الجنون وحق السياسي الوطن

جابر الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان سلامة الوطن فوق وخارج كل الحسابات والرهانات والمناورات ولا تتحمل الطرح المغلوط ولا التشهير الذي يمتد به الجموح والذي يسفر عن احتكاكات تحقن العلاقات بين القوى السياسية وبين الناس لانها تؤدي وادت الى مخاطر اكتسحت الامان في مغامرة غير مامونة لكل الاطراف لان الوطن مسؤلية الجميع وخاصة من هم في سدة الحكم من مجلس رئاسة الى مجلس وزراء مرورا بكل المناصب القيادية الامنية منها والمخابراتية والمسؤلية ايضا تقع على الحركة الاعلامية المسيسة والمستقلة على حد سواء ان كانت هناك جهات اعلامية مستلقة عملا وليس لفظا
ان حالة انعدام الولاء والانقسام لاتظهر اذا كانت الدولة واجهزتها قوية ومتماسكة في حين تطفو مثل هذه الخزعبلات على السطح حال انهيار الدولة والسيطرة المركزية
وفي هذه الحالات تبرز الاغلبية الصامته لشعورها بانها تحررت من الخوف ويحق لها فعل اي شيء دون وازع من ضمير ولاحبا في الوطن فتسلب وتنهب وتتقاتل على الغنيمة كما حصل بعد سقوط النظام الدكتاتوري الارعن وانهيار الدولة وتفكيك مؤسساتها والقضاء على بناها التحتية وهذا ما دعمه الاحتلال الامريكي حسب نظرية الفوضى الخلاقة عن عمد اوعجز عن احلال سلطة بديلة قادرة على اعادة تركيب الدولة التي فككت مؤسساتها واجهزتها الامنية مما فسح المجال لصراعات دموية يبدو ان الاحتلال كان لايعير اهمية لها مادامت تطمئن على تحقيق مشاريعة باعادة بناء الامن الاقليمي بما يتناسب وحمايته العسكرية وهيمنة شركاته على اقتصاديات المنطقة والتحكم في انتاج الطاقة
اما الانتخابات السابقة فانها عكست الاوزان الحقيقية لمكونات العملية السياسية بالرغم من مقاطعة البعض من التيارات السياسية وكتل اجتماعيةتكون النتائج ورغم تعبيرها عن تلك المواقع والمكونات فانها اشرت وبذات اللحظة ان التصويت لم يكن للعراق ولا للهوية العراقية بل كان تصويتا طائفيا وعرقيا واثنيا ومحاصصيا ولم يخضع لبرامج انتخابية تعبر عن رؤية وطنية
نعم انه اشر الى وحدة عراقية افتراضية لان الولاء كما قلت كان ليس للوطن
ومما تقدم وباختصار شديد فقد تجلت المفارقات وكشفت عمن يستبيحون جسد الوطن ليقطع شذرات بالدفع والتحريض الى حرب الصراعات وكشفت ايضا عمن ينساقون وراء خطابات الاثارة بدلا من الاخذ برؤية التحري عمن يمارسون مسلسلات التحريض بدلا من الانتقاد الراشد
ساعين الى طريق اجتماعي يقوم على حسابات لاتراعي اجتهاد الموازنة في حق الوطن بين المصالح والمفاسد
لان العمل المعارض فضلا عن المشارك بالحكم يتطلب تعقيبا لممارسات المسؤل بالمحاسبة والمساءلة مع مراعاة وسيلة المساءلة تحسبا للنتائج عند التعرض للقضايا التي تمس سلامة الوطن وخاصة في ثوابته الجماعية المقدسة والتي لايصح المزايدة عليها اذ هي اكبر واقدس من المساومة بها
لان العمل الحزبي في جوهرة مدرسة الافكاروالسلوك والنضال ودلالة شرعيته لانة أئتمن على سلامة الوطن استنادا لبرامجه التي تطرح وفقا لثوابته تصورا لحياة أمنة اجتماعيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا في اطار مؤسساته الشرعية
بعيدا عن تغذية مشاريع الفتنه التي تقوم على توظيف المباديء والقيم المقدسة في التحريض وتغليب المجهول على المعلوم بما يشكل اجتماعيا مدمرا على سلامة الوطن وهو مايعني الجنون السياسي بعينه

#جابر_الاسدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات