ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 20:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في مثل هذا اليوم 16-09-09 , قبل أربعون عاما ذكرى مؤلمة , للمجزرة الكبيرة التي حلت في قرية صوريا البطلة , مصيبة , لابناء شعبنا العراقي من الكلدان والكرد , المسالمين , التي راح ضحيتها , من الابرياء اطفالاً ونساءاً و شيوخاً ، كما الجرحى و المعوقين.
الجميع أبرياء معزولي السلاح , فلاحين , كسبة , رجل دين مسيحي , من القومية الكلدانية كي يؤدي واجبه الروحي , في ذلك اليوم الكئيب ,انها أعمال بشعة قاتلة مدمرة للانسانية , لمجرد وجودهم , في المنطقة , يقلقهم ويزعجهم , ذلك النظام الدكتاتوري , الهمجي الارعن القاسي , الحاقد على الانسانية جمعاء ,بفاشيته اللامثيل لها في العالم .. قتلوا في القرية المنكوبة , (صوريا) لوقوعها , على طريق , القوافل العسكرية , ولان اهلها مسالمين , بعيدين عن اذية الناس , لكن جلاوزة النظام العسكري الفاشي , متعطشين للدماء ، بناء على توجيهات , وحوش الفاشست , فاقدي الضمير , والبعيدين عن الرحمة والانسانية.
اليكم مقالتنا , المنشورة في المواقع في العام الماضي , للاطلاع عليها رجاء , في الذكرى 39 للمجزرة الاليمة , لاحد الاخوة الاعزاء من الكلدان الناجين من الموت (شمعون موسى مروكي ) والذي فقد اباه , وهو طفل في العاشرة من العمر, مغطى بالدماء وانتشل من بين الاموات اضافة الى المرحوم , عمه مختار قرية صوريا , وابنة عمه المرحومة , ليلى خمو , البطلة الشهيدة الفدائية , كما الكثيرين من اقاربه في القرية المنكوبة:
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=17737
لم يسلم في القرية , حتى الحيوانات , التي بكت , عويلا, على جانيها في القرية الشهيدة , والمجرمين ازلام السلطة , لم يحركوا ساكن .. اضافة الى كل هذا , اصدروا اوامرهم , القذرة , بعدم معالجة الجرحى , الناجين من الاعدام الجماعي و مخالفا كل القوانين الارضية والسماوية . وعند محاولة, بعض الاخوة من القرى المجاورة , لاسعاف الموقف , لكن للاسف , جهودهم تلك بائت , بالفشل لسلوك السلطة القمعية الاجرامية , والحقد اللئيم الكافر , اللامثيل له في العالم .
كثيرون من الكتاب , كتبوا عن تلك المآثر , وذلك الظلم الدفين , ولكن هل من مجيب !!!؟؟؟
هذه الدماء الزكية لابد ان تقدس , انها دماء عفيفة , عراقية مزجت , لتقول كلمتها , لتكتب بحبرها الاحمر القاني , لتقول للحكام من العراقيين , عربا وكردا مسلمين وغيرهم , قيادة وشعبا , انصفوا المظلومين , وكفاكم بالمتاجرة , بدماء شعبكم , ليكتب لكم التاريخ الحديث شيء من نقيض الماضي المأساوي الاليم الكئيب , هؤلاء شعبكم , أ امنحوهم حقوقهم , في الكرامة والانسانية , انصفوهم , ايها الحكام , انتم الان في مواقع السلطة , المحلية قبل المركزية , الدماء في ارقابكم جميعا , بدون استثناء لاحد , جئتم الى مراكز السلطة بدماء العراقيين , واضطهادهم , وآلامهم , ومعاناتهم , عليكم ان لا تفقدوا , ضمائركم كما الحكام السابقين , قدموا لشعبكم , ما استطعتم .. وخصوصا لضحايا الانظمة السابقة المتعفنة , الدكتاتورية الاستبدادية , امنحوهم حقوقهم , انصفوهم , لانهم هؤلاء الشهداء ونضالهم , الجسور المتفاني , اوصلوكم الى , مواقع السلطة .. لا تستغلوا دمائهم الرخيصة , فهي امانة في رقابكم واعناقكم, وبهذا عليكم , ان تنصفوا انفسكم انتم .. عاملين لهؤلاء , الشهداء والسجناء والمضطهدين , وبخلاف ذلك لايرحمكم الشعب والتاريخ أبدا , ابدا ,ابدا..
على قادتنا ان يقدموا , البديل الافضل , ويرحموا على اموات الشعب , ومضطهديه , وخاصة شهداء العراق , عليكم ان تبرئوا الذمة , ذمة الدماء , ارحموا انفسكم من الشهداء , اعطوا الحقوق للعراقيين , بعدالة , لاحقاق الحقوق , بلا تمييز ولا محاباة , ولا قرابة , بعيدا عن التحزب والمحسوبية والمنسوبية , والعشائرية المتخلفة , اخدموا شعبكم العراقي , بكل قومياته واديانه , في اية بقعة من تواجده , في العراق والعالم .
