أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد المراكشي - رمضان و الأقنعة














المزيد.....


رمضان و الأقنعة


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 17:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رمضان كريم..
الشهر المختلف الذي يأتي بإيقاع مختلف على حياة الناس في بلادنا، أو على الأقل هكذا نظن!!
في الواقع الناس هي التي تحتمي برمضان المسكين لتصريف وجوهها الأخرى ، المغايرة ، المنفلتة طيلة السنة في لعبة إخفاء القاعدة و فتح الباب مشرعا أمام حالة الاستثناء ، حالة طوارئََ لمدة شهر! وكيفما يكون الحال فهي أقصر حالة طوارئ في تاريخ الأمة العربية..
في رمضان ، يصبح الإنسان نسخة معدلة بل ومزورة ليست طبق الأصل بتاتا. ففلان رمضان هو فلان غيره في الشهور الأخرى، لذلك فإني اقترح على مصالح الادارة و الأمن في بلادنا أن تضع معلومة أخرى عن الشخص ونسخته في رمضان ،وتعطيه اسما رمضانيا- حركيا!- بعد استفساره عن الاسم الذي يختاره بعد أول صيام يكتشف فيه شخصيته الاستثنائية التي تظهر و تختفي مرة في السنة.!
قال لي القائل و ما يدريك أنهم فعلوا ذلك قبلا، لاأظن أنها تفوتهم...
في رمضان - واستسمح المشاعر – نعيش نفاقا اجتماعيا كبيرا، حيث تصبح مظاهر التدين غريبة على اعتبار الأعداد الكبيرة من المصلين في المساجد و الذين سيختفون حتما مع أول فجر من أيام العيد ! هؤلاء شخوص أخرى غيرهم تماما في بقية أيام الله. حتى أن بعض الأئمة أصبحوا يشيرون الى الأمر في خطبهم كل سنة.. ولهم الحق في ذلك فهم يتضايقون كثيرا من هذه الحملة الإيمانية التي تتبخر بعد انقضاء الشهر ، فيجد الشيخ و صحبه أن الجامع فرغ عليهم من كل أولئك الذين كانوا يفرغونه من الاوكسجين في ليالي رمضان و نهاراته.. لتصبح الصفوف الفائضة الى الشارع مجرد ذكرى أمام الصف الدائم الوحيد بالكاد..
في رمضان، تتبدل أحاديث الناس و طرق كلامهم و مواضيعهم ، فتسقط فجأة عبارات الايمان والوعظ ، وكلما شاهد أحدهم برنامجا تلفزيونيا لأحد - مسوقي التدين إعلاميا – إلا وخرج ليخطب في أول منحوس من معارفه يصادفه في الشارع !! فهو حفظ ما سمع ، فيشرح إذن كعارف متمكن ، متقمص لدور صاحب الكلام الأصلي الذي تركه في تلفازه بالبيت ،وهو في ذلك يعيش رهانا خطيرا أقرب للمقامرة على عدم مشاهدة المنحوس للبرنامج الذي أتى منه بالمعرفة الجديدة المؤقتة !!
في رمضان تتغير الألبسة ، فينزع الناس عنهم سراويل الجينز و ربطات العنق و بدلها ، و جاكيتات الأمريكان ، ويخرجون من خزائنهم العتيقة جلابيبهم ، فالصيام و التعبد لا يحلو إلا فيها و لا يجوز إلابها. ولا تستغرب إن جاء فعلا من ينصحك بتجنب لباسك اليومي الذي لا يساعد الصائم على غض البصر ، حتى و لإن كنت رجلا !
في رمضان ، تكثر التحايا في طبعتها الدينية ، و تختفي فجأة ، عن عمد ، صباحات النور و مساءات الخير ، لأجل جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات ، وبكل الطرق الممكنة حتى ليخيل إليك أن الشخص بدل أن يذهب إلى بيته عبر طريقه المعتاد المختصر الخالي من كثرة البصاصين و الفضوليين فهو يختار على غير العادة أطول طريق و أكثر الشوارع و الأزقة امتلاء لكي تكون الحصيلة مئات التحايا المدرة للأجر!..
وفي رمضان ، نفاق آخر مناقض لما ذكر ، صورته في أولئك المتظاهرين بالغضب لأتفه الأسباب ، و الذين لا أرى فيهم سوى مبتزين للآخرين باستعمال سلاح النرفزة المغرضة الكاذبة التي توصل الى مالاعاقبة تحمد بعده.. هم صائمون بالغصب ، ولا غاصب لهم غير قناعهم..
أما نساء رمضان ، فهن نساء مختلفات ، نساء على حدة !! فجأة يغادرن أنوثتهن و حقائب ماكياجهم ، ويستبدلن البارفانات العطرة بمزيج رائحة الطبيخ و العرق..ويلتحقن بعالم الخشونة شهرا من الايمان و الاشغال المنزلية الشاقة.. شقائق الرجال فجأة يصبحن أقرب إلى الرجال!!!
وفي رمضان ، نصادف بعض الذين لا يحبون مثل هذا الكلام ، لأنهم لايودون اكتشاف حقيقتهم فيه، إنهم إن هم تمعنوا قليلا في ذواتهم و أنفسهم و تصرفاتهم لأكتشفوا أن رمضان هو الذي يكشفهم..
هي بعض الأقنعة التي نحسن ارتداءها ، و تغيير ملامحنا عن طريقها في رمضان ، فهلا جربنا رمضانا واحدا بلا قناع ؟؟
عيد مبارك.. ضعوا الأقنعة ، إلى العام المقبل !!







#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد المراكشي - رمضان و الأقنعة