أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ترنيمة نادل الوقت - نص














المزيد.....

ترنيمة نادل الوقت - نص


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 19:19
المحور: الادب والفن
    



"إلى العراقية هناء القاضي التي قذفتها بغداد الاقتتال إلى المنافي.. "

هل هي "العنقاء" أنتِ؟!
وأنا المرجوم بالنزف "سيزيف" ؟!!
هل تضيعنا المنافي بين ربيع وخريف!!
تتقاذفنا الشوارع في بلاد صرنا فيها الغرباء بين الأصدقاء..
فالأصدقاء ذرفوا دمعة الوجع على أوجاعنا مرة..
غزلوا من آهاتنا لحناً حزيناً غنوه بعض الوقت..
واكتفوا منا بمذاق أنغام الوداع..
هكذا شاءت اٌلأقدار..
أن تخرجي كل مرة من قلب الاشتعال كاملة البهاء..
زهرة، تنثرين عبق القرنفل في مسام الوقت.. تخبئين دمعتك العزيزة..
هل تحمليني بين الحنايا في ثنايا الذاكرة
هل تطل عليكِ صورة وجهي كلما حضر على مراياك من غابوا وسكنوا الدمع في مقلتيكِ؟
لا تسكبيني دمعة من مقلتيك..
فأنا حملتكِ في خاصرتي، ورسمت في صدري بين الرئتين مدينتك التي أضحت عن متناول الحلم بعيدة
أُرهف السمع لنزفكِ..
وأسجل دقات قلبي مع نقرات خطاك على الرمل في طرقات صدري
صارت خطاك في صدري دروبا للوطن..
حدثي نادل الوقت عني.. واسأليه:
هل تستعيد المدائن ساكنيها؟!
وكيف يفلت الوقت من لجام الخديعة، والدم قد سري في مسام الأرض إلى غور بعيد..؟؟
وأي حليب يقدمه ضرع أرض لبذرة قرنفل تحلم بالحياة.. والأرض ملوثة بالضغينة..
آه يا سيدتي.. وجه مدينتي مثل وجهكِ مستباح..
هكذا هي المدن في الحلم جميلة
هل تعود مدينتي إلى عاداتها!!
كل صيف تتهيأ للزفاف.. تصبح عروسا، تصدح في جنباتها الأغاني والزغاريد المغمسة بالرغبة والحناء والفرح..
هذا الصباح، اصطحبت ذاكرتي، ومضينا نخب في الطرقات، نقرأ المواعيد في ذاكرة الشجر، والحجر، وإشارات الدروب..
هذا الصباح صرختُ على وجعي المُدمى بالغياب..
لم يبق في غزة بعد القصف سوى اسم المكان.. هل تعرى المكان من مفردات المكان.. ووجدتني في طرقاتها أمضي عاريا حتى من ذاكرتي..
لا زيتونة تمنحي ظلا..
لا جدار نقشت عليه رسمكِ يوما..
حتى ناصية الانتظار باتت ركام.. وصرخت من وجعي
- أين أنا؟
صرتُ المحاصر بسهام من قلبوا الوقت رأساً على عقب.. ورأيت رأس غزة معلقا على أسنة الرماح.. يتهموني بها:
-اصمت أيها الصابئ.. أنت السبب!!
ورأيت وجهك مصلوبا على وجه مدينتي.. صوتكِ يتردد مع حفيف الريح:
- لا عليكَ يا صاحبي، ارفع الصخرة من قاع السهل إلى أعلى الجبل
لا سهل، ولا نهر، ولا صحراء.. حتى الجبل خسفوه صار بعض رماد وتراب..
- ارفع الصخرة.. هذا قدر..
صارت الريح شياطين وقت.. شحذوا سيوفهم قصفوا رأسي.. صار عنقي نافورة دم.. حفر الدم مجراه وسال، ولا يزال.. ورأيتكِ تقفين على ضفة النهر، تهامسين نادل الوقت وتبوحين.
فأطلَ علىَّ من تحت ركام ناصية الانتظار..
سرب أطفال دفنوا يوم القصف تحت الركام..
***
أنها العنقاء أنتِ.. وأنا المرجوم بالنزف سيزيف..
لن تضيعنا المنافي.. لن تضيعنا الطرقات بين ربيع وخريف..
ربما جئنا من الأسطورة طيفا..
لكننا يا صاحبتي انطلقنا من رحم الحقيقة..
والحقيقة ؛ أنت الأميرة، تنتظر العبور إلى بلاد الرافدين، وأنا المشبوح على صليب عذاباتي.. تبكيني النساء عند بوابات القدس العتيقة..
لن يخادعنا الليل..
قومي، وانهضي من رمادك معطرة بروح الدجلتين، واطلبيني أمنية عند أعتاب أسياد المرقدين..
أني تعودت على صخرتي، ولكن ليس من أجل الصعود أو الهبوط..
ولكن للوصول إلى مدينة نحن فيها..
هل نسبتِ انك الساكنة في صدري..
أنتِ الشوارع والدروب..
أنتِ امرأة مدينة..
أنتِ سيدة الحضور..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهاب إلى بئر الرغبات
- مارثون مفارقات القهر - - قراءة في المجموعة القصصية - إحراج - ...
- على جناح القبرة
- مقهى الذاكرة - نص مشترك
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..- نص مشترك مع هناء القاضي
- تجليات الرغبة في مدار الوردة
- كله تمام يا فندم, وغياب الحقائق
- البراءة في عالم متوحش
- مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي
- القمر لا يدخل مدار الهامش
- في جغرافيا ما فوق السحاب
- البحر - قصة قصيرة
- يسرا الخطيب.. وعطش البحر
- شرفة الانتظار
- شظايا آمال الشاذلي وسؤال النوع الأدبي
- مقهى الذاكرة
- مرايا لا تعكس الصور
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..
- فوق الحياة بقليل
- فلتشربوا الأنخاب


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ترنيمة نادل الوقت - نص