لم تسلم من الشهادة حتى الاطفال الرضع , كما الحيوانات , برصاص حر ومن مبالغ العراقيين , واموالهم التي نهبت وسلبت ولا زال الوضع ساري , بكل برود اعصاب , ليس من منادى , انه عار على سلطة لا تفي بوعودها , للشعب المضحي , بكل شيء من اجل الحرية , والحياة الجديدة . التي قال عنها الكثيرين من القادة الساسة ,
على قادتنا مراجعة النفس , واستيعاب دروس الوطن والمواطن , في خدمة كل الناس , سواسية . من غير محسوبية ولا منسوبية ,لاحقاق حقوق الناس والقوميات صغيرها قبل كبيرها , الاطفال قبل الراشدين , النساء قبل الرجال .
قرية صوريا الكلدانية سهم القوة , للمنطقة وللعراق , لابد من الاقتداء , بها وبشعبها الكلداني المسالم , المهدور الحقوق والتواجد , على ارض الاباء والاجداد , واجداد الاجداد , انها كارثة انسانية , وقومية شعب اصيل , بلا معالجة .. شعب حمورابي ونبوخذنصر , وسلالات تاريخية عريقة , في علوم الارض والانسان , بحضارة عظيمة انسانية , فريدة من نوعها , شعب بابل الكلدان , وآشور نينوى , وسريان المنطقة , شعبنا ... شعب الاصل الاصيل المسالم الامين .. لابد من , تقديم كل انواع الدعم اللامحدود , كما لبقية مكونات شعبنا العراقي بلا تمييز , ولا محاباة , ولا تحزب , ولا طائقية , ولا تدين وتفرقة دينية , ولاولاولاولا.. ليكون العراق للجميع .. والعراق اولا .. وشعبنا العراقي في المقام الاول . كما شعب الاصل له امتيازات اكثر حقوقا , من الاخرين , لكي تعم العدالة والحق في العراق
علينا ان , نتذكر شهداء صوريا ، كما بطولات و قصص الشهادة , لشعبنا الكلداني , أبتداءّ ما قبل الميلاد والى يومنا هذا , الذي مر , بعصور مظلمة , الى جانب المكونات القومية الاخرى العراقية , خاصة في العهد الحديث , من القرن العشرين.. يعاني شعبنا من الظلم والظلام لا يمكن وصفه , لبشاعته الانسانية .. في تغييب الكثيرين , من شعبنا الكلداني والقوميات الاخرى المتعددة العراقية .
شعبنا الكلداني , قدم الشهداء للعراق , منذ الدولة العراقية , ولحد الان ولا يزال . في نضاله داخل الاحزاب السياسية الوطنية والقومية , من أجل خلاص الشعب العراقي , من بطش الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة , على رقاب ألشعب . خاصة في ظل , نظام صدام , وزمرته الدموية , المتعفنة النتنة .. وما عاناه من قمع , وسجن واعدامات بالجملة , والمقابر الجماعية , والانفال واستخدام الاسلحة الكيمياوية ، وشهداء حرب ايران , والعراق وحروب , الخليج المتعددة .. وضحايا قوات الانصار للحزب الشيوعي العراقي , والاعدامات الصورية , للمناضلين , ومنهم الرفيق الخالد , يوسف سلمان يوسف (فهد) الذي اعدمه النظام الملكي والالوف منهم غيبوا واعدموا في السجون الصدامي والبعثي العفلقي عام 63 وما بعدها حتى سقوط الصنم عام 2003 , وفي قواة البيشمركة للحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الكردستاني , كما في الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) ثم شهداء احداث السنوات الاخيرة التي شهدت هجمات شرسة من قبل الارهابيين و قوى الشر و الظلاميين ضد الشعب العراقي والكلدان قاسموا الشهادة , ولم يسلموا الاضطهاد والقتل , بما فيهم رجال الدين , ناهيك ,عن حرق الكنائس , في مناطق مختلفة من العراق . خصوصا في بغداد والموصل وكركوك.
بهذه الذكرى الكبيرة المؤلمة نوقد الشموع على جميع ألارواح الخالدة شهداء شعبنا الغالي ، واضعين باقات واكاليل من الزهور, على أضرحة الجميع , اكراماً و اجلالا وتقديرا ً لدمائهم النقية الزاهية الزكية , التي عمقت خصوبة الارض , المدنية المقدسة لزرع بذور الخير والنور والسلام والطمئنينة والاستقرارالدائم , لحياة كريمة , عفيفة نقية جديدة , لشعبنا , وبلدنا , كامل الازدهار والتقدم والرقي المتطور.
لتبقى , مذبحة صوريا , ذكرى خالدة , لشهداء شعبنا البار, الذي قدم دمه القاني , و التضحيات الكبيرة و ملاحم عظيمة , مليئة بالبطولات , لتكون دروسا , في التضحية والفداء , من اجل خير وتقدم الشعوب , على مدى الدهور والازمنة , لتخلد دائما , وليتذكرها الجميع في كل عام وكل الاعوام .
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