|
موقف اليسار الملائم ازاء الازمة الايرانية الداخلية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 12:32
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
كما تكلمنا سابقا عما تمر به ايران و القوى المشاركة في الاحتجاجات و المعارضة السلمية العصرية ، و تعامل الحكومة بوسائلها و حيلها و امكانياتها و سياساتها معها ، و دور القوى المختلفة في كيفية دفع العملية الاحتجاجية نحو الاتجاه المثمر للتحول و الاصلاح و التغييرالمقبول الواجب اجراءه في بلد يعيش لثلاثة عقود متتالية على رنة و نغمة سياسية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية واحدة ، و ان كانت الحياة استقرت قدعلى حال لم تتحرك ساكنة ، و السلطة مستخدمة لكل السبل التضليلية ، و ما حصل ليس نتاج ظرف طاريء كما يقول البعض و انما نتائج الانتخابات الرئاسية هي الشرارة التي اشعلت ما كان مكبوتا و مسيطرا عليه بالقوة و النار و الحديد. على الرغم من ظهور و اعلان المعتدلين على انهم الوحيدون في قدوة ما يجري من الاحتجاجات و الاعتراض و ابداع السبل الملائمة للوضع الراهن ، و هم اولاد الثورة الايرانية الاسلامية المدللين و لهم الفضل في استمرارية الحكم طيل هذه المدة ، و ربما اليوم تضاربت المصالح و هم اتخذوا هذه المواقف ، لنسلم ذلك و هوغير صحيح طبعا ، الا ان القوى المعارضة الحقيقية العديدة الاخرى عليهم ان يستفيدوا من هذه الظروف و ما تاتي من المستجدات اي شيء كان اسبابها و عليهم ترتيب الاوراق وفق المتغيرات و هم يعملون كجندي مجهول في تنظيم ما يجري على الشارع الايراني ، و هناك من النشطاء وهم وقود العملية ، على المعارضة فصلهم و تمييزهم عن البرجوازية الدينية التي اختلت اوضاعها و هي ضمن اركان الدولة المصابة بالازمة الاقتصادية السياسية منذ مدة طويلة جدا . ما يهمنا هنا و يجب ان نذكره حول دور اليسار الايراني في هذه العمليات و كيفية مشاركتهم و تعاملهم و دعم الاحرار التقدميين من جميع انحاءالعالم لهم، و ليثبتوا و يضعوا بصمتهم على ما تؤول اليه الاوضاع و يمكن ان تكون نقطة تحول كبرى لليسارية في المنطقة و العالم ايضا . ان ما نحس به فيما يخص اليسار انه في الداخل الايراني في وضع و حال معلومة للجميع، و هو تحت تاثير ترسبات اكثر من ثلاثين سنة من حكم الدين و المذهب و البرجوازية باسماء و تسميات مختلفة و هي جاثمة على صدور الاحرار في بلد عاش تحت نير الامبراطورية و عاشت ابنائها في الفقر و الضيم و لم تنتج الثورة الاسلامية البرجوازية لهم الا المرٌ و الهوان . اي الطبقة الكادحة هي التي كانت و اليوم ايضا تدفع الثمن و على ممثليهم ان يثبتوا بانهم دقيقون في العمل و التعامل مع الاحداث دون خطا لكي يكتب التاريخ لهم ما يعملون و المهم ان تثمر النضالات لصالح الاكثرية و لن تتكرر الحال كما حدثت و ذهبت هبائا كل ما انتجته جهود الطبقة الكادحة ودخلت الى جيوب الراسمالية بثوبها الديني و خاصة في الفترة الاخيرة . و على اليسار ان يقرا الاوضاع و ما في ايران اليوم من المتغيرات و الواقع بتفصيل و دقة متناهية و من جميع الجهات و النواحي، ويفحصوا كل المستجدات في لحظتها و بحذافيرها ، ويجب ان تشارك فيه اليسارية من النشاطات الجماهيرية و بتكتيكات عديدة تحت اية مسميات ، و عليها تنظيم نفسها بخصوصياتها ، و سيتم ذلك بوجود قادة متنورين و حاملين لافكار يسارية واقعية تقدمية غير طوباوية و التي تميزت بها اليسارية سابقا، او متطرفة كما مرت بها ايضا في المراحل العديدة السابقة مع القوى الديموقراطية التقدمية الاخرى . و ما يجب ان يُداربه الوضع هو الاصرار على العقلية المتفهمة لما موجود على الارض الايرانية ، و ان تضع القوى في الحسبان ما تمتلك السلطة الايرانية من الامكانيات و القدرة القمعية المتنوعة، و هو نظام دام لهذه العقود بما استعمل من الاجهزة المعلومة بقمعها و قسوتها و لم ينتج غير الخراب و الخذلان لشعوبه ، و يجب ان يعتمد اليسار على ما جسده هذا النظام من الفروقات الطبقية لاثارة الجماهير الواسعة و دفعهم لاستمرارية الاحتجاج الدائم دون