أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صارت تحدث لي أشياء غريبة لا أفهمها . وبشكل تلقائي ومفاجيء . وكنت أعزو ذلك إلى إدماني
للقنب الهندي . وربما الخمر أيضا تحدث بعض الإختلالات في الرؤية والسمع . كأن ترى مثلا شبحا
أو تسمع أصواتا . خلال هذه المرحلة من حياتي رأيت شبحا اقتحم الجدار وتجاوزه رأيت ذلك بأم عيني
لكن مرة واحدة . وسمعت أصواتا في أذني تشتمني .
خلال هذه المرحلة التي لم تدم طويلا . كنت ألتهم الكتب الفلسفية والأعمال الأدبية لكبار المفكرين
والفلاسفة العالميين مثل - فريدريك نيتشه - و-شوبنهاور- و-هايدجر- و- كنط- و-فولتير-و-سارتر-
و-دانتي-و-فرويد-و-بافلوف-وغيرهم مثل - جيمس جويس - و- نيكولاس كزانتزاكيس - إلخ ....
كنت متأثرا بهؤلاء الرجال الكبار تأثيرا كبيرا وبالخصوص بالفيلسوف - نتشه - كنت أظل الليل بطوله أقرأ مثل هؤلاء العباقرة ولا أنام إلا في الهزيع الأخير من الليل. وكنت أجد متعة لا توصف
ولذة تشبه اللذة الجنسية وأنا غاطس في بحر من الأفكار العميقة التي غيرتني بالمرة وجعلتني
لا أشبه إلا نفسي.
كان يطيب لي أن أمارس الرياضة بسطح منزلي صباحا . أما في المساء فكنت امارسها صحبة
صديقي ميكي بنادي الكاراطي . حيث تعلمت مباديء أولى في هذا الفن وأصبحت أحسب
نفسي كما لو أنني بطل من أبطال هذه الرياضة. كنت أخرج من حين لآخر في الصباح الباكر أركض
نحو التلال القريبة من حينا حيث المراعي الممتدة والهضاب والسهول قرب قرية - سمسة -
أستنشق الهواء الطلق النقي المتشبع برائحة الأعشاب الزكية المختلفة . وذات صباح وصلت
محارث سمسة واعتليت هضبة وسط التلال المنبسطة أمام ناظري فرأيت حمارا بائسا على مبعدة مني ولم يتسن له رؤيتي لأنه كان مديرا ظهره إلي وكان يرعى الكلأ . والذباب ينط فوق
جثته الحية . ظهره كان مليئا بالندب كأنها محفورة على جلده بفعل الشقاء الذي يعانيه كسائر حمير
البلد. ركزت بصري عليه وظل نظري مصوب إليه كأنني مجبر على ذلك وبعد مرور مدة زمنية وأنا
على تلك الحال أحسست كأن نظرتي المركزة تلك ثقبت ظهره فإذا به يلتفت ثم يرجع إلى وضعه
لكنه ظل مشغولا بي وتعددت إلتفاتاته وعلى حين غرة قلب وضعه وأصبح ينظر في إتجاهي
ودون أن تصدر عني أية إشارة بدأ يخطو نحوي إلى أن وصل وأصبح وجهه في متناول يدي
وكانت سحابة من الذباب تحط على جانب عينيه فبدا لي ذلك مزعجا كما لو أن الذباب فوق عيني
فرفعت يدي أهش بها على الذباب لتخليصه منها لكنه ذعر كما لو أنني سوف أؤذيه فكان يسحب
رأسه بسرعة مع كل حركة يدي وأعدت الكرة تلو الأخرى إلى أن تأكد من سلامة نيتي . قلت له
بصوت مسموع كأنني أكلم إنسانا مثلي - أنا آسف لكلينا لأننا ولدنا في هذا الحيز من الكرة
الأرضية . إنه حظ سيء . ما أن سمع كلامي حتى قفل راجعا إلى مكانه وأنا أنظر إليه لدقائق عديدة لكنه لم يلتفت هذه المرة ولم يعرني أي اهتمام إلى أن مللت من الإنتظار فتابعت طريقي
وأنا أفكر في هذا الحيوان الفريد من نوعه والمتعود على الصبر والغارق دوما في التأمل والمتمرد
حينما يبالغ الإنسان في إجهاده. بدأت أدرس سلوكه فأدركت أنه فهم كلامي وانتشى به وعاد
إلى مكانه أي إلى مصيره وهو يعي أن الإنسان مثله كمثل الحيوان لا فرق بين الإثنين إلا من
حيث تكوينه الزماني والمكاني . فالحيوان الذي دجنه الإنسان وأصبح يرافقه في الزمن والمكان
لابد من أن يفهم لغته وربما دخيلته أيضا . لو كان للحيوان تكوين بيولوجي كالإنسان لأصبح سيدا
له وولي نعمته.
تذكرت الآن كيف أن الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يتناوب على السلطة
مع الحزب الجمهوري . جعل الحمار شعارا له . إذن لم يكن ذالك من قبيل الصدفة أو العبث وإنما
هؤلاء يفهمون ويستمدون الحكمة من صبر هذا الحيوان وذهوله حينما يستسلم للتأمل .
أنا أيضا دائما وجدت نفسي معجبا ومتعاطفا مع هذا الحيوان المتغابى وكنت خلال سهراتي مع
رفاقي وأصدقائي أسألهم
- ماذا تفضل أن تكون ؟ حمارا أم ذئبا ؟
كان كل واحد منهم يفضل أن يكون ذئبا لا حمارا
بينما أنا وحدي كنت الإستثناء وبأعلى صوتي وبدون خجل كنت أقول لهم
أفضل أن أكون حمارا على أن أكون ذئبا
لأنني أكره الذئب وأحب الحمار
تماما كما قال سقراط العظيم
أحب أن أكون مظلوما على أن أكون ظالما
رغم ما بين المقولتين من فرق واضح فأنا أرى المقولتين متقاربتين .






#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- دهشة الركوع
- أنا والرياح
- الشوط الأخير
- طاء الوطن


المزيد.....




- الرئيس السوري أحمد الشرع في قطر لأول مرة منذ وصوله للحكم
- من يتصدر عربيا؟.. أمريكا الأولى عالميا في عدد المليارديرات ل ...
- محمد رمضان يثير الجدل بلباس -فرعوني- في حفل في الولايات المت ...
- -هل لدينا ما يكفي من الإنسانية لمواجهة أزمة السودان؟- - فاين ...
- بيسكوف: أوروبا تعلن نيتها دعم كييف في رغبتها لمواصلة الحرب
- حمل حصانا وفارسها على كتفيه.. بطل روسي يسجل أرقاما قياسية في ...
- مليارديرة تطالب شركة بتعويض ضخم عن إلغاء مشاركتها في رحلة -ت ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولم تتبجح كصدام ...
- البحرية المصرية تتسلم زوارق أوروبية لمواجهة الهجرة
- هل خامنئي متفائل أم متشائم بشأن مفاوضات مسقط؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-