، فلا اي جهد مبذول ولا حتى التفاتة لمعالجة تذكر في هذا الشأن ، في الوقت الذي يسعون ليل نهار لتغيير عناوين إئتلافاتهم لعل في ذلك تخليص الناخب العراق مما اعتمل في نفسه من تراكم الغضب تجاههم ، واذا ما تعني هذه المحاولات شيئاً فانها اول ما تعنيه ، هو تكريس الحال على ما هي عليه ، فهم عاجزون عن ان يعملوا غير المراوحة في احسن الاحوال التي تبقى محفوفة بخطر احتمال الاشتباك على اثر التدافع نحو كرسي رئيس الوزراء . اذاً لا رجاء من تحقيق العدالة الانتخابية التي يتكئ محورها على وجود الدائرة الانتخابية الواحدة ، والتي يحتمل استبعادها من التعديلات المزمع اجراؤها في الدورة البرلمانية الحالية ، اي قبيل الانتخابات القادمة ، هذا اولاً اما الهم الاخر فيتمثل بفرض القائمة المغلقة التي لا تستفيد منها سوى الكتل الكبيرة من ما لها من ( برستيج ) سيأثر حتماً على ميل الناخب البسيط طبعاً ويوهمه لاختيارها بدلا من اختيار قائمة الاحزاب الصغيرة بحجمها الانتخابي ، هذا وللحديث بقية .
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
-
الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
-
الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
-
التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
-
تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
-
تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة
-
اصلاح الامور من خلال اصلاح الدستور
-
الامريكان والبعثيون .. مقاربات تمليها مصالح
-
خلافات الساسة تضع العراق على سكة الضياع
-
وساطة بايدن بضاعة بائرة
-
قانون انتخابات جديد ام محاولة لاعادة انتشار الكتل الكبيرة ..
...
-
خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب
-
النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص
-
دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية الفقيه
-
دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية ولاية الفقيه
-
دخان ابيض فوق المنطقة الخضراء
-
الانتخابات الرئاسية الايرانية بين زيف وحيف
-
الانتخابات العراقية القادمة واسر هيمنة الطبقة الحاكمة
-
كل السبل وارد استخدامها لاسقاط حكومة المالكي .. ولكن
-
الدستور العراقي قاسم مشترك اعظم لايقبل التحجيم
المزيد.....
-
مصدر أمني لبناني لـ CNN: حزب الله اشترى أجهزة -البيجر- المتف
...
-
أجهزة الإعلام الروسية وأذرعها.. آليات صنع التضليل ونشره
-
بيان مصري بشأن انفجار أجهزة اتصال في لبنان
-
أنباء عن إحباط محاولة اغتيال أفيف كوشافي على يد حزب الله ا
...
-
9 قتلى ونحو 3000 جريح في سلسلة انفجارات أجهزة اتصال بلبنان
-
مصر تبدي استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة لعلاج مصابي تفجي
...
-
واشنطن تنفي أي صلة لها بتفجير أجهزة الاتصالات في لبنان
-
سيمونيان تسخر من محاولات الولايات المتحدة تحريض الدول لفرض ع
...
-
الجهاد الإسلامي: واثقون أن المقاومة في لبنان وسوريا سترد على
...
-
إعلام إسرائيلي يحدد نوع المادة الحساسة المستخدمة لتفجير أجهز
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|