شعارات خياليةو التي يمكن ان تعود الى صالح النظام في هذه المرحلة و ما موجود فيه الشعب من الوعي العام و الثقافة و المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي . يجب ان يعلم القادة ان هذه الظروف المتاججة و الحابلة لن تدوم الى الابد و انها ستجهض ان لم تصل الى الوقت المناسب لولادتها ، و يجب ان تشارك الفئات كافة و على المشرفين محاولة اشراك واضافة الجديد من المكونات بين فترة و اخرى او حتى يوميا لابعاد احتمال الملل و الانطفاء ، و نحن حلى علم بالاجيال الثلاثة مابعد الثورة الايرانية و ما اكتسبوا و كيف عاشوا ، و تتم هذه وفق نظام و برامج دقيقة ملائمة و مستندة على عقلية محللة للاوضاع الانية بشكل علمي و واقعي و متعايش مع الاحداث دون مغامرة، بعيدا عن التسرع و الانفعال و القرار غير الملائم ، و يجب الاعتماد على ما موجود على الارض و ما متجسد من الارضية بحذر . التعامل الدقيق مع اي حدث يزيد من تاجيج الحال المفيد، كما هو الحال مع المحاكمات الصورية ، و من الواجب العمل على تقليل التاثيرات السلبية على الاحتجاجات والمظاهرات و كما تهدف السلطة الايرانية ، و التاكيد على استيضاح الحقائق للشباب المنفعلين بطرح الادلة بكل الوسائل المتاحة و منها الاعلام و ما يوفرها التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي العالمي . على المعارضة اليسارية الحقيقية ان لا تطرح مسائل نظرية غير واقعية اليوم، لانها تضر بها قبل ان تفيد في هذه المرحلة ، و ما نسمعها بانها تثير موضوع المعتدلين من المحتجين المسجونين و قادتهم على انهم اساسا جزء من النظام و هذا يقع في خانة التي تفيد النظام نفسه و يعود بالضرر على الجميع ، و عليهم ان يمدوا يد المشاركة مع جميع القوى الديموقراطية العلمانية و المعتدلين لخير مسيرتهم الطويلة ، و عليهم ان يدركوا بان التكتيك المناسب يصب في صالح تحقيق الاستراتيجية مستقبلا ، و الوقت الحالي غير ملائم لطرح تفاصيل و دقائق الفلسفات و عليهم تاجيله لوقته، و ارجاء ما يتصل بالفكر و العقيدة و الفلسفة اليسارية لما بعد المرحلة المتازمة الحالية و ما ينتج منها ، و على اليسار دعوة كافة الفئات و الطبقات للمشاركة في النضال و الوقوف بشكل حاسم ضد النظام لنخر ركائزه و فضحه ، و الاهم نشر ما هية النقاط السلبية الواضحة في كيان النظام الراسمالي الديني و بوسائله الخاصة و على المكونات كافة من العمال و الشباب و الطلبة و النساء و الفلاحين و كل الفئات المشاركة الواضحة بكافة السبل المتاحة ، هذا هو واجب اليسار الواقعي الاني .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجسيد ثقافة المعارضة الصحية اهم من الحكومة
-
أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
-
ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و
...
-
كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
-
كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا
...
-
العمل المؤسساتي يضمن التنمية السياسية بشكل عام
-
لم تتكرر الاعتداءات على امريكا منذ 11سبتمبر الدامي!!!
-
للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها
-
مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
-
استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
-
اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
-
الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
-
الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
-
ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
-
من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
-
الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
-
السلطة و المعارضة بحاجة الى النقد البناء على حد سواء
-
ألم تتأخر الحكومة العراقية في طلب تسليم الارهابيين من دول ال
...
-
عصر التمدن لا يقبل المهاترات في الصحافة
-
ألم تتاخر الحكومة العراقية في طلب المحكمة الدولية حول الارها
...
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|